* قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية اٌفرغت من كل بعد عملي     * القرارات المتخذة ضد المغرب قوبلت بتأييد شعبي
 قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، إن هناك دعاية تحاول تشويه الصورة الحقيقة في الجزائر، وأشار إلى وجود لوبيات أجنبية في فرنسا وأمريكا لتشويه صورة الجزائر وتبييض صورة المغرب، مشيرا إلى أن الجزائر اليوم في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني بعد توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية واستخباراتية مع المخزن.  ويرى لعمامرة، أن المغرب يعرف أنه غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء لأن الجزائر ما تزال قلعة صامدة ولن تتخلى مبادئها.

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية، رمطان لعمامرة، أن أوضاع الجزائر تتحسن كثيرا. وقال في حوار مع صحيفة «القدس العربي» اللندنية، أن الأوضاع الاجتماعية أفضل من قبل، مستدلا بالإنجازات المحققة في مجال السكن والبنى التحتية، مشيرا إلى أن الجزائر نجحت في تمتين جبهتها الداخلية في مواجهة الدعايات المضادة التي تستمر في محاولة تشويه صورتها. وأشار إلى وجود لوبيات أجنبية في فرنسا وأمريكا لتشويه صورة الجزائر وتبييض صورة المغرب.
وشدد لعمامرة، على أن الجزائر لا تأبه لمثل هذه الدعايات ولديها ما تقوم به، وأضاف:” لا نقبل أن يستخدمنا أحد لمصالحه. نحن بلد لديه مبادئ. ولا نقوم بخطوات رد الفعل. واعتبر أن الأولوية لحماية الأمن الوطني للبلاد». ولذلك جاءت خطوات بقطع العلاقات مع المغرب ووقف مرور الغاز من المغرب ضمن هذا التصور. وقال إن القرارات التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد قوبلت بتأييد شامل من الشعب الجزائري لأنهم يعرفون أن الجزائر مستهدفة.
وأوضح لعمامرة، أن الشعب الجزائري كله مؤيد لحقوق الشعوب بتقرير مصيرها وخاصة الشعبين الفلسطيني والصحراوي. وأي شيء يلحق بالجزائر ويؤدي إلى ضعفها سينعكس على القضيتين. وأعلن عن زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، للتأكيد على مواقف الجزائر التاريخية في تأييد القضية الفلسطينية. وتابع قائلا: «لن نفرط بذاكرة الجزائر وتاريخها ومبادئها ونحن نعرف أن هناك ثمنا سندفعه، لكن هذا قدر الجزائر أن تظل أمينة على مبادئها وتاريخها وذكرى شهدائها الذي ضحوا لتظل بلدهم حرة وسيدة ومستقلة وسندا للمظلومين”.
وقال لعمامرة، إن الجزائر تشعر بدورها التاريخي الذي يقوم على مبدأ مناصرة الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الشقيق. وأوضح بان القضية الفلسطينية ليست سياسة رشيدة تتبعها الحكومة فحسب بل هي جزء لا يتجزأ من مكونات وعي الشعب الجزائري والتزامه الأصيل بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاحتلال الأجنبي كما أثبت هذا الشعب عبر ثورته العظيمة ضد الاستعمار الفرنسي الذي دام 132 سنة.
واستعرض لعمامرة، الدور الهام الذي لعبته الجزائر بعد الاستقلال في نصرة حركات التحرر في أفريقيا وآسيا حتى أصبحت قدوة لدول العالم النامي. مشيرا إلى أن مسلسل المؤامرات على الجزائر لحرفها عن دورها التاريخي وخلق متاعب من خارج الحدود أو من داخلها لم يتوقف. وأضاف أن الجزائر ابتعدت لسنوات عن المسرح العربي والدولي خاصة أيام العشرية السوداء ولكنها بعد الحراك الشعبي الأخير وتولي القيادة رجال أفرزتهم الانتخابات النزيهة أعادت البلاد إلى طريق الفاعلية والتأثير الإقليمي والدولي.
 المغرب غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء الغربية
واعتبر وزير الشؤون الخارجية والجالية، إن فكرة استخدام ورقة الصحراء الغربية لتقوية المغرب وإضعاف الجزائر ما زالت قائمة. مشيرا إلى عودة المسألة من جديد بعد قضايا الإرهاب والحراك الشعبي في الجزائر. حيث أعيدت إثارة هذه القضية «ظنا منهم أن الجزائر مشغولة في أوضاعها الداخلية». وأضاف قائلا: «لديهم قناعة أيضا أن الأمم المتحدة انصاعت لإملاءات فرنسا وأمريكا في هذا المضمار وتخلت عن فكرة تصنيف الأزمة على أنها تتعلق بتصفية الاستعمار بل قضية تتعلق بخلافات محلية يمكن حلها بمنح الحكم الذاتي لسكان الصحراء وهو تراجع خطير من قبل الأمم المتحدة عن أحد أهم مبادئها في منح الاستقلال للشعوب والأراضي الخاضعة للاستعمار كما نص على ذلك قرار 1514 لعام 1960».
وأكد  لعمامرة، أن المغرب يعرف أنه غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء، وتابع يقول: «ما زال هناك قلعة صامدة هي الجزائر تدعم حق الشعب الصحراوي بحق تقرير المصير كما تدعم الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير». وشدد لعمامرة على انه ليس في نية الجزائر، لا الآن ولا في المستقبل، أن تتخلى عن هذا المبدأ. واعتبر ان موقف الجزائر الثابت وراء مخطط استهداف الجزائر مرة أخرى كأولوية لأنه لا يمكن فرض الواقع على الصحراء الغربية حتى مع اعتراف ترامب أو غير ترامب ما دامت الجزائر تقف مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل حق تقرير المصير. وهو ما يفسر برأيه قرار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وقال بان دولة الاحتلال الإسرائيلي هي المستفيد الأكبر من مسألة التطبيع.
المؤامرات ضد الجزائر لم تتوقف
ويرى وزير الشؤون الخارجية والجالية، أن المؤامرات لم تتوقف وأضاف قائلا: «أصبحت الجزائر تشعر الآن أنها دولة مواجهة مع الكيان الصهيوني الذي كنا نرسل قواتنا لقتاله مع الأشقاء العرب، بعد أن أصبح على حدودنا ويوقع اتفاقات عسكرية وأمنية واستخباراتية مع الجار والأخ والصديق». مشيرا إلى انه رغم المؤامرات فان الجزائر تسعى «إلى لم شمل العرب في مؤتمر القمة القادم»، للوصول إلى موقف مشترك من دعم حقوق الشعب الفلسطيني وإعادة التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 ودون التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي آثرت أن يسبق التطبيع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد لعمامرة، بان الجزائر كانت ملتزمة بمبادئها التي لا تحيد عنها في دعم حركات الشعوب نحو نيل استقلالها حتى لو كان الثمن باهظا.  مشيرا إلى ان جذور قضية الصحراء الغربية تعود إلى سنوات السبعينات، حيث عملت أمريكا على تحويل الصحراء الغربية إلى مستنقع تقع فيه الجزائر ولا تستطيع الخروج منه والهدف هو إضعاف الجزائر من جهة وتمتين علاقات فرنسا وأمريكا بالمغرب كي يصبح مطواعا لكل ما تريده فرنسا أو أمريكا. وقال بان المغرب أرسل جنودا للزائير لحماية نظام موبوتو بدعم من أمريكا وفرنسا وساهم في مفاوضات كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل واستقبل قيادات صهيونية عدة مرات.
وبخصوص دور الأمم المتحدة، قال لعمامرة، إن الوقائع بينت أن الهدف من قبول دور للأمم المتحدة هو كسب الوقت بالنسبة للمغرب. مضيفا انه حتى مخطط التسوية ووقف إطلاق النار عام 1991 وإرسال بعثة لمراقبة الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) كان الهدف منه كسب الوقت لخلق حقائق على الأرض تصبح معها التسوية العادلة صعبة التحقيق. وقال لعمامرة بان خطة جيمس بيكر عام 2003 أكبر فرصة للجميع للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة. و كانت خطة متوازنة ومعقولة لكن الولايات المتحدة لم تقف وراء بيكر ولذلك استقال من موقعه بعد أكثر من ست سنوات وهو مصاب بالإحباط.
محاولات لتقويض القمة العربية القادمة
وبخصوص القمة العربية المقررة في الجزائر شهر مارس المقبل، قال لعمامرة إن «هناك من يعمل على تقويض القمة القادمة. فإن فشلوا سيعملون على أن يكون التمثيل هزيلا». واعتبر لعامرة إنه لم يعد هناك أقنعة. الكل عاد إلى معسكره الذي يعمل من خلاله. ولكننا سنعمل على جمع العرب حول قواسم مشتركة نتفق عليها.
وأضاف الوزير لعمامرة، أن الجزائر لديها مصداقية مع الشعوب العربية أكثر بكثير من مروجي نظرية كل دولة تتعامل مع قضاياها كما تراها هي بعيدا عن أي تنسيق جماعي كما عملت دول التطبيع مثل المغرب والسودان والإمارات. أي أنها تضع مصالحها فوق كل اعتبار. حيث بقيت الجزائر تمثل موقفا متوازنا للسلام مع إسرائيل. واعتبر بأن السلام المعقول على الأقل يجب أن يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع إن علاقة المغرب بالصهاينة، وأثر ذلك على قضية الصحراء وعلاقة الكيان المحتل بالقضية الفلسطينية في ظل التطبيع العربي، سترسم معالم العالم العربي الجديد، ولو تم محاصرة الجزائر وزعزعة أمنها الداخلي سيكون المطبعون والواقفون على المحطة بانتظار قطار التطبيع سعداء بإزاحة عقبة الجزائر التي ترفض التطبيع بشكل مبدئي. واعتبر انه خلافا لما حدث عام 1975، الذي كان يستهدف النظام، الآن يستهدفون الجزائر كأمة، كوحدة وطنية وسيادة واستقلال وطني ووحدة ترابية. مشيرا إلى أن الأمور أخطر الآن. وتابع: «نحن نشعر أن حربا شاملة تشن ضدنا. وكل ما أخذناه من خطوات عبارة عن إجراءات دفاعية للحفاظ على أمن وطننا».
  ع سمير

الرجوع إلى الأعلى