قامت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بإيفاد بياطرة مفتشين إلى الولايات التي سجلت بؤرا لأنفلونزا الطيور، وذلك بغرض معاينة الوضع وأخذ الترتيبات اللازمة لمحاصرة الوباء حفاظا على الثروة الحيوانية وضمانا للأمن الغذائي، بالموازاة مع الشروع في حملة التلقيح بداية بالولايات الشرقية.
أفاد الناطق باسم النقابة الوطنية لبياطرة الوظيف العمومي مبروك دحمان في تصريح «للنصر» بأنه مباشرة عقب تسجيل بؤر لأنفلونزا الطيور على مستوى بعض الولايات، تم إيفاد البياطرة التابعين لوزارة الفلاحة المكلفين أساسا بمهمة التفتيش، إلى المناطق المتضررة لمعاينة الوضعية الوبائية لا سيما وأن الفيروس الذي يصيب الطيور معروف بخاصية الانتشار السريع.
وأكد المصدر بأن النزول الميداني للبياطرة سيخص كافة المناطق المتضررة، بداية بالولايات التي سجلت أولى حالات أنفلونزا الطيور، قصد الاطلاع على الوضع عن قرب، وتحسيس المربين بالتدابير الوقائية الواجب اتباعها، لا سيما وأن الكثير منهم يمارسون نشاط التربية الحيوانية كمصدر رزق إضافي، ولا يتحكمون في الإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى.
وشدد المتدخل على ضرورة التزام المربين بالتدابير الاحترازية التي تعد الطريقة الأساسية للتحكم في الوباء، إلى جانب التلقيح الذي يتم تحت إشراف النقابة باعتبارها الجهة الوصية التي تمثل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في الميدان، وتسهر على تطبيق القرارات والإجراءات الصادرة عنها عبر التنسيق مع المربين والبياطرة الخواص.
وتتم حملة التلقيح مجانا لفائدة مربي الدواجن، وتسهر الوزارة الوصية على توفير اللقاحات وتسديد حقوق البياطرة الخواص المكلفين بالعملية، في حين يشرف البياطرة التابعين للوزارة على توزيع الكميات المناسبة من اللقاحات، ومحاسبة البياطرة الخواص عن الجرعات المستعملة، بهدف تحقيق الأهداف المسطرة، من خلال محاصرة الفيروس حفاظا على الثروة الحيوانية.
ونبه الناطق باسم النقابة الوطنية لبياطرة الوظيف العمومي إلى أن المغزى الرئيسي من حملة التفتيش يتمثل في وضع مخططات لمحاصرة فيروس أنفلونزا الطيور ومنع وصوله إلى مناطق أخرى، قائلا إن الوباء منتشر حاليا في بعض المناطق الشرقية والوسطى، في حين أن كثيرا من المربين لا يتحكمون بعد في الإجراءات الاحترازية.
وأفاد المصدر بأن الإنسان يعد ناقلا أساسيا لفيروس أنفلونزا الطيور، وهو ما يفسر تسارع انتشار العدوى وانتقالها في ظرف قياسي من منطقة إلى أخرى، إلى جانب وسائل نقل الدواجن في حال عدم تعقيمها، لذلك يوصي المختصون بضرورة التقيد بمعايير النظافة من أجل كسر سلسلة العدوى والقضاء التدريجي على الفيروس.
وتفرض هذه الوضعية على المربين رفع مستوى الحيطة والحذر، من أجل الحفاظ على النشاط وضمان التموين المستمر للسوق باللحوم البيضاء بنوعية جيدة وأسعار معقولة، تطبيقا للبرنامج المعد من طرف وزارة الفلاحة التي تعهدت باتخاذ تدابير استعجالية لفائدة المستهلكين، بعد أن بلغت أسعار هذه المواد مستويات خيالية مؤخرا.
وأوضح المتدخل بأن الأخطار الناجمة عن انتشار فيروس انفلونزا الطيور لا تمس صحة المستهلكين لأن طهي اللحوم على درجة حرارة مرتفعة يقضي على الفيروس، وإنما تخص مصير الثروة الحيوانية التي قد تتأثر بالوباء إذا لم يتقيد المربون بالإجراءات الوقائية بصرامة.
وأعلنت وزارة الفلاحة مؤخرا عن تخصيص 20 مليون جرعة من اللقاح للتصدي للوباء، ويتم تنفيذ حملة التلقيح بالتنسيق مع البياطرة الخواص المعتمدين من قبل الوصاية، وبحسب مصادر من المربين فإن عدم التحكم في الوباء من شأنه أن يؤثر على تموين السوق باللحوم البيضاء وعلى أسعارها في السوق لتتجاوز سقف 450 دج للكيلوغرام الواحد، وهي وضعية تسعى الوزارة لعدم الوصول إليها حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين.                     لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى