أكدت نقابات الأئمة أمس تسجيل إقبال على أداء صلاة التراويح منذ بداية رمضان، مما أجبر مساجد على استغلال مساحات إضافية لاستيعاب الوافدين عليها من المصلين ضمن التدابير الوقائية، في وقت حذر مختصون كل من يظهر عليهم العياء أو الزكام وأعراض الحساسية، من التوجه إلى المساجد لعدم نقل أو التقاط العدوى بفيروس كورونا.
سجل رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي حضورا لافتا للانتباه عبر مختلف المساجد للمصلين لأداء التراويح في أجواء إيمانية، مرجعا هذا الإقبال رغم استمرار الوضعية الوبائية، إلى الحرمان الذي شعروا به السنة الماضية جراء غلق المساجد بسبب تفشي الفيروس على نطاق واسع، مما جعلهم يحرصون على أداء هذه الصلاة بعد قرار وزارة الشؤون الدينية بالسماح بذلك، شريطة التقيد بالشروط الصحية.
وأكد حجيمي «للنصر» بأن الأمور تسير لحد الآن في ظروف جد عادية، بفضل الوعي الكبير الذي أظهره المواطن، مؤكدا بأن سلوك الأفراد داخل المساجد يختلف تماما عما يكون عليه في أماكن أخرى، إذ يطغى عليه الانضباط احتراما لقدسية المكان، لذلك لم يجد الأئمة والمؤطرين صعوبات في تنظيم المصلين، وإلزامهم باحترام التدابير الوقائية حفاظا على سلامة الجميع.
ولا حظ المصدر تراجعا في عدد المسنين والنساء والحوامل خلال صلاة التراويح، خلافا للسنوات السابقة، مفسرا ذلك بالخشية من التقاط المرض لا سيما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة، علما أن وزارة الشؤون الدينية منعت المرضى من كبار السن والنساء الحوامل والأطفال دون 14 سنة من أداء صلاة التراويح بالمساجد، بغرض حمايتهم من أخطار الإصابة بكوفيد 19.
وبحسب المتحدث فإن الوضع متحكم فيه لحد الآن عبر جل المساجد، رغم قلة عدد المؤطرين بسبب العجز الذي يعانيه القطاع، لكنه أشاد بالمساهمة الفعالة للمتطوعين والجمعيات الدينية المسجدية، في تنظيم المصلين خلال التراويح، وإلزامهم على اتباع الإجراءات الوقائية لتوفير الشروط التي تسمح بالإبقاء على المساجد مفتوحة، من خلال التحكم في الوضعية الوبائية.
ولم يخف الأستاذ جلول حجيمي قلقه من تأثير الظروف المناخية وتهاطل الأمطار على عديد المناطق على احترام البروتوكول الصحي على مستوى المساجد الصغيرة، التي لجأت منذ بداية رمضان إلى استغلال المساحات والفضاءات المجاورة للمسجد لاستيعاب المصلين، قائلا إن أداء التراويح سيكون صعبا، لا سيما ما تعلق باحترام مسافة الأمان.
وأشاد من جهته رئيس المجلس المستقل للأمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جمال غول بالأجواء الإيمانية الراقية التي طبعت أداء صلاة التراويح بعد منعها العام الماضي، قائلا في اتصال مع «النصر» بأن الاشتياق للتراويح حفز المصلين على الالتزام بالبروتوكول الصحي، لكنه يرى بأن تحديد وقت هذه الصلاة بنصف ساعة فقط أمر صعب التطبيق، بالنظر إلى الإقبال عليها.
 وقال الأستاذ غول بأن فيروس كورونا أثر على الإقبال الكبير على صلاة التراويح مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق، أي قبل ظهور الجائحة، بسبب التخوف من المرض وكذا غلق بيوت الوضوء، وبعض الفتاوى بعدم جواز الصلاة بالتباعد الجسدي، داعيا المصلين للتقيد بالشروط الصحية، للمساهمة في نجاح هذه التجربة المسجدية، مع السماح بفتح بيوت الوضوء وتمديد وقت الصلاة.
 وحذر من جانبه الدكتور محمد كواش مختص في الصحة العمومية من تظهر عليهم علامات العياء والتعب، أو أعراض الزكام والحساسية من التوجه إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، لعدم نقل أو التقاط العدوى بالفيروس، وحث المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة على عدم التوجه إلى المساجد في ظل هذه الظروف الحساسة.
ونبه الدكتور كواش إلى خطورة الوضعية الوبائية لفيروس كورونا عبر جل دول العالم، بسبب عودة منحنى الإصابات الجديدة إلى الارتفاع مجددا، وأعطى على سبيل المثال الجارة تونس التي أحصت أول أمس 73 وفاة، وأزيد من 2600 إصابة جديدة، وقال   إن احتمالات العدوى تصبح كبيرة عند الإخلال بمسافة التباعد الجسدي وعدم استعمال الكمامة.
ونصح المختص في الصحة العمومية المصلين بتفادي التجمعات خارج المساجد، بعد أداء الصلاة، مع استعمال السجادة الشخصية والمعقم، مذكرا بنتائج آخر دراسة علمية التي أكدت بأن الحديث بصوت مرتفع يزيد من احتمالات العدوى بسبب الرذاذ أو جزئيات اللعاب  الصغيرة الحاملة للفيروس.  
                  لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى