على الجزائر تفادي أخطاء سياسات السياحة في المغرب و تونس
دعا أمس، خبراء و مسؤولون من المغرب و تونس، السلطات الجزائرية إلى تجنّب الأخطاء التي وقع فيها البلدان، بإنجاز فنادق كثيرة و استقطاب أكبر عدد من السياح الأجانب، دون مراعاة الثقافات المحلية و تأثير ذلك على الجانبين البيئي و الفلاحي.
و ذكر البروفيسور مصطفى الشويقي أستاذ و باحث من جامعة الحسن بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، أن على الجزائر تجنّب الأخطاء التي وقعت فيها بلاده في قطاع السياحة، حيث أكد للنصر، على هامش ملتقى دولي حول السياحة و التعمير نظم بجامعة قسنطينة 1، بأن السياحة نشاط مربح لكن له مخاطر اقتصادية و اجتماعية و ثقافية، يجب العمل على التحكم فيها، بمراقبة عمل الخواص و عدم الاكتفاء بالتخطيط و التوجيه.
و حذّر البروفيسور من الأخطار الناجمة عن التوسعات السياحية، و من بينها الأضرار البيئية، باستنزاف الثروات و المياه و القضاء على الغطاء النباتي و التسبب في التلوث، زيادة على المخاطر الاجتماعية، التي قال بخصوصها أن السائح الأجنبي يأتي بها، بسبب عاداته و ممارساته التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع، مضيفا بأن السياحة لا يمكن أن تكون اقتصادا بديلا، بل مكملا لأنه معرض، برأيه، للتقلبات الظرفية الدولية، و لا يجب الاعتماد عليه بشكل كبير، مقدما مثالا عن تجربة تونس التي تأثر اقتصادها بتراجع عدد السياح، ليضيف بأن مدنا مغربية نجحت بالمقابل في تنويع مداخليها و تطوير القطاع الصناعي و الخدمات، على غرار أغادير، مراكش و طنجة.
من جهته، ذكر المدير العام للجماعات العمومية المحلية بوزارة الداخلية التونسية الهمامي مختار، أن الجزائر بلد له طاقات كبيرة يمكن استغلالها في قطاع السياحة، لكن مع استخلاص الدروس من التجربتين التونسية و المغربية، اللتين عرفتا عدة مشاكل، من بينها التوسع على حساب الأراضي الفلاحية، و عدم احترام الشروط البيئية، زيادة عل خلق ما أسماه بالتناقضات داخل المجتمع، بغرس ثقافة لا تستند لثوابت و ليس لها حواجز تحول دون الاصطدام بالثقافة المحلية، مضيفا في حديثه للنصر، بأن العبرة ليست في كثرة الفنادق أو في عدد السياح، لكن في إرساء ثقافة تربط بين السياح و السكان المحليين.
من جانبه، ذكر الأستاذ رهوي المختص في سوسيولوجيا التعمير من جامعة تلمسان، بأن الجزائر و رغم الإمكانيات السياحية الضخمة التي تزخر بها، مصنفة في المرتبة الـ 147 من حيث استقطاب السياح، و ذلك لعدة عوامل من بينها ضعف الخدمات و نقص اليد العاملة المؤهلة و أماكن الايواء، في وقت انتقدت فيه البروفيسور سامية بن عباس مديرة مخبر «لوتس»، عدم استعانة الجهات المسؤولة عن قطاعي التعمير و السياحة بالجزائر، بالمختصين من أجل الدفع بالقطاع و إنجاز مرافق سياحية تستجيب للمعايير.
 ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى