كشف الناطق باسم النقابة الوطنية للبياطرة العموميين نجيب دحمان أمس عن استحداث لجنة يقظة لمتابعة تفشي أنفلونزا الطيور من قبل وزارة الفلاحة، للحد من انتشار المرض على نطاق واسع، وضمان استمرار نشاط المربين لتحقيق الوفرة واستقرار أسعار اللحوم البيضاء خلال شهر رمضان.
وأفاد المكلف بالإعلام لنقابة البياطرة العموميين التابعين لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بأن مهمة لجنة اليقظة تتمثل في التواصل اليومي بمربي الدواجن لشرح الإجراءات الوقائية الواجب التقيد بها لمنع انتشار فيروس أنفلونزا الطيور المتحور على مستوى كافة المداجن، بهدف الحفاظ على النشاط بعد مخاوف عبر عنها مستثمرون من إمكانية تكبد خسائر فادحة في حال استمر المرض في التوسع.
وأضاف الدكتور نجيب دحمان بأن بعض الفلاحين توقفوا طواعية وبصفة مؤقتة عن تربية الطيور في انتظار استقرار الوضع الصحي وزوال المرض الذي تفشى على مستوى بعض الولايات، موضحا بأنه في العادة يتوقف المربون بين دورة وأخرى لمدة لا تقل عن 15 يوما، يتم خلالها تنظيف وإعادة تهيئة المداجن قبل الشروع في سلسلة جديدة من الإنتاج، وهي إجراءات صحية ينصح بها البياطرة لإنجاح العملية والحفاظ على صحة الحيوانات.
 وبحسب المصدر فإن الخشية من تفشي الفيروس أدى إلى تراجع أسعار الدجاج البيوض في السوق، الذي انخفض من 560 دج إلى 400 دج بسبب قلة الطلب عليه، مما يؤكد قلق المربين من الاستمرار في النشاط خلال هذه الفترة، لذلك تقوم لجنة اليقظة بشرح التدابير الوقائية التي تضمن سلامة الحيوانات واستمرار النشاط تحسبا لشهر رمضان المقبل.
وأوعز المصدر الارتفاع النسبي في أسعار الدجاج في الأسواق الذي وصل مؤخرا إلى 320 دج إلى حالة الاضطراب التي طالت نشاط تربية الدواجن، ومخاوف الفلاحين من تأثير الفيروس على مستوى الإنتاج، قائلا إن استمرار الوضع سيؤدي إلى زيادات أخرى في أسعار اللحوم البيضاء خلال شهر رمضان، وهو ما تسعى لجنة اليقظة إلى تفاديه.
ويقوم حوالي 1200 بيطري تابعين لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية بخرجات يومية لتوعية الفلاحين بالتدابير الاحترازية، من بينها منع الغرباء من الدخول إلى المدجنة وارتداء ألبسة خاصة خلال ممارسة العمل اليومي، وتنظيف وتعقيم الصناديق التي ينقل فيها الدجاج نحو المذابح قبل كل استعمال، وبحسب المتحدث فإن عدم احترام التدابير الوقائية هو الذي أدى إلى انتقال الفيروس من مستثمرة فلاحية خاصة بولاية أم البواقي إلى مناطق مجاورة.
كما يسهر ما لا يقل عن 23 ألف بيطري ينشطون في القطاع الخاص على تقديم الاستشارة للمربين، ومساعدتهم على تخطي هذا الظرف الحساس، من خلال العمل الميداني، وبحسب الناطق باسم نقابة البياطرة فإنه يمكن لوزارة الفلاحة اللجوء إلى تسخير البياطرة الخواص إن اقتضى الأمر ذلك، لمحاصرة المرض وإنقاذ نشاط تربية الدواجن.
علما أن لجنة اليقظة لها ممثلين على مستوى كافة الولايات، وتقوم يوميا بجولات تفتيشية، ومعاينة الحيوانات المشتبه بإصابتها بالفيروس المتحور، والقيام بالتحاليل المخبرية للتأكد من الإصابة بالمرض، ليتم إلزام المربين بالتخلص مباشرة من الطيور المتضررة، لمنع انتقال العدوى، في انتظار وصول اللقاح الذي سيقضي نهائيا على الفيروس.
وتمثل اللحوم البيضاء المصدر الأساسي للبروتينات الحيوانية بالنسبة للأسر البسيطة أو محدودة الدخل، نظرا لأسعارها المعقولة مقارنة باللحوم الحمراء، لذلك يجتهد المربون لمضاعفة النشاط كلما تزامن الظرف مع اقتراب شهر رمضان، وبعكس المخاوف التي أبداها البياطرة أكد الناطق باسم الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار «للنصر» بأن اتفاقات مسبقة تمت بين مربين وتجار مختصين في اللحوم البيضاء لرفع مستوى الإنتاج تحسبا للشهر الفضيل.
واستبعد المصدر تسجيل ندرة أو ارتفاع فاحش في أسعار لحوم الدجاج في الفترات المقبلة، بفضل الاحتياطات المسبقة التي اتخذها عديد المربين، وكذا اعتزام مصالح وزارة الفلاحة تخزين كميات معتبرة من هذه المادة لإخراجها خلال رمضان، علما أن كميات استهلاك لحوم الدجاج تقدر سنويا بحوالي 400 ألف طن.
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى