شرع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أمس الأربعاء في زيارة دولة إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية،عبد العزيز بوتفليقة، و التي تعتبر الأولى من نوعها إلى الخارج منذ انتخابه في ديسمبر الماضي.
و ينتظر أن تعطي هذه الزيارة حركية جديدة للعلاقات الثنائية، لاسيما على المسارين الأمني و الاقتصادي، فالتحديات الأمنية التي يواجهها البلدان على حدودهما المشتركة بفعل التهديدات الإرهابية المتنامية في ظل التوترات القائمة بمنطقة الساحل، لاسيما في ليبيا و مالي، تقتضي تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين سواءعلى المسوى الاستخباراتي أو العملياتي.
كما يتطلع البلدان من خلال هذه الزيارة، إلى توسيع مجالات الاستثمار و الشراكة بين مؤسساتهما الاقتصادية، و إلى رفع حجم المبادلات بينهما لاسيما بعد دخول الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بينهما حيز التنفيذ، و هو ما يقتضي أيضا إجراءات إضافية لتسهيل حركة المتعاملين.
الرئيس الباجي قايد السبسي، الذي استقبل لدى وصوله إلى الجزائر، من طرف كل من رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، والوزير الأول، عبد المالك سلال، وأعضاء من الحكومة، قام في مستهل زيارته، بالترحم بمقام الشهيد بالعاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية.
كما قام السبسي بزيارة إلى المتحف الوطني للمجاهد حيث استمع إلى شروحات حول تاريخ الجزائر ليوقع بعدها على السجل الذهبي للمتحف. و  رافق ضيف الجزائر رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل.
تعرف العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وتونس تطورا متواصلا. وفي هذا الإطار صادقت الدورة الـ 19 للجنة المشتركة الكبرى التي انعقدت بتونس في شهر فيفري 2014 على سلسلة من القرارات تشكل لبنة جديدة في مسار التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي.
و حددت اللجنة أول مارس 2014 لدخول الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين البلدين حيز التنفيذ، وهو الاجراء الذي من شأنه إعطاء دفع للمبادلات التجارية ودعم الشراكة والتكامل الاقتصادي بين الجزائر وتونس إلى جانب الاتفاق على تعزيز التعاون بين المؤسسات المالية.
كما توصل الطرفان إلى الاتفاق حول تزويد الحدود بالغاز الطبيعي الجزائري لاسيما ساقية سيدي يوسف وطبرقة وعين دراهم كمرحلة أولى إلى جانب إمكانية الاستغلال المشترك لبعض الخطوط الجوية بين بعض المدن الشرقية للجزائر ومدن تونسية، وكذا إمكانية إعادة تشغيل خط السكة الحديدية بين عنابة وتونس.
كما توجت هذه الدورة اشغالها بالتوقيع على ستة برامج تنفيذية تتعلق بالصناعة التقليدية والعمل والتربية وكذا الشباب والرياضة.
ق و

الرجوع إلى الأعلى