لا علاقة لفيروس الزكام الموسمي بأنفلونزا الخنازير

إحالة 200 قضية متعلقة بالأخطاء الطبية على العدالة في سنتين

أكد أمس رئيس المجلس الوطني لمهنة الطب وعمادة الأطباء الجزائريين، الدكتور بقاط بركاني، أن فيروس الزكام الموسمي الذي تسبب مؤخرا في بعض الوفيات عبر الوطن لا علاقة له بأنفلونزا الخنازير، وقال أن الأمر يتعلق بالأنفلونزا الموسمية التي عادة ما تظهر في الفترة بين شهري أكتوبر و جانفي.
وقال الدكتور بركاني ‘’ إن فيروس الأنفلونزا فاجأنا بكونه جاء هذا الموسم أكثر خطورة من الأنواع التي تم تسجيلها خلال السنوات الأخيرة لكن رغم ذلك فهو أقل خطورة من فيروس ‘’ أش 1 أن 1 ‘’ الذي ظهر سنة 2009 تحت مسمى أنفلونزا الخنازير، ولا علاقة له سواء في الجزائر أو في الخارج’’ وأرجع سبب الإصابات بالأنفلونزا الموسمية التي عانى ومازال يعاني منها بعض المواطنين تعود إلى تقلبات الطقس المصحوبة بموجات البرد الشديدة التي شهدتها ومازالت تشهدها ولايات الوطن.
كما أرجع المتحدث سبب وقوع وفيات في أوساط المصابين بالأنفلونزا إلى المضاعفات الناجمة عن أعراض الأمراض الأخرى التي يعانون منها على غرار الأمراض المزمنة، مشددا على ضرورة اتخاذ الحيطة و الحذر في هذه الفترة والقيام بالتلقيح المتوفر على مستوى الصيدليات والهياكل الصحية العمومية، ضد الأنفلونزا الموسمية، خصوصا بالنسبة للأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل لتفاد تسجيل وفيات أخرى . ودعا بركاني بالمناسبة إلى ضرورة إنشاء كتابة دولة مخصصة للوقاية، تعمل تحت لواء وزارة الصحة، وتشمل جميع القطاعات المعنية بالوقاية وقال " إن تسوية المشاكل المتعلقة بالصحة  ليس من اختصاص وزارة الصحة فحسب بل أيضا من اختصاص قطاعات أخرى على غرار التجارة والبيئة».
و في ذات السياق تحدث الدكتور بركاني خلال استضافته في فوروم يومية الوسط عن أهمية "عقد مجلس وزاري مصغر خاص بالشأن الصحي للخروج بحلول عاجلة للمشاكل التي يعيشها قطاع الصحة’’، فيما شدد على ضرورة  تحسين تسيير الصحة العمومية من خلال إنشاء مدرسة عليا لتكوين الإطارات المسيرة للهياكل الصحية في البلاد.  وبعد أن دعا إلى ضرورة رفع ميزانية الصحة من 6 بالمائة من الناتج الوطني الخام إلى 9 أو 10 بالمائة باعتبار أن أدوية مرض السرطان تستنفذ 50 بالمائة من ميزانية المستشفيات طالب بقاط بركاني بإنشاء مجلس أعلى للصحة من أجل توفير سبلًا أكثر فاعلية في توفير الخدمة الصحية بجودة مناسبة لمختلف المواطنين، ويمثل المجلس الأعلى للصحة المقترح، " بيتا للخبرة وهيئة مستقلة عن وزارة الصحة وتعمل تحت السلطة المباشرة للوزير الأول من أجل وضع الأطر الإستراتيجية للمنظومة الصحية في البلاد وتحديد طبيعة المشكلات التي تواجهها فضلا عن متابعة وتقييم تنفيذ الإستراتيجيات الصحية وتفعيل آليات التنسيق بين القطاعات المختلفة، المعنية بالصحة، و تطوير منظومة حوكمة قطاع الصحة في البلاد.
وكشف رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين على صعيد آخر  عدد قضايا الأخطاء الطبية التي تمت إحالتها على العدالة خلال السنتين الأخيرتين تبلغ 200 ملف وقال أن أغلبها متعلقة بالجراحة وطب النساء والتوليد والعيون ودعا بالمناسبة إلى إنشاء صندوق وطني للتعويض الاستعجالي لضحايا هذه الأخطاء في انتظار فصل المحاكم، موضحا أن هذا الرقم لا يعبر عن الحجم الحقيقي للأخطاء الطبية في الجزائر باعتبار أن العديد من ضحايا الأخطاء المرتكبة سواء في المستشفيات العمومية أو العيادات الخاصة لا يصرحون بذلك، سواء لعدم ظهور آثار الخطأ أو للجهل بالإجراءات التي يتطلب إتباعها .
ونظرا للوقت الكبير  الذي قد تستغرقه القضايا في المحاكم سيما في حالات الطعن بالنقض في مثل هذه القضايا، أو رفعها إلى المحكمة العليا فاقترح الدكتور بركاني إنشاء صندوق وطني لتعـويضات الأخطاء الطبية، يكون تمويله على عاتق الدولة باعتبار أن المستشفيات عادة ما ترفض تسديد المبالغ التي يقرها العدالة في منطوق أحكامها.                    

ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى