عائـلات ضحايا طائرة «سويفـت اير» يقاضون  الجوية الجزائرية في كندا
 أعلنت عائلات بعض ضحايا طائرة الجوية الجزائرية المستـأجرة وتحطمت في مالي شهر جويلية الماضي، رفع دعاوى قضائية ضد الخطوط الجوية الجزائرية بسبب تأخر صرف التعويضات على أهالي الضحايا، وقال احد أقارب الضحايا المقيم في كندا بان الشركة الجزائرية لم تمنحه بعد حقوق التعويض رغم تسلم الوثائق المطلوبة شهر أكتوبر الماضي، فيما أكد محامي الجوية الجزائرية، بان الشركة شرعت في صرف التعويضات لأصحاب الملفات الكاملة وهي بصدد استكمال العملية
قررت عائلات بعض الضحايا الذين قضوا في حادث تحطم طائرة الجوية الجزائرية المستأجرة، بشمال مالي شهر جويلية المنصرم والذي راح ضحيته 116 مسافرا كانوا على متنها، رفع دعاوى قضائية ضد الخطوط الجوية الجزائرية، بسبب عدم استلام التعويضات الممنوحة للضحايا، واتهموا الشركة بافتعال العراقيل، لتأخير صرف التعويضات، وتجاهل معاناة العائلات التي فقدت أفرادها في الحادث، وهي الاتهامات التي نفاها محامي الشركة.وقام شخص مقيم في كندا، من أصول بوركينابية، فقد زوجته وابنه في الكارثة الجوية، بإيداع شكوى ضد الجوية الجزائرية لحملها على دفع التعويضات الأولية، وقال المعني في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام كندية «أن الشركة لم تتعامل معه بإنسانية وتجاهلته تماما رغم معاناته من أوضاع اجتماعية صعبة بسبب فقدانه لوظيفته بعد تعرضه لازمة نفسية حادة بعد الفاجعة التي آلمت به اثر فقدان عائلته الصغيرة التي كانت على متن الطائرة للالتحاق به في كندا».
وقال الشخص الذي يدعى بصيرو يويميغو، بانه حاول الحصول على تعويض استعجالي من الجوية الجزائرية بقيمة 30 ألف يورو، دون جدوى، رغم حاجته للمال لإتمام مراسيم دفن زوجته وابنه شهر مارس المقبل في بوركينافاسو، وقال بان أوضاعه المادية الصعبة تجعله غير قادر حتى على إقامة مراسيم العزاء.
وذكر المحامي الكندي جيرارد ساميت، الذي يتولى الدفاع عن عائلات بعض الضحايا، بان الكثير من الملفات لم يتحصل أصحابها على تعويضاتهم، واصفا الأمر بـ»الفضيحة»، و قال بان الطريقة التي تتعامل بها الجوية الجزائرية مع أهالي الضحايا «مهينة وغير مقبولة إطلاقا»، مضيفا بان الشركة لم تصرف التعويضات رغم إيداع كل الوثائق المطلوبة منذ فترة طويلة، وأشار بأنه قام بتسليم الوثائق الرقمية أواخر أكتوبر الماضي، جون تلقي أي رد، قبل أن يتهم إدارة الشركة بتعطيل منح التعويضات.
وذكرت صحيفة «لوجورنال دو مونريـال» الكندية، أن المحامي كلاي هنتر الذي يدافع عن حقوق الجوية الجزائرية، كان قد طلب في نوفمبر الماضي من المعنيين، تقديم وثائق تكميلية للملف الأصلي، قبل أن ينتقل شخصيا منتصف الشهر الماضي لمعاينة الوثائق الأصلية، وأشارت بان محامي الجوية الجزائرية، رد كتابيا على تصريحات أهالي الضحايا، حيث أشار بان الجوية الجزائرية اقترحت منح تعويضات مؤقتة على شكل تسبيقات وفق ما تقتضيه المعاهدات الدولية، مضيفا بان الشركة قامت بدفع التعويضات الأولية للعائلات التي قدمت كل الوثائق المطلوبة، رافضا تقديم المزيد من التفاصيل، مؤكدا بان الحديث في الموضوع من صلاحيات إدارة الشركة وحدها.
وكان  محمد الصالح بولطيف الرئيس المدير العام للجوية الجزائري، قد أكد في نوفمبر الماضي، أن شركته مستعدة للتعامل مع أي دعاوى قضائية يرفعها أهالي ضحايا تحطم الطائرة المستأجرة من قبل الشركة التي تحطمت شمال المالي، وقال المتحدث أي دعاوى قضائية يرفعها أهالي الضحايا تعد نتيجة طبيعية لمثل هذه الحوادث، مؤكدا في السياق ذاته أن الشركة بعيدة عن أي مسؤولية خاصة وأن الطائرة مستأجرة  من قبل الجوية الجزائرية مما يضع المسؤولية الأساسية على الشركة الإسبانية المالكة سويفت آر ويبعدها عن الجوية الجزائرية.
وقال بولطيف، إن الشركة سبق أن التقت أهالي الضحايا سابقا في بوركينا فاسو، حيث اتفقت معهم على جميع التعويضات، مشيرا  إلى أنه قد تم إرسال بعض الأهالي خلال موسم الحج المنصرم إلى البقاع المقدسة كنوع من التعاطف ومحاولة للتخفيف عنهم. أما عن الضحايا الفرنسيين البالغ عددهم 54 ضحية فقد أكد بولطيف في تصريحه أن الشركة سترسل وفدا هاما إلى باريس قصد التقاء الأهالي الفرنسيين قريبا، أين قال في السياق إن الشركة غير معنية أساسا بأي دعاوى قضائية قد يرفعها هؤلاء الأهالي في المحاكم الدولية.                    

أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى