أجـــــواء عاديـــــة بشمــــــال سطيف وإقبــــال كبيـــــر بجنـــوبــــــــه

جرت الانتخابات المحلية للمجالس الشعبية البلدية و المجلس الشعبي الولائي بولاية سطيف، في ظروف حسنة للغاية، ميزها هذه المرة إقبال معتبر من قبل المصوتين في بعض الدوائر، سواء في المناطق الجنوبية أو حتى الشمالية و ذلك مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية في شهر جوان الماضي، فيما سجلت محاولات لاستمالة الناخبين من قبل أنصار أحزاب، في مداخل بعض المراكز.
و تمت العملية الانتخابية بصورة طبيعية في جميع البلديات الستين، عكس ما كان يحدث في المواعيد الانتخابية الماضية، عندما كانت بعض البلديات في الجهة الشمالية تستثنى من إجراء العملية، خوفا من حدوث أي تجاوزات من قبل الرافضين لإجرائها.
وشهدت الساعات الأولى لانطلاق الانتخاب، حضورا محتشما من قبل الناخبين، حيث لم تتجاوز النسبة المئوية للمشاركة عند الساعة العاشرة صباحا، رقم 3.94 % بالنسبة للانتخابات البلدية و نسبة 3.69 بالنسبة للمجلس الولائي، قبل أن تتطور النسب في فترتي القيلولة و المساء، حيث ارتفعت نسب المشاركة في جميع الدوائر الانتخابية تقريبا، خاصة بعد تحسن في حالة الطقس عكس الفترة الصباحية، التي شهدت انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة، حيث انتظر العديد من المواطنين الفترة المسائية للذهاب نحو صناديق الاقتراع.
و حسب رؤساء المراكز و المؤطرين للعملية، فإن نسب المشاركة كانت «مقبولة»، خاصة في الدوائر الانتخابية الجنوبية و التي عرفت منذ الساعات الأولى حضورا قويا من قبل المصوتين للإدلاء بواجبهم الانتخابي.
و قام وزير المجاهدين «العيد ربيقة» بأداء واجبه الوطني، في الساعات الأولى، بمركز «محمد غلوس» الواقع بمسقط رأسه في بلدية عين آزال الجنوبية، في حين انتخب والي سطيف «كمال عبلة» بثانوية «محمد قيرواني» وسط مدينة سطيف.
و عملت المندوبية الولائية على تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي، الخاصة بالوقاية من انتشار فيروس كورونا، من خلال توفير مستلزمات الوقاية و توزيعها على الناخبين عند مداخل المراكز، لكن و من خلال ما وقفنا عليه في المراكز ببعض البلديات، فإن الكثير من المؤطرين و المصوتين، لم يرتدوا الكمامات و اقتصر ذلك على رجال جهازي الشرطة و الحماية المدنية.
و على عكس المواعيد الانتخابية الماضية، عندما كانت المندوبية الولائية تعمد لغلق المراكز في الساعات الأولى في بعض الدوائر الانتخابية، بسبب تسجيل التجاوزات من قبل الرافضين في إجراء الانتخابات، فقد جرت العملية هذه المرة بصورة طبيعية في الدوائر و البلديات الشمالية من الولاية، مثل: آيت نوال مزادة، بوعنداس، بوسلام، آيت تيزي، بني شبانة، عين لقراج، بني ورثيلان، بني موحلي، قنزات، تالة ايفاسن، بلدية ذراع قبيلة، حيث توجه الناخبون هناك في ظروف حسنة للإدلاء بأصواتهم و اختيار مرشحيهم.
وسجلت عدد من القوائم المشاركة بعض التجاوزات عند انطلاق العملية الانتخابية، ما جعلها تودع شكاوى على مستوى مكاتب رؤساء المراكز أو حتى المندوبية الولائية للسلطة المستقلة و من أبرز الشكاوى التي دونتها، تعمد بعض القوائم سواء الحرة أو المنضوية تحت راية الأحزاب السياسية، وضع متعاطفين معها أمام مداخل المراكز للتأثير في اختيارات الناخبين، كما اشتكى ممثلو بعض القوائم من قيام قوائم منافسة بتعليق صور المرشحين في يوم الانتخاب و هو الإجراء الممنوع قانونا.
كما شهدت بعض المراكز وقوع مناوشات كلامية بين المترشحين، مثلما حدث ببعض البلديات مثل: أولاد تبان و بوطالب في الجهة الجنوبية، قبل التدخل الحازم من قبل المصالح الأمنية لضمان استمرار إجراء العملية الانتخابية في ظروف هادئة.
و شهد المركز الانتخابي «قندوز مصطفى» ببلدية عين ولمان، وقوع مناوشات بين مراقبي الأحزاب، بعد العثور على أوراق الانتخابات عند إحدى المراقبات التابعة لأحد الأحزاب السياسية، ما استدعى استدعاء مصالح الأمن التي أوقفت المتهمة للتحقيق.
و سجل رؤساء المراكز الانتخابية بعدد من البلديات غياب مؤطري المكاتب عن تسجيل الحضور في الموعد المحدد، ما اضطرهم للاتصال بالمندوبية الولائية للسلطة المستقلة و التي تمكنت من تعويض الغائبين بمؤطرين جدد بداية من الساعة الثانية من انطلاق العملية الانتخابية، دون تسجيل أي تأثير سلبي على سير العملية.
و أبرز ملاحظة مسجلة في هذه الانتخابات، هو الحضور القوي من قبل مراقبي الأحزاب السياسية و التشكيلات الحرة في مكاتب التصويت، حيث تمكنت بعض القوائم في البلديات خاصة الكبيرة مثل: سطيف، العلمة، عين ولمان و عين آزال، من تسخير المراقبين في كل المكاتب، من أجل الوقوف على سير العملية من بدايتها لغاية نهايتها و التدخل عند رؤساء المراكز في حال تسجيل أي تجاوزات مهما كان نوعها.
و بلغ عدد القوائم المشاركة في انتخابات المجالس البلدية، 225 قائمة، تمثل 15 حزبا سياسيا و 24 قائمة حرة، تنافسوا في 60 بلدية، أما عدد القوائم المشاركة في انتخابات المجلس الشعبي الولائي، فقد بلغت 7، تمثل كلها أحزاب سياسية دون وجود لأي قائمة حرة.
و بلغت الكتلة الناخبة بولاية سطيف -حسب الأرقام الرسمية المقدمة من قبل المندوبية الولائية- رقم 1024432 ناخبا، موزعين على 618 مركز تصويت، تضم في المجمل 2317 مكتبا، مقسمة بين 1207 مكاتب للرجال و 1073 مكتبا مخصصا للنساء، مع تسخير أكثر من 30 ألف مؤطر لإنجاح
العملية.                          أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى