حذرت النقابة الوطنية للبياطرة من خطورة اقتناء اللحوم البيضاء من نقاط البيع الفوضوية والمذابح العشوائية، لإحياء مناسبة رأس السنة الأمازيغية، نظرا لما تحمله من بكتيريا ومواد مسرطنة، وكذا بسبب ظروف الذبح ونوعية التغذية التي يستعملها المربون غير الشرعيين.  
دعت النقابة الوطنية للبياطرة المستهلكين للتوجه إلى نقاط البيع المعتمدة والمراقبة من طرف مصالح وزارة التجارة، لاقتناء اللحوم البيضاء، وتجنب المذابح العشوائية التي تزداد انتشارا خلال المواسم والأعياد، لا سيما بمناسبة الاحتفال بيناير الذي يرتفع خلاله الطلب على لحوم الدجاج لإعداد الأطباق التقليدية، لذلك تنتشر بصورة ملفتة المذابح العشوائية التي تعرض هذه المواد بفارق طفيف في السعر، ومع ذلك تشهد إقبالا من طرف الكثير من المستهلكين.
ويؤكد الناطق باسم التنظيم الطبيب البيطري نجيب دحمان في تصريح «للنصر» بأن كل اللحوم ذات المصدر الحيواني يمكنها أن تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، لا سيما اللحوم التي تأتي بعد عملية الذبح، في حال عدم إخضاعها إلى الرقابة البيطرية المسبقة، أو عدم احترام الشروط الصحية أثناء عملية الذبح.
ونبه الطبيب البيطري المواطنين إلى خطورة التوجه إلى الأسواق أو المذابح الفوضوية لاقتناء اللحوم البيضاء بحجة قلة سعرها أو نوعيتها، بسبب الأمراض التي قد تصيب جسم الإنسان في حال استهلاكها، لأن اللحوم غير المراقبة تضم أغلبها أنواعا من البكتيريا المضرة بالصحة، ناهيك عن الأخطار المترتبة عن الأدوية والمضادات الحيوية التي تقدم للحيوان، إلى جانب الهرمونات المسرعة للنمو، التي يتم اقتناؤها عبر شبكات التهريب بعيدا عن أعين الرقابة.
وتسبب هذه المواد حسب تأكيد السيد نجيب دحمان للمستهلك عدة أنوع من السرطانات، وأكثرها شيوعا سرطان المعدة والقولون، إلى جانب الأمراض البكتيرية، فضلا عن المخاطر الناجمة عن بقايا المضادات الحيوية في لحوم الدجاج، في حال استهلاكها قبل مرور فترة معينة، لأن هذه البقايا عند دخولها إلى جسم الإنسان تعمل على مقاومة المضادات الحيوية التي يتناولها الشخص لمعالجة مختلف أنواع الأمراض، فتصبح دون فعالية.
وحث الناطق باسم نقابة البياطرة المواطنين على ضرورة التحلي بثقافة استهلاكية، والإقبال فقط على المواد التي تخضع للرقابة، وعدم اقتناء لحوم الدجاج إن لم تكن محفوظة في غلاف شفاف صحي وعليها الوسم الذي يحدد تاريخ ومكان الذبح، والابتعاد عن الأسواق الفوضوية التي تعرف انتشارا مقلقا للمذابح العشوائية التي تنتشر فيها الأوساخ والميكروبات، ومع ذلك تجد من يقبل عليها رغم أن الفارق في الأسعار التي تطبقها مقارنة بنقاط البيع الرسمية أو المرخصة لها لا يزيد عن 20 دج في الكيلوغرام.
 واقترح نجيب دحمان إعادة صلاحية الشرطة الصحية للبياطرة على غرار ما كان معتمدا في سنوات سابقة، لدعم أعوان الرقابة التابعين لوزارة التجارة في محاربة البيع العشوائي للحوم بشتى أنواعها، خاصة لحوم الدجاج باعتبارها الأكثر استهلاكا نظرا لأسعارها المعقولة مقارنة بالأنواع الأخرى.
وكانت الشرطة الصحية في السنوات الماضية تمارس عدة صلاحيات، من بينها مصادرة السلع الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك، بعد استصدار قرار من المحكمة المختصة في حال الوقوف على ارتكاب جنحة من طرف المذابح أو التجار، وكانت المصادرة تتم بحضور أعوان الشرطة بتسخير من المحكمة.
ويسهر حوالي 2000 طبيب بيطري على مراقبة كافة المذابح الرسمية، لمراقبة الكميات الهامة من اللحوم التي تخرج يوميا من هذه النقاط لتموين الأسواق بهذه المواد التي تتطلب شروطا صحية صارمة للحفاظ على صلاحيتها وعلى نوعيتها، ولتصل إلى المستهلك في نوعية جيدة، كما يحضر البياطرة عملية الذبح أيضا لمعاينة مدى احترام شروط النظافة، حرصا على متابعة كل مراحل سلسلة الإنتاج. 
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى