لعمامرة : "الجزائر مستعدة لوضع تجربتها في مكافحة الإرهاب تحت تصرف الأشقاء التونسيين"
أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس الأربعاء،إستعداد الجزائر للتعاون في مجال مكافحة الارهاب ووضع تجربتها «تحت تصرف الأشقاء التونسيين»، خاصة بعد الاعتداء الارهابي الذي ضرب أول أمس، العاصمة تونس.
وبعد أن جدّد إدانة الجزائر للتفجير الارهابي الذي استهدف عناصر من الأمن الرئاسي التونسي، قال لعمامرة أن الجزائر «تجند طاقاتها وتضع تجربتها تحت تصرف الأشقاء للعمل سويا في مكافحة الإرهاب والوقاية منه».
وأضاف لعمامرة في ندوة صحفية نشطها رفقة نظيره الفلسطيني، رياض المالكي، أن الجزائر إستفادت كثيرا من دروس الماضي، مشيرا إلى أنه تم إتخاذ كل التدابير لحماية بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية في الخارج من تهديدات إرهابية محتملة.
وشدد لعمامرة من جهة أخرى، على أن العلاقة بين الجزائر وفلسطين تتجاوز كونها علاقة شراكة، حيث أنها تمتد لتشمل الجانب التضامني و نصرة الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه «غير القابلة للتصرف».
و أكد لعمامرة أن العلاقة التي تجمع بين الجزائر و فلسطين تعد متميزة، مشيرا إلى أنها «ليست علاقة شراكة ينحصر المجال فيها على الجانب الاقتصادي، بل هي تمتد لتشمل الشق التضامني و السياسي و مناقشة الأوضاع في فلسطين و كذا توجهاتنا المستقبلية من أجل تحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
و أضاف لعمامرة بأن وجود رئيس الدبلوماسية الفلسطينية بالجزائر يأتي في إطار تطبيق الإتفاق الذي كان قد أبرم خلال الزيارة التي قادت الرئيس محمود عباس إلى الجزائر السنة المنصرمة و المتعلق بإنشاء لجنة التشاور السياسي الجزائرية-الفلسطينية التي عقدت اليوم  ( أمس الأربعاء) دورتها الأولى.
كما وصف اللقاء الذي خص به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الوزير الفلسطيني أول أمس بالاستراتيجي، حيث تم خلاله «معالجة شتى الملفات المطروحة على الساحتين الفلسطينية و العربية و استعراض ما يجب القيام به، بالتنسيق مع فلسطين من جهة و البلدان الشقيقة و الصديقة من جهة أخرى لنصرة القضية الفلسطينية».
من جانبه، أكد السيد المالكي بأن العلاقة «الاستراتيجية و المتميزة» التي تجمع بين الجزائر و بلاده «تتطلب التنسيق الدائم لمواقفهما الثنائية و المناقشة المستمرة حول مختلف القضايا العربية و الدولية».
و أشاد وزير خارجية دولة فلسطين بما لمسه خلال لقائه بالرئيس بوتفليقة و السيد لعمامرة من»جاهزية و استعداد مطلق لتقديم كل المساعدة الممكنة للشعب الفلسطيني». و أفاد في هذا السياق، بأنه تم الاتفاق على «الآليات العملية التي من شأنها توفير مخرج للإنسداد السياسي الذي يطبع الأفق الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة و التي نتوجه فيها إلى الأصدقاء الحقيقيين للبحث عن الحلول»، يقول ذات المسؤول.
و حول سؤال عن طبيعة هذه الآليات، فضل المالكي التحفظ عن الكشف عن تفاصيلها، مكتفيا بالإشارة إلى أن «الكثير منها وصل إلى مرحلة النضج». كما أوضح أيضا بأن الفترة المقبلة ستعرف اجتماع خبراء البلدين لبحث سبل
تنفيذ هذه الآليات. و بالمناسبة، ذكّر المالكي بالوضع المتأزم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة «الهجمة العدوانية الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضده و التي تطال كافة تفاصيل حياته»، و هو ما يبرز - كما أكد - «الحاجة لتعزيز صموده و البحث عن فضاءات لتخفيف الضغط عنه». وأكد أنه ضمن هذا المسعى، يعمل البلدان عبر لقاءاتهما المختلفة على وضع أسس للعمل الثنائي تكون دعما
لفلسطين.                              ق و

الرجوع إلى الأعلى