سجلت مساجد المقاطعة الإدارية علي منجلي وقسنطينة فضلا عن مختلف بلديات الولاية، إقبالا قياسيا على صلاة التراويح، وهو ما صعب من تطبيق البروتوكول الصحي وإجراءات التباعد الاجتماعي، حيث تؤكد مديرية الشؤون الدينية أن هذا التوافد الضخم لم يكن متوقعا إذ أن العديد من المساجد بالولاية لم تتسع لجموع المصلين، فيما وجد الكثيرون حرجا بسبب استمرار غلق المائضات.
ووقفت النصر، ليلة أمس الأول، على توافد جموع غفيرة من المصلين على مسجد أحمد حماني بوسط مدينة علي منجلي، حيث أن قرار فتح المساجد قبل 15 دقيقة من الصلاة تسبب في تجمعهم أمام بوابة المسجد، قبل أن يدخلوا دفعة واحدة وهو ما أدى إلى ازدحام كبير أمام البوابة الرئيسية، ونفس حال كل المساجد على غرار مسجد السلام بالوحدة الجوارية الأولى وكذا عمرو بن العاص بالوحدة الجوارية السادسة  ،مثلما أكد، لنا مصلون بتلك الأحياء.
وقبل إقامة الصلاة، كانت قاعة الصلاة ممتلئة عن آخرها، فيما ضاقت كل أجزاء المسجد بهم إلى درجة أن الكثير منهم صلى أمام الباب والسلالم، في حين لم يجد كثيرون مكانا للصلاة قبل أن يضطر المصلون إلى كسر إجراءات التباعد الاجتماعي لفسح المجال للصلاة أمام المنتظرين أمام الباب، علما أن المسجد يعد من بين أكبر المساجد بعلي منجلي وحتى ولاية قسنطينة.
ولاحظنا أن عددا من المصلين قاموا بالوضوء أمام المسجد في حين كان غالبيتهم لا يرتدون الكمامات، كما لم يجلب عدد معتبر منهم السجادات، إذ وفرت الجمعية الدينية ورقا حتى يسجد فوقه المصلون، فيما ذكر أحد المنظمين أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تطبيق الإجراءات في ظل العدد الكبير لجموع المصلين، كما أكد لنا مواطنون أنهم لم يلحظوا في المساجد التي صلوا فيها تطبيقا للبرتوكول الصحي وذلك بسبب العدد الكبير للوافدين.
وامتلأت كل المصليات عن آخرها بالوحدة الجوارية 20 وتوسعتها حيث ضاقت بأعداد المصلين، إذ أكد لنا سكان بتلك الأحياء أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال تطبيق إجراءات التباعد، فهي في الحالة العادية لا تكفي لاستيعابهم، فما بالك ،مثلما قالوا، عند تطبيق البروتوكول الصحي الذي ينص على التباعد بين مصل وآخر لمسافة تصل إلى 1.5 متر.
وتجاوزت مدة صلاة التراويح المدة الزمنية المحددة بنصف ساعة، حيث أن الإمام تلى حزبا واحدا بشكل سريع لكنه لم يستطع أن يلتزم بالوقت المحدد بنصف ساعة، حيث استغرقت التلاوة ما يفوق 45 دقيقة،  فيما لاحظنا أن الكثير من المصلين يخرج أمام الباب وسط الصلاة ليتوضأ ثم يعود لاستكمال الصلاة، كما وجد عدد منهم حرجا وغادر المسجد مسرعا، وهو نفس الأمر المسجل بكل المساجد.
متطوعون يعانون من عدم التزام مصلين بالبروتوكول الصحي

وتميزت التراويح بمسجد الاستقلال بوسط مدينة قسنطينة، بتنظيم محكم وتطبيق صارم للبروتوكول الصحي وفق ما وقفت عليه النصر، فيما سجل إقبال قياسي ما تسبب في حرمان الكثير من المصلين من الصلاة، إذ أن إجراءات التباعد قلصت من طاقة الاستيعاب رغم أن المسجد يتوفر على طابقين، فيما استغرقت صلاة العشاء والتراويح معا ما يقارب 55 دقيقة.
وعانى المتطوعون أمام بوابة المساجد كثيرا، فعلى سبيل المثال، فإن متطوعي مسجد الاستقلال تعرضوا للاستفزازات من طرف بعض المصلين، رغم أن إدارة المسجد قد وفرت الكمامات والسجادات ذات الاستعمال الوحيد، وهو ما أكده لنا القائمون على جمعيات دينية، حيث قالوا إن مصلين أصبحوا يرفضون ارتداء الكمامات أو جلب السجادات، في حين أنهم لا يستطيعون منح أحد من الدخول.
وأمام الإقبال الكبير على المساجد، اضطر القائمون عليها إلى التخلي عن إجراءات التباعد بمسافة متر ونصف وتقليصها إلى نصف متر، حتى تتسع لأكبر عدد ممكن لكن بشرط ارتداء الكمامة واستعمال سجادة خاصة. وأوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف، بوذراع بلخير، في اتصال بالنصر، أن المديرية لم تتوقع هذا الإقبال الكبير على صلاة التراويح، حيث ذكر أن عدم تأدية المصلين لها في العام الماضي بسبب جائحة كوروناـ قد كان له أثر نفسي بليغ وهو ما دفع بهم إلى التوجه بقوة إلى المساجد في هذا العام.
وأبرز المتحدث، أن متطوعي المساجد حاولوا بكل ما أوتوا من صلاحيات تطبيق البروتوكول الصحي، غير أن الجموع والأعداد الكبيرة حالت دون تطبيقه بحذافيره، داعيا المصلين إلى ضرورة الالتزام، حتى يمر الشهر الفضيل دون تسجيل ارتفاع في الإصابات أو تعقيد في الوضعية الوبائية.ولفت مدير الشؤون الدينية، إلى أن كل المساجد قد امتلأت عن آخرها وأدى الكثيرون الصلاة في الساحات ومنهم ،مثلما أكد، من لم يستطع الدخول إلى المسجد غادر دون تأدية صلاة العشاء.
وذكر المتحدث، أن مصلى بالقطب العمراني ماسينيسا تم فتحه مؤخرا يتسع إلى 90 مصليا فقط، لكن سجل به إقبال قياسي من طرف ما يقارب ألف مصلي، موضحا بخصوص المائضات أن البروتوكول الصحي ينص على عدم فتحها ولن تفتح ،مثلما أكد، إلا بقرار من الجهات الوصية.
للإشارة فقد تم تجهيز 300 مسجد ومصلىعبر تراب ولاية قسنطينة لاستقبال المصلين خلال رمضان مع الاستعانة بمتطوعين لتطبيق البروتوكول الصحي وتنظيم الجموع.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى