أكد أكاديميون في دورة تكوينية نظمتها وزارة الاتصال بولاية قسنطينة نهاية الأسبوع الماضي، بأن نجاعة الاتصال الأزماتي مرهونة بضمان انسيابية المعلومة، من قبل المكلفين بالاتصال على مستوى المديريات المعنية بإدارة الأزمة والمؤسسات الإعلامية، كما حثوا على عامل السرعة في النشر، لتفادي ترك مجال لإثارة البلبلة وتأجيجها على مواقع التواصل، حيث قدموا الإستراتيجيات الواجب إتباعها محليا.   
الدورة التكوينية تناولت موضوع الاتصال المؤسساتي على مدار يومين لفائدة صحفيي 6 ولايات في الشرق، وتناولت الخلل الاتصالي داخل المؤسسات والنماذج الاتصالية المعتمدة وكذا المهارات الواجب توفرها في القائم بالاتصال، والذي يعد الحلقة الأهم، إضافة إلى كيفية صياغة مخطط عملياتي لمعالجة إشكالية في الفضاء العمومي من خلال جانب نظري، وآخر تطبيقي قدّم خلاله الصحفيون المشاركون ضمن الورشات، إشكالات ومقترحات حلول لها.
وقدّم أستاذ الإعلام بجامعة باتنة، رمزي جاب الله، محاضرة تناول فيها إشكالية الخلل الاتصالي في المؤسسات الجزائرية، وربطه بالدرجة الأولى بالقائم بالاتصال الذي يفتقر، في نظره، للمهارات الاتصالية الخمس، التي تعد شرطا أساسيا، كأن يجيد كيفية وضع الفكرة والتمكن من التحدث والكتابة و القراءة وكذلك الاستماع الذي يعد أحد أبرز عوامل نجاح العملية الاتصالية.
كما تطرق الأستاذ إلى فن التعامل الذي يعد مغيبا في نظره، بالرغم من كونه أحد أبرز عوامل نجاح العملية الاتصالية داخل المؤسسة، إذ شدد على ضرورة التقيد بقواعد السلوك والالتزام باللباقة التي تسود المعاملات والاتصالات الدولية.
من جهته، تطرق أستاذ الإعلام في كلية الإعلام بجامعة قسنطينة 3، لطفي علي قشي، لموضوع الاتصال الأزماتي وإدارة الصفحات الافتراضية الخاصة بالمؤسسات خلال الأزمة، وشدد فيها على ضرورة بناء رسالة اتصالية وتشكيل خلية أزمة خاصة بالاتصال الرقمي، تحرص على إيصال المعلومة في وقت قياسي لغلق كل أبواب التكهنات وعدم ترك مجال لإثارة البلبلة وفقدان الجمهور الثقة في الوسيلة، وذلك بعد ضبط  مخطط زمني لسيرورة المعلومة، حيث يتم في 15 دقيقة الأولى التصريح بالأزمة، ليتم في 15 دقيقة التي تليها إعداد تقرير مفصل نوعا ما، كما حث على وضع استراتيجيات محددة واختيار أكثرها فعالية خاصة عند حدوث أزمات محلية، مع التعامل بحذر شديد مع مواقع التواصل.
وتطرق أستاذ الإعلام بجامعة باتنة، مراد ميلود، إلى العلاقة بين العناصر الاتصالية و ركز على القائم بالاتصال والصحفي، من خلال إبراز المعوقات التي تحول دون بلوغ الطرفين للأهداف المرجوة، بدءا بنقص انسيابية المعلومة داخل المديريات والمؤسسات، حيث يعاني المكلف بالإعلام من عدم توفر المعلومة، في المقابل يواجه الصحفي صعوبة في الحصول عليها من مصدرها، فيما تفرض التغيرات الحاصلة سرعة نشر المعلومة واختيار الوسيلة الأنجع لتمريرها.   
أما أستاذ الإعلام بقسنطينة، حسان حجاج،  فتطرق ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة، إلى المقاربة العملياتية لتصميم مخطط تواصل لمعالجة إشكالية في الفضاء العمومي على مستوى المحلي، ويقوم أساسا على إثارة المشكلة وتحديد السياق الزمني والهدف وكذا الجمهور المستهدف والوسيلة، وذلك لضمان اتصال ناجع في إدارة الأزمة لتشكيل رأي عام وترقيته و تأطيره، مشددا على مراعاة الخصوصية المجتمعية وكذا خصوصية المكان في ضبط المخطط، بما يضمن إدارة ناجعة للأزمة.
و قدّم الصحفيون المشاركون في الدورة خلال الورشات التكوينية، مقاربة عملياتية لانجاز مخطط اتصالي لإشكالية ما، حيث وضع صحفيو ولاية قسنطينة مقاربة لتنظيم كأس أمم أفريقيا للمحليين «الشان»، وأعطوا اقتراحات لضمان تأطير ناجع للحدث يرتكز على مخطط اتصالي بين المؤسسات الإعلامية والمكلفين بالإعلام على مستوى مختلف القطاعات التي لها علاقة بالحدث، كما قدم صحفيو ميلة وأم البواقي وخنشلة وسطيف، مقترحات تتعلق بإدارة أزمات الكوارث الطبيعية ومشاكل محلية.                       أسماء بوقرن 

الرجوع إلى الأعلى