جرت يوم، أمس، الانتخابات التشريعية عبر بلديات ولاية برج بوعريريج، في أجواء سادها الهدوء و تنافس متواصل بين القوائم الانتخابية انتقل إلى مراكز التصويت، أين سجلت السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات بعض التجاوزات التي سرعان ما تم تداركها من قبل المترشحين، بعد تبليغهم بها، حسب ما أكده المنسق الولائي، خاصة ما تعلق منها بوضع الملصقات الترويجية لبعض القوائم الانتخابية قرب مراكز التصويت و بمحيطها، في حين عرفت العملية الانتخابية عبر مختلف المراكز التي قمنا بزيارتها، تنظيما محكما و إجراءات صارمة للتقيد بالبروتوكول الصحي للوقاية من وباء كورونا كوفيد، مع تجميع مراكز انتخابية ببعض البلديات و تحويلها لبلديات أخرى لتأمين وتسهيل العملية على المواطنين الراغبين في التصويت للقيام بواجبهم الانتخابي. و أكد المنسق الولائي للسلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، حشيد عبد الله، في تصريح للنصر، أن الانتخابات جرت في ظروف وصفها بالجيدة، مشيرا إلى تسجيل بعض الاختلالات و التجاوزات على غرار تأخر وصول السيارات الخاصة بالمراقبين ببعض المكاتب و تسجيل تجاوزات بجوار مراكز التصويت بتعليق صور المترشحين، التي تم  تصويبها بعد الإخطار بها و تبليغ المعنيين بها، الذين سارعوا لإزالة الملصقات مباشرة و وضع حد للسلوكيات المنعزلة من قبل متعاطفين مع بعض القوائم و المترشحين بجوار مراكز التصويت، من خلال الاستعانة بالقوة العمومية، في حال عدم التقيد بضوابط الحملة الانتخابية، حيث أشار إلى التنافس القوي بين مختلف القوائم إلى آخر لحظة من الانتخابات، مع العلم بأن ولاية برج بوعريريج، سجلت في سابقة من نوعها دخول 55 قائمة في المعترك الانتخابي، من بينها 20 قائمة حزبية و 35 قائمة حرة، بعدد مترشحين إجمالي بلغ 550 مترشحا للتنافس على 7 مقاعد برلمانية .
و سجلنا خلال تنقلاتنا لمختلف المراكز، تواجد بعض المساندين و المتعاطفين مع القوائم المتنافسة، على غرار محاولة أحد الشبان استعطافنا قبل الدخول إلى مركز روابح علي بالقرية الشمالية، للتصويت على أحد المترشحين  في هذا الاستحقاق الانتخابي، في حين وجدنا جميع الترتيبات الأمنية و التنظيمية محترمة داخل المركز، مع تواجد مراقبين لقوائم الأحزاب و القوائم الحرة داخل مكاتب التصويت.
و في إجراءات تنظيمية، تم تجميع و تحويل جميع المراكز التابعة لبلديات دائرة الجعافرة إلى بلدية مجانة، أين تم تخصيص مركزين و توفير الظروف الملائمة لسير الانتخابات التي انطلقت في موعدها المحدد، حسب ما أكده المنسق الولائي، الذي أشار أيضا إلى إضافة مركز ثان لتسهيل العملية الانتخابية و ضمان نجاحها، بالإضافة إلى تحويل مراكز بلدية سيدي ابراهيم و تجميعها في مركز واحد ببلدية المهير و تحويل جزئي لمراكز قرية بني لعلام في بلدية تاسمرت نحو مؤسسة تربوية بمركز البلدية.
و عرفت العملية الانتخابية إقبالا محتشما خلال الفترة الصباحية و هو ما اطلعنا على جزء منه بمركز سنوسي الشريف في مدينة برج بوعريريج، حيث انتخب 18 مسجلا على مستوى المكتب رقم 37 المخصص للرجال من أصل أزيد من 400 مسجل، في حدود الساعة التاسعة صباحا، في حين استقبل المكتب رقم147 المخصص للنساء، أول ناخبة أدلت بصوتها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتعرف بعدها الانتخابات انتعاشا نسبيا و ارتفاعا في نسب المشاركة خلال الفترة المسائية، حيث سجلنا على مستوى مركز روابح علي بالقرية الشمالية في حدود الساعة الثانية و النصف زوالا، إقبالا متزايدا للناخبين و تأكيد بعض المؤطرين و المراقبين على ارتفاع نسب المشاركة بعد الظهيرة و هو ما أكدته الأرقام المقدمة من قبل التنسيقية الولائية للسلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات، بارتفاع نسب المشاركة من 2.80 بالمائة خلال الساعة الحادية عشرة صباحا، إلى 24.21 مع انتهاء العملية.
و أرجع متابعون و مراقبون للانتخابات سبب العزوف الانتخابي خلال فترات الصباح، إلى تفضيل أغلبية المواطنين أخذ قسط من الراحة، خاصة العمال منهم كونهم في يوم راحة، فضلا عن خروج العائلات خلال الفترة المسائية التي تنخفض فيها درجات الحرارة، بالإضافة إلى ارتفاع نسب المشاركة بالمراكز المخصصة للنساء بعد تفرغهن من واجباتهن المنزلية .
و شهدت الانتخابات التشريعية بالولاية، تجنيد الإمكانيات المادية و البشرية لإنجاحها، حيث تم تجنيد 10 آلاف و 583 مؤطرا على مستوى المراكز الانتخابية الموزعة عبر بلديات الولاية، لاستقبال الناخبين، مع العلم بأن الهيئة الناخبة بالولاية، بلغت 457 ألفا و 525 مسجلا، منهم 3021 مسجلا جديدا، موزعين على 354 مركزا انتخابيا و 1259 مكتب تصويت عبر 34 بلدية.
و تميزت هذه التشريعيات بوضع جميع الإجراءات التنظيمية و اللوجيستيكية و الحرص للحفاظ على الصحة العمومية من خلال التقيد بتطبيق البروتوكول الصحي للوقاية و الحد من انتشار وباء كورونا كوفيد 19، عبر جميع المراكز، من خلال توفير أجهزة لقياس درجة الحرارة قبل الدخول إلى المراكز الانتخابية و توفير محاليل التعقيم داخل مكاتب الاقتراع و تسليم جميع المستلزمات الطبية.
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى