خصنا مدلل أنصار المنتخب الوطني السابق ونجم السنافر مراد مغني، بحوار مطول على هامش التربص  التحضيري للفريق بمدينة سوسة الساحلية، وتطرق نجم نادي لازيو السابق إلى عدة قضايا بخصوص إصابته مع المنتخب الوطني و التي حرمته من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، كما عاد بنا إلى مشواره الكروي
 و أفضل أيامه خلال تجربته الاحترافية في القارة العجوز، كما تحدث مغني للنصر عن أهدافه و طموحاته مع النادي الرياضي القسنطيني، و ردة فعله في حال تلقيه دعوة من المنتخب الوطني.

• كيف تقيم تربص شباب قسنطينة في سوسة؟
التربص كان مفيدا لنا كلاعبين، خاصة بالنسبة للمستقدمين الجدد مثلي و مثل كوني و البقية، حيث اقتربنا أكثر من بعضنا البعض، و أعتقد أننا نملك تشكيلة جيدة، علاوة على وجود أجواء رائعة داخل المجموعة و هي نقطة إيجابية، لقد تنقلنا إلى مدينة سوسة من أجل التحضير و لقد عملنا بجدية كبيرة.
• تفاجأ الكثير بانضمامك إلى نادي جزائري وبالضبط إلى شباب قسنطينة، هل كنت تعتقد يوما أنك ستلعب في البطولة الوطنية؟
لا أخفي عليكم أنني فكرت مؤخرا في هذا الأمر، خاصة و أني ابتعدت قرابة سنتين عن ميادين الكرة، و لم أوقع على عقد احترافي، وبعد حصولي هذه الصائفة على عرضين من البطولة الجزائرية، الفكرة راودتني أكثر و اقتنعت بها.
• يعلم الجميع أن فريقي مولودية الجزائر و شباب قسنطينة هما من اتصلا بك، لماذا فضلت الانضمام إلى شباب قسنطينة؟
فضلت الانضمام إلى شباب قسنطينة، لأنه ببساطة الفريق الذي شعرت بأن مسيريه يريدونني أكثر، كما أنهم ألحوا علي من البداية إلى غاية الحصول على موافقتي، وشعرت معهم بجدية العرض، حيث أن الرئيس محمد حداد لم يغير طريقة حديثه معي، كما أن العرض كان جيدا بالنسبة لي.
• ألم يكن تفضيلك شباب قسنطينة بسبب الرهان الرياضي؟

أجمل محطاتي كانت مع بولونيا ومع لازيو اكتشفت رابطة أبطال أوروبا


نعم الرهان الرياضي جد مهم، لكن مثلما سبق و أن قلت سواء كان الفريق مولودية الجزائر أو شباب قسنطينة أو أي نادي آخر، الأهم أنني كنت أود العودة إلى الميادين وفقط، صراحة لقد اشتقت كثيرا لأجواء المباريات الرسمية، وهو ما جعلني أفكر بجدية في عرض شباب قسنطينة، و الحمد لله اليوم أنا سعيد بانضمامي إلى هذا النادي العريق.
• نعود قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى فترة تعرضك إلى الإصابة، هل كنت تعتقد بأنك قادر على العودة و ممارسة كرة القدم مجددا؟
عند تعرضي إلى الإصابة كنت متواجدا بقطر، و كنت أعتقد أني سأجري عملية جراحية و بعدها أعود إلى الميادين، لكن من سوء حظي أن الإصابة عرفت بعض المضاعفات، حيث أنني بقيت أحس يومها بآلام على مستوى الركبة، وأؤكد لكم بأني قضيت قرابة سنة كاملة و أنا أشعر بهاته الآلام، وبعد تحسن حالتي نوعا ما، وجدت نفسي دون فريق، لا أخفي عليكم كنت مترددا و متوترا و لم أكن أعلم إن كنت قادرا على العودة إلى الميادين أم لا، وهو ما جعلني بعد ذلك أخوض تجربة جديدة في كرة القدم داخل القاعة، أين شعرت بتحسن حالتي و استعدت الثقة بالنفس.
• بعض الأطراف ترى بأن مغني لم يحسن اختيار العلاج بقطر، ما تعليقك؟
هذه القصة تعود إلى  سنة 2010، وأنا برأيي لم أخطئ الاختيار، فرغم أنني كنت قادرا على العلاج في مكان آخر، إلا أنني فضلت العلاج في قطر، وهنا أفتح قوسا لأؤكد بأنني خضعت إلى علاج جيد بمصحة أسبيتار، ووجدت كل العناية والرعاية هناك.
• وهل لك أن توضح لنا ماذا حدث بالضبط خلال تلقيك أول دعوة مع المنتخب الوطني سنة 2002؟
في ذلك الوقت، كنت قد منحت موافقتي المبدئية، وكان من المفروض أن ألتقي المسؤولين بعد ذلك، لكن الأشخاص الذين كان من المفروض أن يتولوا مهمة الحديث إلي في إيطاليا لم يأتوا، الشيء الأكيد أني كنت حينها أحمل ألوان نادي بولونيا الإيطالي، وكنت انتظر بشغف  قدومهم، لكن لم يحدث ذلك، و مع مرور الوقت أصبحت تلك الحادثة من الماضي.
• يعني أنك كنت متحمسا للقدوم إلى المنتخب الوطني؟

سعدان كان بمثابة والدي ولن أنسى بكاءه من أجلي


بطبيعة الحال، كنت انتظر بشغف ملاقاة المسيرين يومها، و خبر اهتمام المنتخب الوطني بي أسعدني و أسعد كل عائلتي، وكما قلت لك من قبل، لقد منحت موافقتي المبدئية للفاف وانتظرت مسؤولي المنتخب لكنهم لم يأتوا.
• خضت عدة تجارب في إيطاليا، فرنسا و حتى في قطر، أي فترة تعتبرها الأفضل؟
أجمل فترة قضيتها في مشواري الاحترافي هي بلا منازع فترتي في بولونيا بإيطاليا، أين كبرت، و بدأت مسيرتي و مشواري الاحترافي، كما أني أحب كثيرا مدينة بولونيا وكل إيطاليا.
• وماذا عن تجربتك مع نادي لازيو؟
تجربتي مع لازيو كانت جيدة، فهو فريق كبير ولديه ضغط أكبر من نادي بولونيا، ويملك مسيرين أكثر نفوذا، لقد وصلت إلى لازيو روما في فترة صعبة، ولكن مع هذا الفريق اكتشفت رابطة الأبطال الأوروبية و لعب مباريات كبيرة.
• لعبت مع المنتخب الفرنسي في مختلف الأصناف، الكثير كان يتكهن لك بمستقبل كبير، و هناك من توقع أن تكون زيدان ثاني، ما قولك؟
صحيح لقد شبهوني مبكرا بالنجم زين الدين زيدان، و كما قلتها من قبل لم أكن أحبذ أن يشبهونني به، لأن هذا الأمر لا يخدمني من الناحية الرياضية، كما أن وسائل الإعلام هي من ألصقت بي هذا التشبيه.

تشبيهي بزيدان لم يؤثر علي و الإصابات حرمتني
 من مسيرة أفضل

• نفهم من كلامك أن تشبيهك بزيدان زاد الضغط عليك ؟
أنا شخصيا لم أكن مهتما بهذا التشبيه، فرغم أن زين الدين زيدان لاعب كبير، و يملك إمكانات عالية، و لا مجال للمقارنة بيننا، إلا أنني كنت في تلك الفترة مركزا على لعب أكبر عدد ممكن من المباريات، و مع ذلك أقول أن كل هذا صار من الماضي.
• ما هي أسوأ ذكرى في مشوارك الكروي؟
أسوأ ذكرياتي كانت مع الإصابات، لقد تعرضت طيلة مشواري الكروي إلى عدة إصابات، و أعتقد أنه لولاها لكنت قادرا على أداء مشوار أفضل، لكن الحمد لله أنا مسلم و أؤمن بقضاء الله و قدره.
• ألا تعتقد بأنك مررت بجانب مسيرة كبيرة، بسبب هذه الإصابات؟
لا يمكنني أن أعلم الغيب، وما يمكنني قوله في هذا المجال أنني كنت أقدم مباريات في المستوى عندما كنت في حالة بدنية جيدة ، و مع لعبي أكبر عدد ممكن من المباريات تحسن مستواي أكثر، ما جلب لي عروضا كثيرة من أندية كبيرة، ولا يسعني الآن إلا أن أقول أنها سنة الحياة، و لا يمكننا أخذ إلا ما كتبه الله لنا.
• هناك نقطة مهمة لا زال الشعب الجزائري يريد معرفتها، وتخص رغبتك في لعب مونديال 2010، هل لك أن توضح ما حدث بالضبط؟
قبل هذا كانت هناك كأس أمم إفريقيا، ودوما يطرح علي السؤال هل أنا من كان يريد لعب «الكان» أم لا، أقولها مجددا نعم أنا من أردت اللعب و المشاركة في مباريات كأس أمم إفريقيا، وكانت لدي بعض المشاكل على مستوى وتر الساق من قبل، ورغم خضوعي للعلاج المكثف إلا أن حالتي البدنية لم تكن تخول لي المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا.
• الناخب الوطني السابق رابح سعدان و هو يعلن غيابك عن مونديال جنوب إفريقيا 2010 ذرف الدموع، ما تعليقك على تلك الحادثة؟
تلك الصورة أثرت في كثيرا، فعندما ترى مدربا وطنيا يبكي و هو يعلن غيابك، فإن ذلك يؤكد تمسكه و تعلقه بك، الشيخ سعدان كان بمثابة والدي، و أنا احترمه كثيرا،  وبدوري  كنت أتمنى المشاركة في المونديال، لكن سوء حظي حرمني من تحقيق حلمي.
• وكيف ترى المنتخب الوطني حاليا مع المدرب كريستيان غوركوف؟
غوركوف مدرب جيد، و ترك بصمته مع كل الفرق التي عمل معها، واعتقد أنه سيقدم الكثير للمنتخب الوطني، وعلينا كجزائريين أن نتركه يعمل في هدوء ، لأنني متأكد أن المنتخب سيتطور كثيرا معه.

 

غوركوف مدرب جيد أتركوه يعمل و المنتخب
 سيتحسن معه

• ما سر تألقك بشكل كبير مع السنافر خلال تربص سوسة؟
لا يوجد أي سر في ذلك، صحيح أنني شعرت بتحسن على مستوى اللياقة البدنية، بالنظر إلى العمل الذي قمت به، و المباراة الودية التي لعبتها أمام جمعية الخروب قبل القدوم إلى سوسة، والأكيد أنني سأستعيد مستواي مع مرور الوقت ومع قليل من الصبر، والابتعاد قدر الإمكان عن التسرع، لقد لعبت وقتا أطول في تربص سوسة، حيث أشعر بتحسن كبير وهو أمر جيد و مؤشر إيجابي بالنسبة لي.
• هل يمكننا القول بأن الإصابة أصبحت من الماضي؟
الحمد لله على كل حال، من الطبيعي أن أشعر ببعض الآلام الخفيفة، و لكنها لن تعيقني على اللعب، حيث أنني ابتعدت عن الميادين موسمين، و هو ليس بالأمر الهين، و حاليا أعمل  بجدية كبيرة، من أجل الوصول إلى الجاهزية المثلى.
• بعض الأطراف التي شاهدت مبارياتك في سوسة تكهنت لك بالعودة إلى المنتخب الوطني إن واصلت على نفس المنوال، ما قولك؟
إنها مجرد مباريات ودية تختلف كلية عن المباريات الرسمية، و ما هي إلا البداية، و منذ أن وقعت على العقد مع شباب قسنطينة، يبقى الأهم بالنسبة لي هو استعادة نسق اللعب، و تقديم موسم رائع مع السنافر، و بعد ذلك لكل مقام مقال.
• وإذا وصلتك دعوة المنتخب الوطني، هل ستلبيها؟
بطبيعة الحال، إذا وصلتني دعوة المنتخب سأكون أسعد إنسان، في الوقت الراهن نحن بعيدون عن هذا، هناك لاعبون في المنتخب و علي أن أعمل بجد للوصول إلى مستواي و بعدها كما قلت لك سنرى.
• وما هي أهدافك مع النادي الرياضي القسنطيني؟
كما قلت من قبل أطمح لتقديم موسم رائع، و بالنسبة لأهداف الفريق، يجب عدم الضغط على المجموعة، وفيما نطمح إلى لعب الأدوار الأولى و إنهاء الموسم مع فرق المقدمة، نحن الآن في البداية و لا فائدة من الحديث عن هذه الأمور، لأن كل شيء سيتضح مع مرور المباريات.
• في الختام هل من كلمة توجهها إلى أنصار شباب قسنطينة؟
أضرب لأنصار شباب قسنطينة موعدا مع بداية الموسم، وأشكرهم مجددا على حفاوة الترحاب، وأتمنى من أعماق قلبي أن أستطيع إسعادهم و أن أكون عند حسن ظنهم و ظن المسيرين الذين وضعوا ثقتهم في شخصي.

حاوره: بورصاص. ر

الرجوع إلى الأعلى