الفرنسية في خطر و نسعى  لجعلها  لغة التدريس في الثانوي بالجزائر
اعترفت، أمس، السيدة كريستينا روبالو كوردييو مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكوفونية بالمغرب العربي، بـ "الخطر" الذي يتهدد اللغة الفرنسية في العالم أمام انتشار اللغة الانجليزية، كما كشفت في حديث للنصر، عن مساعٍ تقوم بها هيئتها لدى وزارة التربية الوطنية، من أجل اعتماد اللغة الفرنسية للتدريس في الطور الثانوي بالجزائر.
و أوضحت مديرة الوكالة التي تعمل تحت وصاية المنظمة الدولية للفرانكوفونية في تصريحها للنصر على هامش يوم دراسي نظمه «المكتب الرقمي الفرانكوفوني الشريك» بجامعة قسنطينة، ، أن هيئتها تقوم منذ مدة بتنظيم ورشات حول عصرنة الحكامة بالجامعات و تعليم اللغة الفرنسية و التكوين، كما تدعم المشاريع العلمية بـ 100 جامعة بالعالم بينها جامعة قسنطينة 1، مضيفة بأن حجم الدعم يصل مثلا ببعض الأبحاث إلى 20 ألف أورو.
و عن تقييمها لموقع اللغة الفرنسية في دول المغرب العربي و بالجزائر على وجه الخصوص، أمام انتشار اللغة الانجليزية، ذكرت السيدة روبالو بأن اللغة الفرنسية تستعمل بهذه الدول للتواصل، لكنها هيئتها واعية بـ “المشاكل و الصعوبات» المطروحة حاليا، و هو ما كان سببا في بدء تحقيقات على مستوى تونس و الجزائر و المغرب، و ذلك بالاستعانة بخبير سيقدم تقريرا للمكتب حول نتائج عمله نهاية شهر نوفمبر المقبل، ليتم على ضوء ذلك السعي لتخصيص أغلفة مالية «مهمة» لإطلاق مشاريع «كبرى»، الهدف منها دعم التعليم باللغة الفرنسية بجامعات دول المغرب العربي.
و لدى شرحها لطبيعة المشاكل التي تقول مديرة الوكالة أن الفرانكفونية تواجهها بالمغرب العربي، تطرقت المسؤولة إلى تعريب التعليم الثانوي بالجزائر، الذي نتج عنه «ضعف تحكم» في اللغة الفرنسية بالنسبة للتلاميذ الذين يمرون للجامعة، و هو ما خلق لهم صعوبات في فهم بعض المواد مثل الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات التي تدرس باللغة الفرنسية، مضيفة بأن الوكالة تسعى أمام هذا الوضع، إلى «التحسيس دون التدخل في قرارات السلطات الجزائرية و الوزارات».
و أكدت السيدة روبالو أنه تم في هذا الإطار، توجيه رسالتين لوزيرة التربية الوطنية و وزير التعليم العالي و البحث العلمي، لتبيين وجهة نظر هيئتها، كما أن وزير التربية الوطنية نورية بن غبريط، تضيف المتحدثة، استقبلتها شخصيا بالجزائر العاصمة منذ حوالي 3 أشهر، و قد لمست منها «فهما و وعيا كبيرا” بالأمر و كذلك دعما لهذه المبادرة، لكن هذا لا يعني، حسبها، “تغيير” سياسة الدولة و إنما «لعب دور» في التغيير الذي قد تقوم به السلطات.
و في تعليقها على غزو اللغة الانجليزية للغة الفرنسية في العديد من المصطلحات، اعترفت مديرة الوكالة بأن “اللغة الفرنسية في خطر”، و هو أمر قد لا يتفق معه الجميع، كما قالت، و يمكن أن ينفيه البعض بزعم أن اللغة لا تندثر، لكن اللغات تتطور، حسبها، و يجب الانفتاح على هذا التطور بسبب الاحتكاك مع الآخرين و التشابه بين اللغات، لكنها أكدت على وجوب الالتزام بـ «اليقظة» للحفاظ على اللغة الفرنسية، بما تحمله من خصوصيات و قواعد.
و أقرت السيدة روبالو بأنه لا يمكن الحديث عن لغة منافسة، لأن الفرنسية تتقبل اللغات الأخرى و تستوعبها بل و تتقاسم معها أمورا كثيرا، مضيفة بأنها ترفض مصطلح “هيمنة” لغة على أخرى، لكن بالمقابل يجب العمل على إتقان عدة لغات للانفتاح على باقي الثقافات، مشيدة في هذا الإطار بسكان دول المغرب العربي. من جهة أخرى، كشفت محدثتنا بأنه سيتم في 19 أكتوبر، تنظيم ملتقى يجمع 30 رئيس قسم للغة الفرنسية من جامعات دول المغرب الغربي و ذلك بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، إلى جانب الاستمرار في التعاون مع الأساتذة و الدكاترة بالجامعات، و العمل على تكوين أساتذة بدرجة بروفيسور باستعمال أساليب جديدة، بعد أن لاحظت هيئتها بأن هناك أساتذة و طلبة دكتوراه لا يتقنون اليوم اللغة الفرنسية بشكل تام.
ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى