حسمت الفاف في قضية الإعانة المالية، التي كانت قد تلقتها من الفيفا والموجهة  أساسا لتطوير كرة القدم النسوية،  بعدما كانت هذه القضية قد أثارت ضجة كبيرة، عقب خروج بعض رؤساء النوادي عن صمتهم، للمطالبة بضرورة الاستفادة من الدعم المقدم من طرف الإتحاد الدولي، سيما وأن المكتب الفيدرالي كان قد قرر منح أندية الرابطتين الأولى والثانية، مبالغ مالية من الدعم الذي قدمته الفيفا للاتحاد الجزائري كتعويض عن الأضرار الناجمة عن الأزمة الوبائية، بعد الشلل الكروي الناتج عن انتشار فيروس كورونا.
واستغل أعضاء المكتب الفيدرالي، فرصة عقد الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية جمعيتها العامة العادية، لوضع النقاط على الحروف، وتوضيح الرؤية أكثر بشأن هذه القضية، حيث تم الإعلان بصفة رسمية عن المخطط، الذي رسمته الإتحادية الجزائرية لتوزيع الإعانة المالية المقدمة من طرف الفيفا، بقيمة 500 ألف دولار، على اعتبار أن توصيات الإتحاد الدولي، تمنع توزيع الدعم المالي نقدا على النوادي، وعليه فقد تقرر تخصيص هذا المبلغ، لتغطية إجمالي مصاريف الإيواء والنقل بالنسبة لجميع أندية السيدات، التي تزاول نشاطها عبر كامل التراب الوطني، خاصة  وأن الفاف كانت قد عمدت إلى إعادة النظر، في الهرم الكروي المعمول به في تسيير بطولة كرة القدم النسوية، وذلك من خلال استحداث القسم الوطني الثاني، والذي سيضم الفرق التي كانت تنشط في البطولة الجهوية لرابطات قسنطينة، الجزائر الوسطى، وهران وورقلة، وبالتالي فإن بطولة الموسم القادم، ستكون بطابع وطني في مستويين، مقابل صرف النظر عن المنافسة في الرابطات الجهوية.
وكانت التوضيحات، التي قدمها أعضاء الفاف ممثلين في السادة بهلول، قداح وأومعمر، لرؤساء النوادي خلال أشغال الجمعية العامة للرابطة، كافية لاحتواء الأزمة التي خلفتها هذه القضية،  خاصة وأن مسؤولي الفرق كانوا قد ذهبوا إلى حد التلويح بمقاطعة المنافسة، عند مطالبتهم بضرورة اعتماد المكتب الفيدرالي نفس الاستراتيجية، التي تم تطبيقها مع أندية «الرجال» في توزيع الإعانات المالية المتحصل عليها من الفيفا، ولو أن رؤساء فرق «السيدات» كانوا في بادئ الأمر قد طالبوا بتعميم الاستفادة من «امتياز» الفاف، القاضي بالتكفل بإجمالي مصاريف الإيواء والنقل، لأن هذا الامتياز كان خلال الموسم الفارط منحصرا في صنف الأكابر، وحكرا على الأندية التي تنشط بطولة الوطني الأول، لكن الدعم المقدم من طرف الإتحاد الدولي، والذي وصل خزينة الفاف كان كافيا لدفع المكتب الفيدرالي إلى اتخاذ جملة من التدابير، التي من شأنها أن تحتوي غضب مسؤولي الأندية، وتندرج في إطار المساعي الرامية، إلى تطوير الممارسة الكروية في أوساط الجنس اللطيف.
على هذا الأساس، فإن إعانة الفيفا المقدرة بنصف مليون دولار، أصبحت موجهة لتغطية كل مصاريف الإيواء والنقل والإطعام بالنسبة لجميع الأندية، وكذا في الأصناف الثلاثة، سيما وأن الإتحاد الدولي عمد إلى مضاعفة حصة الإتحاد الجزائري، من الدعم السنوي المعتاد تقديمه خصيصا لتطوير كرة القدم النسوية، ومبلغ 500 ألف دولار، جاء كتعويض استثنائي عن الأضرار التي خلفها «كوفيد 19»، مما يعني بأن الأندية تبقى ملزمة بتسديد حقوق الإنخراط في الرابطة الوطنية، بعدما قرر المكتب الفيدرالي، اعتماد قيمة مالية رمزية كمستحقات للإنخراط، في إجراء كان قد دخل حيز التطبيق منذ الموسم الماضي.
على صعيد آخر، فقد تم ترسيم اعتماد بطولة «النخبة» للسيدات للموسم القادم بفوج يتشكل من 12 فريقا، وهي نفس تركيبة الموسم المنصرم، على اعتبار أن المكتب الفيدرالي، كان قد تراجع عن فكرة الموسم الأبيض مقابل إسقاط ثنائي المؤخرة انتصار وهران ومشعل زيبان بسكرة إلى الدرجة الثانية، لأن قرار «إلغاء» السقوط قد تم تعميمه إلى جميع المستويات، مع  تأجيل موعد تطبيق توصيات الفيفا القاضية بتنظيم بطولة وطنية بفوج واحد يضم 10 أندية، لأن هذا المخطط اصطدم باشكال قانوني، بعد توقف البطولة بسبب فيروس كورونا، مما مكن فريقي بسكرة ووهران من «النجاة» من السقوط.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى