أكدت السفيرة الممثلة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة بفيينا، فوزية بومعيزة مباركي، أمام الاجتماع 28 للمجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم، أن الكيان الصهيوني والمغرب، يرميان من خلال تطبيع علاقاتهما، دعم بعضهما، "لمواصلة الدوس على القانون الدولي"، منددة مرة أخرى بالأعمال العدائية التي شنتها المملكة على الجزائر بدعم من الكيان الصهيوني.

وفي كلمتها استحضرت بومعيزة، الأعمال العدائية الأخيرة والعدوان الملحوظ الذي قام به المغرب ضد الجزائر بدعم من إسرائيل،بما في ذلك التجسس في إطار عملية بيغاسوس، على 6000 هاتف لمسؤولين جزائريين، واغتيال ثلاثة سائقي شاحنات جزائريين في الفاتح نوفمبر الماضي، يعملون على خط نقل البضائع بين الجزائر وموريتانيا.

كما تطرقت للتمويل الذي يقدمه المغرب للمنظمات الإرهابية الانفصالية واقتناءه لطائرات بدون طيار من الكيان الصهيوني.

ووصفت هذه الأعمال بـ"الخطيرة والمتهورة والمندفعة وغير المسؤولة" التي لا تليق بدولة مجاورة مصيرها مشترك، مؤكدة أن اختيار العدوان دليل على الضعف والعجز وأن بناء السلام الحقيقي يتطلب الشجاعة.

من جهة أخرى، ذكرت الديبلوماسية الجزائرية أن ما يسمى "باتفاقيات إبراهيم،" دفنت مبادرة السلام العربية نهائيا"، مشيرة إلى أنه في عام 2002، وفي قمة جامعة الدول العربية في بيروت، صادق رؤساء الدول والحكومات العربية على خطة السلام التي قدمتها المملكة العربية السعودية والتي تعرض على الكيان الصهيوني إمكانية ضمان السلام والأمن لشعبها.

وعبرت المتحدثة عن أسفها من أن "عرض السلام الشامل والدائم لجميع شعوب الشرق الأوسط هذا، قوبل برفض من قبل إسرائيل، التي تفضل كما هو واضح، الدخول في اتفاقيات منفصلة لبث الانقسام داخل الأمة العربية".

وأدانت الديبلوماسية الجزائرية، انتهاكات حقوق الإنسان والحريات والحقوق الأساسية في فلسطين والصحراء الغربية، حيث تتعرض حقوق الشعبين الفلسطيني والصحراوي، للاحتقار والاغتصاب والدوس بالقدم، من قبل دول الاحتلال، على التوالي إسرائيل والمغرب.

وقالت : "كلنا نعرف أن فلسطين هو المكان الوحيد على وجه الأرض الذي يتم الحكم فيه على الأطفال من خلال محكمة عسكرية وتفرض عليهم أحكام قاسية"، مضيفة: "أنا شخصيا لا أستطيع أن أنسى الرعب الذي نقلته إلي صور الشابة عهد التميمي وهي تتصارع مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وعن مسارات السلام، قالت ذات المتحدثة أنه من الضروري إعادة محادثات الأمم المتحدة إلى مسارها الصحيح بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الصحراويين والمغرب، محذرة من أن "ترك الأوضاع تتعفن مع استمرار الحرب بين الأطراف سيتسبب حتما في زعزعة الاستقرار، بل وحتى التدمير بشكل مباشر أو غير مباشر لكامل منطقة البحر الأبيض".

وأضافت بومعزة قائلة إن "الجزائر لا تعترف بإسرائيل كدولة وهي ضد الصهيونية لأنها نظرة عالمية قائمة على التوسعية والفصل العنصري في تحد للقانون الدولي".

وأشارت إلى أن بعض وسائل الإعلام التي تخضع للتمويل من قبل أعضاء جماعات الضغط تحاول تشويه سمعة الكلمة الجزائرية وتقويضها بجعلنا نرفض الدين اليهودي، وقالت "نحن نتحدث عن الكيان الصهيوني وليس الدين اليهودي لسنا عنصريين كل نسل سام ساميون سواء كانوا يهود أو مسيحيين أو مسلمين".

وتابعت قائلة الجزائر حاربت دائما العنصرية واستبعدت نظام الفصل العنصري من الأمم المتحدة، "نحن فخورون بكوننا حاربنا الميز العنصري، كنا وحدنا تماما في بداية برنامجنا في محاربة هذا التعبير الحقير للعنصرية "، مضيفة أن "الجزائر استبعدت نظام الميز العنصري من الأمم المتحدة، وأنا فخورة بشكل خاص بحضوري تفكيك لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالتمييز العنصري في عام 1990، على اثر الإفراج عن نيلسون مانديلا ونهاية هذا النظام الحقير للبشر".

وجددت السفيرة بومعيزة التزام الجزائر بالسلام والأمن لشعبها ولجميع شعوب المنطقة وخارجها.

واج

الرجوع إلى الأعلى