تكــــويــن نـــوعـــي لإطـــارات المسـتـقـبــل


توفر مدرسة أشبال الأمة الشهيد زميط حمود بالناحية العسكرية الأولى بالبليدة، تكوينا بيداغوجيا نوعيا لتحضير إطارات المستقبل لحمل مشعل خدمة الوطن، وتعد هذه المدرسة التي تقدم تكوينها في الطور الثانوي صرحا تعليميا هاما ونموذجيا تعززت به منظومة التكوين بالجيش الوطني الشعبي، كما وفرت إدارة المدرسة جميع الإمكانيات والوسائل من أجل تحقيق هذا التكوين النوعي، وتوفير كل سبل النجاح للأشبال والحصول على شهادة البكالوريا بمعدلات عالية تؤهلهم لاختيار التخصصات العلمية الجامعية التي تمكنهم من تحقيق الريادة، ويساهموا في تطوير وتقدم مؤسسة الجيش بالاعتماد على التكوين النوعي الذي وفرته لهم هذه المؤسسة.

روبورتاج: نور الدين عراب

نظمت مدرسة أشبال الأمة بالناحية العسكرية الأولى بالبليدة، أمس، زيارة موجهة لممثلي وسائل الإعلام سمحت لهم بالإطلاع عن قرب على مختلف مراحل التكوين في هذه المدرسة والامكانيات والوسائل التي وفرتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي من أجل تكوين نوعي لإطارات المستقبل، الذين يكون لهم شرف حمل مشعل هذه المؤسسة والدفاع عن الوطن، وأوضح في هذا الإطار قائد المدرسة العقيد ليتيم الطاهر بأن هذه الزيارة الموجهة لممثلي وسائل الإعلام الوطنية تندرج في إطار مخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي لسنة 2023/ 2024 والتي من شأنها أن تعطي لمحة عن سياسة التكوين المنتهجة في المدرسة في إعداد إطارات الغد، كما ستسمح لهم حسبه بالوقوف عن مدى توفر الوسائل البيداغوجية اللازمة، والظروف الملائمة المسخرة لأبناء وبنات الوطن المفدى.
وأكد العقيد ليتيم بأن مدرسة أشبال الأمة بالبليدة تعد سرحا تعليميا هاما وهي إحدى المدارس التكوينية التي تعززت بها منظومة التكوين بالجيش الوطني الشعبي في سنة 2012، وهي مؤسسة للتعليم الثانوي وضعت تحت الوصاية المزدوجة لوزارة الدفاع الوطني ووزارة التربية الوطنية، وتطبق كباقي مدارس أشبال الأمة المنتشرة عبر ربوع الوطن برنامج التعليم المعتمد من طرف وزارة التربية الوطنية، ويتم الالتحاق بالمدرسة في بداية الموسم الدراسي للحاصلين على معدلات عالية في شهادة التعليم المتوسط، كما يخضع المترشح قبل التحاقه بالمدرسة لعملية فحص طبي، ويتم التركيز في عملية الفحص حسب قائد المدرسة على درجة البصر والخلو من الأمراض.

مرافق بيداغوجية حديثة من أجل تلقين فعال

تتوفر مدرسة أشبال الأمة بالناحية العسكرية الأولى بالبليدة على مرافق بيداغوجية حديثة تسمح بتلقين فعال للأشبال الذين يقدر عددهم حسب قائد المدرسة بـ 558 طالبا منهم 72 طالبة، وسمحت هذه الزيارة لممثلي وسائل الإعلام بالإطلاع عن قرب على هذه المرافق، التي تتنوع بين قاعات التدريس العصرية والمخابر المجهزة بالعتاد المتطور، إلى جانب مكتبة غنية بالكتب المدرسية وشبه المدرسية والثقافية المتنوعة، بالإضافة إلى مرافق رياضية متنوعة تسهم في تطوير القدرات البدنية لشبل الأمة، وكل هذه المرافق ساهمت في خلق الظروف المواتية من أجل تحقيق تكوين نوعي للأشبال والشبلات، مما أدى إلى تحقيق نتائج ممتازة في شهادة البكالوريا تتراوح حسب قائد المدرسة ما بين 97 و 100 بالمائة منذ إنشائها في سنة 2012 .

تحضير الشبل للالتزام بالانضباط والقيم الأخلاقية

تركز مدرسة أشبال الأمة في المرحلة الأولى على تحضير الشبل أثناء دخوله للمدرسة في الأشهر الأولى لالتزام الانضباط، وأكد إطارات بالمدرسة بأن تحضير الشبل يرتكز على القيم الأخلاقية، وأشار قائد المدرسة في هذا الإطار العقيد ليتيم الطاهر بأن إطارات المدرسة يعيشون مع الشبل خلال مرحلة التكوين خصوصا وأن هذا الشبل هو في مرحلة المراهقة وبالتالي يحتاج إلى رعاية أكبر، واعتمدوا بذلك على المشاركة الجماعية في تأطير الشبل، كما أجمع عدد من الأشبال المتمدرسين على ظروف التكوين الجيدة والامكانيات المتوفرة والجو الجماعي الذي سمح لهم بتلقين فعال وتكوين نوعي وتحقيق نتائج دراسية عالية.
أما بخصوص الأساتذة المؤطرين، أوضح قائد المدرسة بأنه يتم انتدابهم من وزارة التربية الوطنية، مشيرا إلى أن البرنامج البيداغوجي المطبق في مدارس أشبال الأمة هو نفسه البرنامج المطبق في المدارس التابعة لوزارة التربية الوطنية، في حين تتوفر مدرسة أشبال الأمة بالناحية العسكرية الأولى على هياكل بيداغوجية عصرية ومرافق متنوعة جعلها تحقق التميز والتفوق، وأشار في هذا الإطار نفس المتحدث إلى أن القيادة العليا للجيش الوطني وفرت كافة العوامل ومسببات النجاح لهذه المشاتل العلمية باعتبارها رافدا من روافد العلم والمعرفة، وخزانا للكفاءات المستقبلية والتي سيكون لها شرف حمل مشعل خدمة الوطن الذي ضحت من أجله قوافل من الشهداء الأبرار.

المدرسة توفر تكوينا شبه عسكري للأشبال

إلى جانب برنامج التكوين البيداغوجي توفر مدرسة أشبال الأمة لمنتسبيها من الأشبال برنامجا تكوينيا شبه عسكري، الذي يلقن من خلاله الشبل القواعد الأساسية للانضباط في الجيش الوطني الشعبي، والقيم الأخلاقية العسكرية، وكذا ترسيخ القيم الوطنية والأخلاق الحميدة، وعلى هامش تواجد ممثلي وسائل الإعلام قدم الأشبال عروضا عسكرية متميزة لا تكاد تختلف عن العروض التي تقدم في الثكنات العسكرية، ولهذا تزاوج المدرسة بين التكوين البيداغوجي وشبه العسكري لما لهذا الأخير من أهمية لهذه الفئة التي اختارت حمل مشعل خدمة الوطن مستقبلا لها، وتتوفر المدرسة على قاعة متعدد الرياضات يتم فيها تدريب الأشبال في مختلف الرياضات القتالية، إلى جانب ممارسة مختلف الرياضات الأخرى، كما تتوفر في نفس الوقت على مسبح وضع تحت تصرف الأشبال والشبلات لتطوير مهاراتهم في هذه الرياضة.  
وفي نفس الوقت لم تغفل قيادة المدرسة العناية بمواهب الأشبال وقدراتهم الإبداعية في المجالات المختلفة خاصة الثقافية والفنية، وتتوفر المدرسة على نوادي مختلفة لتنمية قدرات الشبل واستغلال قدراته، منها نادي المسرح، نادي الرسم، نادي الطيار، ونادي الفروسية، وكل هذه النوادي تساهم في صقل القدرات العلمية والفكرية والإبداعية لدى الأشبال، هذا بالإضافة إلى المكتبة الغنية بالكتب المتنوعة التي يقدر عددها بـ 28 ألف كتاب، وحسب أحد إطارات المدرسة فإن الشبل ملزم ببرنامج مطالعة يومي وأسبوعي، مشيرا إلى أن توفير العناوين في المكتبة كان بحسب احتياجات ورغبات الشبل وبالتنسيق مع الأساتذة، وتتوفر المكتبة على كتب شبه مدرسية يتم تدقيقها من طرف الأساتذة للتأكد من خلوها من أخطاء، هذا بالإضافة إلى كتب أخرى متنوعة في الثقافة العامة والتاريخ والأدب وغيرها، وأشار المتحدث الأخير إلى أن إطارات المدرسة يسعون لتشجيع الأشبال على المطالعة في هذا الزمن الذي طغت فيه التكنولوجيا مما أدى إلى تراجع المقروئية بشكل كبير، لافتا إلى تشجيع الأشبال على مطالعة الروايات وتلخيصها باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية وبمتابعة الأساتذة.
وعلى هامش الزيارة الموجهة لممثلي وسائل الإعلام قدم أشبال المدرسة نشاطا ثقافيا بمناسبة يوم العلم تم من خلاله تقديم عدة أنشطة باللغتين العربية والانجليزية عكست تحكم هؤلاء الأشبال في اللغتين المذكورتين، كما كانت فلسطين وغزة الجريحة حاضرة في هذا النشاط الثقافي بحضور الراية الفلسطينية، وقدم أحد الأشبال نشاطا متميزا حول العدوان على غزة باللغة الإنجليزية.
وفي السياق ذاته لم تغفل قيادة المدرسة الجانب النفسي للشبل، حيث استعانت بمستشارة تربوية نفسانية تقدم الدعم النفسي والبيداغوجي للأشبال، إلى جانب تشجيعهم على المطالعة، وتقديم الدعم والاستشارة لهم في كل المجالات كتنظيم الوقت، وجدول المراجعة وغيرها، وفي نفس الوقت يوفر تخصص الطب النفسي في عيادة المدرسة مخططا للتوعية والتحسيس من أجل تأقلم الأشبال مع المجال العسكري.
ن ع

الرجوع إلى الأعلى