حذّر مختصون من اللجوء إلى التداوي الذاتي عند الشعور بأعراض تشبه الزكام، بدل التوجه إلى الطبيب المعالج، وأكدوا بأن اقتناء الدواء من عند الصيدليات دون وصفة طبية من بين أسباب تفشي العدوى بالفيروس، وارتفاع عدد الحالات الاستشفائية وكذا ضحايا الوباء.
أرجع المختص في علم المناعة البروفيسور كمال جنوحات عودة وباء كورونا إلى الانتشار مجددا بعد استقرار الوضع الصحي، إلى إصرار الكثير من الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض المرض على أن الأمر لا يتعلق بفيروس كورونا بل بالزكام العادي، وعلى ممارسة حياتهم العادية دون التقيد بالإجراءات الوقائية.
وحمل المصدر في تصريح "للنصر" الصيادلة مسؤولية تداعيات منح أدوية دون وصفة طبية، لأن بعض الأدوية من بينها مضادات الأجسام، يؤدي تناولها دون مرض إلى إضعاف جهاز المناعة، وجعل البكتيريا التي تدخل الجسم فيما بعد أكثر مقاومة للمضادات التي يفرزها الجسم.
وفسر البروفيسور جنوحات ارتفاع عدد الحالات الاستشفائية، والضغط الذي تعيشه عديد المستشفيات، بتأخر كثير من المصابين عن عيادة الطبيب فور ظهور أعراض كورونا عليهم،  في حين أن تجاوز مدة ثلاثة أيام دون تلقي العلاج المناسب يؤدي إلى تعقيدات خطيرة وإلى الموت، فضلا عن نقل العدوى إلى اشخاص آخرين.
وبحسب المصدر فإن عديد المرضى الذين تطلب وضعهم الصحي إمدادهم بالأكسجين، استسهلوا في البداية الفيروس ولم يسارعوا إلى الطبيب من أجل التشخيص والخضوع إلى العلاج المناسب، ومن بينهم من ظل 8 أيام كاملة يقاوم الوباء دون جدوى، ليتم نقلهم على جناح السرعة إلى المصالح المختصة بعد التعرض إلى مضاعفات خطيرة.
وأضاف من جهته البروفيسور مصطفى خياطي بأن كافة الأعراض التنفسية يجب أن تفسر على أنها كوفيد 19، بالنظر إلى طبيعة فترة الصيف التي تنعدم فيها تقريبا حالات الزكام، ما عدا بعض أمراض الحساسية، مقترحا الاستعانة بتحاليل "بي ار سي" لكشف الإصابة بالفيروس، أو على الأقل استعمال أجهزة قياس مستوى الأكسيجين في الدم، لأن تسجيل نسبة تقل عن 96 بالمائة  يعني ضرورة التوجه إلى المستشفى من أجل المتابعة الطبية.
ويمنح التداوي الذاتي وفق المتحدث، للمريض راحة واهية، اعتقادا منه بأنه شفي من المرض بمجرد تناول دواء اقتناه من عند الصيدلي دون وصفة طبية، في حين أن الكثير من الأدوية تضر ولا تنفع، وتؤدي إلى تعقيدات صحية خطيرة.
ولم يخف من جانبه، عضو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية ازدياد الإقبال على الأدوية المضادة للزكام مؤخرا مع عودة فيروس كورونا إلى الانتشار، ومن بين العديد ممن يقصدون الصيدليات يطلبون المكملات الغذائية التي تقوي المناعة، بعد أن يشعروا بالأعراض الأولى لفيروس كوفيد 19، من بينها الإعياء، والحمى.
وأضاف في ذات السياق رئيس النقابة مسعود بلعمبري بأن حالة القلق الناجمة عن تفشي الفيروس، أدت إلى ارتفاع الإقبال على الصيدليات للحصول على مضادات للحمى والتعب، ومكملات مقوية لجهاز المناعة، مؤكدا حرص الصيادلة على ضرورة إحضار الوصفة لاقتناء مضادات الأجسام، وبضرورة زيارة الطبيب أولا.  
  لطيفة بلحاج        

الرجوع إلى الأعلى