• الجامعات التركية مستعدة لاستقبال مزيد من الطلبة الجزائريين
 أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، على أهمية العلم والابتكار لأنه هو الضمان للاستقلال وقوة الاقتصاد، ودعا بجامعة أسطنبول، إلى تعزيز التعاون والتقارب بين الجامعات الجزائرية والتركية. وشدد على ضرورة تفتح الجامعات الجزائرية على نظيراتها الدولية، حتى تتفتح على عالم العلم والابتكار.

أعرب الرئيس تبون عن أمله في تكثيف العلاقات بين الجامعات الجزائرية والتركية، مذكرا بالقرار الذي اتخذه و بلغه لوزير التعليم العالي وعمداء الجامعات بأن «الجامعة الجزائرية اليوم مستقلة وتختار التوأمة التي تناسبها». و وأوضح رئيس الجمهورية عقب تقليده الدكتوراه الفخرية بجامعة إسطنبول، أن «الجامعة التي تريد التوأمة مع اسطنبول لها ذلك، والتي تريد التوأمة مع القاهرة لها ذلك، و التي تريد التوأمة مع السوربون فلها ذلك، حتى نتفتح نهائيا على عالم العلم، وهو الضمان لاستقلالنا وقوة اقتصادنا».
واعتبر رئيس الجمهورية، أن الجامعات الجزائرية تطورت وانتشرت بكثرة بعد الاستقلال من أجل مواكبة العلم والتعلم.  مؤكدا أن هناك برامج قوية جدا في إطار تعليم أبناء وبنات الجزائر. وأبرز رئيس الجمهورية بجهود الدولة في تعزيز البحث العلمي بالجزائر، وقال بهذا الصدد : «كان عدد الطلبة الجزائريين سنة 1965 لا يتعدى 1800 طالب. بينما اليوم بلغ عدد الطلاب في الجامعات مليونا و700 ألف طالب. بالإضافة كذلك إلى أن عدد الطلبة المتخرجين من الجامعات الجزائرية بلغ اليوم 250 ألف سنويا.
وأشاد الرئيس بالانجازات التي حققتها الجامعة الجزائرية التي عرفت تطورا كبيرا بعد الاستقلال، حيث كانت تحوز على 3 أو 4 كليات. بينما اليوم تفتخر كونها تحوز على 100 جامعة ومركز جامعي عبر الوطن، و14 مدرسة عليا وطنية من مختلف الشعب، وبالأخص مدرستين تم إنشاؤهما السنة الماضية، وهي المدرسة الوطنية العليا للذكاء الصناعي والمدرسة الوطنية العليا للرياضيات، فضلا عن كون  30 في المائة من سكان الجزائر في التعليم بمختلف الأطوار على عاتق الدولة بدون فوارق طبقية ومادية.
وبخصوص منحه الدكتوراه الشرفية، عبر رئيس الجمهورية، عن شكره لجامعة اسطنبول, معتبرا أن هذه الدكتوراه هي شرف يضاف إلى العلاقات الطيبة بين الجزائر وتركيا. كما أشاد الرئيس تبون بما وصلت إليه تركيا تحت قيادة الرئيس اردوغان وسعيه لتطوير بلاده في جميع المجالات. وقال رئيس الجمهورية، إن وقوفه في رحاب هذه الجامعة العريقة هو عرفان لمكانة العلم والتعليم أساس الحرية والتنمية والانعتاق. مضيفا أن الإستراتيجية الجديدة للدولة في قطاع الجامعات ترتكز على تشجيع البحث العلمي.
وقد تقلد رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون، درجة الدكتوراه الفخرية, من طرف جامعة اسطنبول, على هامش زيارة الدولة التي قام بها إلى تركيا.
وتم تسليم الدكتوراه الفخرية لرئيس الجمهورية وإلباسه الزي الأكاديمي وتعليق شارة جامعة اسطنبول التي تعد أكبر وأقدم جامعة في تركيا, من طرف رئيس الجامعة, الدكتور محمود أك, بحضور نائب الرئيس التركي, فؤاد أوكتاي, أمام كبار دكاترتها. وجاء ذلك «تقديرا لجهود رئيس الجمهورية في تعزيز التعاون الدولي وجهوده من أجل احترام قيم الديمقراطية وكذلك تعزيز العلاقات العريقة بين الجزائر وتركيا».
دعوة رجال الفكر
 في البلدين للعمل معا
من جانبه، دعا فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، رجال الفكر في الجزائر وتركيا للعمل معا من أجل إنتاج العلم. وأشار أوقطاي في كلمته، إلى أنّ الصداقة التركية الجزائرية تمتد لـ 500 عام، والتقارب الدبلوماسي بين البلدين مستمر منذ 60 عاما. وأشاد بالتعاون القوي بين البلدين في مختلف المجالات وفي مقدمتها التجارة والثقافة والتعليم.
وشدد أوقطاي على أهمية التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين، مشيرا إلى أن أكثر من 500 طالب دراسات عليا من الجزائر درسوا بمنح في تركيا، وأن 190 طالبا يدرسون بمنح في الوقت الحالي. وأثنى على الاتفاق الموقع بين البلدين بخصوص افتتاح معهد يونس إمره في الجزائر والتعاون في مجال التعليم المهني.وأكد أوقطاي ضرورة التعاون بين الجامعات التركية والمؤسسات التعليمية العليا في الجزائر، وقال: «نواصل الجهود من أجل استضافة المزيد من الطلاب الجزائريين، وتركيا هي الثالثة عالميا في هذا الخصوص». واستشهد بمقولة لابن خلدون في مقدمته «الماضي أشبه بالآتي من الماء بالماء»، قائلا: «من هذا المنطلق وبتقدير القيمة الثقافية والتاريخ المشترك فإن تركيا ترسم علاقاتها مع الجغرافيا الوجدانية».من جهته, أبرز رئيس جامعة اسطنبول دور رئيس الجمهورية في تطوير العلاقات الجزائرية-التركية, بجميع أبعادها, بما فيها الثقافية والحضارية. وفي كلمة لها بالمناسبة, قدمت عميدة كلية العلوم السياسية بجامعة اسطنبول, عائشة كول, نبذة عن مسيرة الرئيس تبون وتدرجه في سلم المسؤوليات, معتبرة أنه «يؤمن بفضيلة الديمقراطية ويدعمها».وأضافت أنه خلال فترة رئاسته, تم «تحقيق مكاسب عدة في مجال حقوق الإنسان واستقلال القضاء ومكافحة الفساد, كما اتخذت خطوات لمنع جميع أنواع العنصرية والكراهية». كما نوهت بجهود الرئيس تبون في الارتقاء بالعلاقات الجزائرية التركية إلى مصف الشراكة الإستراتيجية.
   ع سمير

الرجوع إلى الأعلى