قال الباحث والأكاديمي الدكتور بشير شايب، إن الاحتفال بيناير ، مناسبة لترسيخ الاعتزاز بالانتماء إلى الأرض  والتمسك بها والذود عنها وكذلك إحياء الثقافة الشعبية وترقيتها ، وأكد على أهمية إبراز مجموعة من القيم خلال هذه الاحتفالات، على غرار التمسك بالوطن والتعاون بين أفراده والتلاحم بينهم والاعتزاز بتاريخ الأجداد بالإضافة إلى قيم الوحدة والأصالة،  مبرزا أن الالتفاف حول مشتركاتنا الكبرى هو السبيل للوقوف أمام تحديات المستقبل.
وأوضح الباحث والأكاديمي الدكتور بشير شايب ، في تصريح للنصر، أمس، أن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية،  تكون عبر استعراض الكثير من الطقوس الموسيقية والشعبية وكذلك  تحضير وتبادل الأطباق الشعبية ضمن جو من التكافل والتآزر، مضيفا أن هذه العادة قديمة وعريقة عراقة شعوب شمال أفريقيا وترتبط طقوسها بثقافاتها المتنوعة ، أما عن الأساطير المرتبطة به فكثيرة ومختلفة كما ورد في كتب التاريخ وفي الحكايات الشعبية ومن بينها التي تقول إن احتفال الأمازيغ بهذا اليوم هو طلب البركة لماشيتهم و فلاحتهم وهو مرتبط بالمواسم الفلاحية وهذه الحكاية هي الأقرب إلى الصحة بالنظر إلى طقوس الاحتفالات في كل شمال إفريقيا.
 وأوضح الباحث، أن الاحتفال بيناير في الجزائر هو مناسبة للاعتزاز بالأصول الأمازيغية واسترجاع أمجاد الأمة الشمال إفريقية والتي ساهمت في الحفاظ على هذه الأرض ، وذلك من خلال مظاهر التكافل، مثل تنظيم ما يعرف بالوزيعة أو النفقة وهي عملية ذبح الأبقار أو الغنم وتوزيع لحومها على الفقراء في القرى والتجمعات السكانية، أما عن القيم التي يجب إبرازها خلال هذه الاحتفالات -كما أضاف- فهي أولا التمسك بالوطن والتعاون بين أفراده والتلاحم بينهم والاعتزاز بتاريخ الأجداد عبر العصور المضيئة كما المظلمة، كما أن قيم الوحدة والأصالة تأتي على رأس ما يمكن إبرازه من خلال هذه الاحتفالات.
وأوضح مدير تحرير المجلة الافريقية للعلوم السياسية ، أن الهدف من الاحتفالات بيناير هو خلق جو  من الرحمة والمحبة يلمسها المرء عبر الشوارع، من خلال الفعاليات التي تقام هنا وهناك في هذا اليوم، وأضاف أن احتفالات يناير السنوية هي مناسبة لترسيخ الاعتزاز بالانتماء إلى الأرض والتمسك بها والذود عنها وكذلك إحياء الثقافة الشعبية وترقيتها بما يتناسب وتاريخ الأمازيغ الزاهر في كل شمال إفريقيا ومساهماتهم في الحضارة الإنسانية.
وقال أنه ليس من مصلحة أحد التنكر للترات والثقافة الأمازيغية، لأن حقائق الجغرافيا السياسية لشمال إفريقيا تقول عكس ذلك،  وأضاف قائلا: أنه لا يجب أن نخجل من ثقافتنا فنحن شعب عريق مقاوم شجاع قهر الأعداء على مر التاريخ وما زال شامخا ،  مؤكدا أن الالتفاف حول مشتركاتنا الكبرى هو السبيل للوقوف أمام تحديات المستقبل .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى