لقي شقيقان حتفهما نهار أمس الأول، إثر الحرائق التي شبت ببلدية الدهامشة بولاية سطيف، فيما واصلت صبيحة أمس، مصالح الحماية المدنية لليوم الثاني على التوالي، عملية إخماد حريق أدغال وأحراش اندلع بجبل «آقني إزوران» على مستوى قرية تارمليت شرق بلدية آيت تيزي.
وجندت مصالح الحماية المدنية 14 شاحنة إطفاء و70 عنصرا بمختلف الرتب، تحت إشراف مدير القطاع على مستوى الولاية، العقيد محمد بعاطشية، ورئيس وحدة دائرة بوعنداس وقائدي الرتلين لولايتي سطيف والمسيلة، فيما سخرت محافظة الغابات ومصالح بلدية آيت تيزي كل إمكاناتها للمساعدة في إطفاء الحريق المهول، مع تسجيل مشاركة من قبل المواطنين المتطوعين وعناصر الدرك الوطني.
وحسب الإحصاءات الأولية فإن حريق جبل “آقني إزوران” أتى لغاية يوم أمس، على مساحات شاسعة من الأدغال والأحراش، بلغت في المجمل 20 هكتارا، مع نجاح مصالح الحماية المدنية في حماية ممتلكات فلاحية وكتل غابية هامة.
كما تمكنت مصالح الحماية المدنية، في ساعة متأخرة من يوم الخميس، من إخماد حريق غابي وفلاحي على مستوى بلدية الدهامشة، حيث اندلع قبل منتصف نهار أمس الأول، بالمكان المسمى “شعبة القيطون” ما استدعى تجنيد كل الإمكانيات المتاحة، والمتمثلة في سبع شاحنات إطفاء و 35 فردا من وحدات الحماية المدنية، بالإضافة إلى الاستعانة بإمكانيات مصالح الغابات، البلدية وعناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني وعشرات المواطنين.
وتسبب هذا الحريق في وفاة شقيقين من ساكنة المنطقة، وهما رجلان بالغان من العمر 42 و 44 سنة، بعد تأثرهما بحروق بليغة، أين حاصرتهما النيران عند محاولتهما حماية ممتلكاتهما الفلاحية، المتمثلة أساسا في صناديق تربية النحل، كما تدخل أفراد الحماية المدنية لإجلاء ثلاثة أشخاص ونقلهم إلى مستشفى عين الكبيرة، جراء تعرضهم للاختناق أثناء تطوعهم في عملية الإطفاء. وقدرت المساحة التي اجتاحتها النيران بالمنطقة، بحوالي 15 هكتارا من أشجار الصنوبر الحلبي والأدغال، بالإضافة إلى ما يقارب 40 هكتارا من مساحات للرعي متمثلة في أحراش وحشائش.
وسجل الوالي كمال عبلة تواجده في نفس اليوم بالمنطقة، بهدف الوقوف على سير عملية الإطفاء وتقديم واجب التعازي لعائلة الفقيدين، حيث دعا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، خوفا من تسجيل وفيات جديدة، حيث ارتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى ثلاثة، باحتساب الشيخ الذي وافته المنية جراء تعرضه لحروق بليغة أثناء اندلاع الحرائق الأسبوع الماضي ببلدية عين السبت. و وُضعت صبيحة أمس، فرقة خاصة للحراسة بعين المكان، تحسبا لعودة اشتعال النيران بالنظر للظروف الجوية الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، كما انتهت عمليات الإخماد للحرائق المسجلة مساء الخميس ببلديتي حربيل وعين لقراج، بعد جهود دامت 40 ساعة من العمل الميداني لفرق الإطفاء لإخماد النيران بغابة وأدغال وأحراش وبساتين أشجار مثمرة. وحسب بيان مديرية الحماية المدنية، فإن الحريق اندلع بنواحي منطقة “العزيب” غرب بلدية حربيل وانتشر إلى منطقة “تازة” جنوب شرق بلدية عين لقراج شمال شرق سطيف.
وقدرت المساحات التي اجتاحتها النيران بحوالي 32 هكتارا من الصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر، بالإضافة إلى ما يقارب 60 هكتارا من الأحراش والحشائش، وحوالي 3 هكتارات من بساتين أشجار الزيتون والتين. وتمكنت الفرق المتدخلة من حماية ممتلكات فلاحية هامة من بساتين، مرائب تربية الدواجن وكتل غابية هامة، بعد تجنيد ثلاث وحدات للحماية المدنية بالجوار وإمكانيات الرتلين المتحركين للحماية المدنية سطيف والمسيلة، بما مجموعه 14 شاحنة إطفاء و 90 عونا بمختلف الرتب إلى جانب إمكانيات مصالح الغابات، وبلديات دائرة بني ورثيلان وقنزت وفرق الدرك الوطني وبعض المواطنين.
ودعت مصالح الحماية المدنية، المواطنين أثناء مساعدتهم لفرق الإطفاء، إلى عدم المغامرة والتغلغل داخل الغابة والبساتين، مع ضرورة ارتداء لباس واق يحمي كل أجزاء الجسم، وأحذية أمنية متينة مع وضع كمامة تحمي الجهاز التنفسي ونظارات واقية.
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى