"اقتراحــــات الأرسيدي أصبحـــت مقبولــــة حتى لـــدى الإسلاميــين"
 قال محسن بلعباس، رئيس الأرسيدي بأن الأفكار التي دافع عنها الحزب طيلة 27 سنة، وقوبلت لسنوات بالرفض، أصبحت مطلب الكثير من الأحزاب والشخصيات، بل  و أصبحت اليوم مقبولة، ولو شكليا، حتى من قبل الأطراف المعارضة المندّدة بها
في الماضي القريب، في إشارة إلى الإسلاميين، داعيا إلى فتح حوار سياسي لإخراج البلاد من أزمتها.
كان لافتا غياب السعيد سعدي، مؤسس و أول رئيس للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عن التجمع الشعبي الذي نظمه الحزب أمس، بقاعة الأطلس بالعاصمة، بمناسبة الذكرى 27 لتأسيسه، وحاول عضو في الأرسيدي، التقليل من رمزية تواجد سعيد سعدي في هذه المناسبة، التي كانت فرصة لإعادة طرح الأفكار التي دافع عنها الحزب منذ تأسيسه. 
وقد أبدى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، استعداد حزبه للحوار الهادئ والنقاش البناء مع الأحزاب ومختلف فعاليات المجتمع. لتجاوز المشاكل التي تعاني منها الجزائر، مؤكدا على أحقية الحزب في الدفاع عن مواقفه واقتراحاته، وقال محسن بلعباس في كلمته، بأن المقترحات التي دافع عنها الحزب طيلة سنوات، وكانت مرفوضة من قبل الكثيرين، أصبحت اليوم مطلب غالبية الأحزاب والشخصيات، على غرار ترقية حقوق المرأة، والمواطنة، والأمازيغية، والفصل بين الدين والسياسة، والاقتصاد المنتج، والحريات الفردية والجماعية، إعادة التأسيس الوطني، هيئة مستقلة لإدارة وتسيير الانتخابات و حل البوليس السياسي.
وتحدث عن التقارب الحاصل، مع بعض الأحزاب التي كانت تكن له العداء السياسي قبل سنوات، وأوضح بأن اقتراحات الأرسيدي أصبحت اليوم مقبولة، ولو شكليا، حتى من قبل الأطراف لتي كانت تندّد بها في الماضي القريب. وقال بأن خطورة الأزمة الحالية لا تتلاءم والمصالح الشخصية، وتسيير المسارات السياسية الشخصية. ولا يمكن لها أيضا أن تتماشى مع إنقاذ الامتيازات و إشباع المآرب الأنانية، موضحا بأن الأولوية تبقى لتحقيق المصلحة العامة والمستقبل المشترك.
واعتبر بلعباس، بأن الجزائر تمر بمرحلة حاسمة بالنظر للشكوك وحالة الغموض التي تحيط بالحياة السياسية والاجتماعية، وقال بأن هذه الأزمة يمكن أن تجر البلاد إلى الهاوية، وتستدعى التحرك لتصحيح الوضع القائم، موضحا بأن الأزمة رغم خطورتها يمكن أن تكون فرصة لتدارك الوضع، والعمل قصد إرساء عهد جديد. مشيرا بأن المشاكل التي تثير مخاوف الجزائريين يتعين على الفاعلين السياسيين الإجابة عليها.
و أوضح في السياق ذاته، بأن حزبه يشعر بثقل المسؤولية وهو ما يدفعه إلى اليقظة واقتراح انتقادات بناءة وموضوعية. مؤكدا بأن حزبه يرفض استخدام السب والشتم والإهانة. كما يرفض أيضا اللجوء إلى الشعبوية، مؤكدا بأن الوضع الحالي، لا يدفع الحزب لتصفية حسابات شخصية. وقال بأن الخط السياسي للأرسيدي يمليه تحقيق مصلحة البلد، والبحث عن الحلول للمشاكل السياسية التي تعرقل التنمية.
و دعا الأرسيدي لإبراز ما أسماها "الورشات الكبرى لإعادة التأسيس الوطني"، وقال بأن الحل يكون حتما خارج النظام القائم، وهو ما دفع الحزب إلى اتخاذ مبادرة  بمعية أحزاب أخرى وشخصيات من المعارضة لاقتراح البديل الذي يسمح للشعب الجزائري بناء مؤسساته، وصياغة دستوره، وانتخاب ممثليه بكل حرية. مؤكدا بأن البديل الذي تقترحه المعارضة يتمثل في انتقال ديمقراطي سلمي، منظم وقابل للتفاوض.
وعرض رئيس الأرسيدي، بعض الخطوات العملية المرجوة من المرحلة الانتقالية، والتي تتمثل أساسا في إعادة التنظيم الإداري الذي يجب أن يعطي كل معناه للأقاليم عن طريق تكريس مناطق ذات سلطات واسعة لإشراك المواطنين وتحرير المبادرة والابتكار. من خلال إعادة التأسيس الجمهوري للمؤسسات وللمجتمع الجزائري. وتعزيز الأقاليم الجهوية الطبيعية. وتكريس مفهوم الدولة الموحدة الإقليمية الذي يسعى إلى تقريب المواطنين من مراكز صنع القرار، ومشاركة أحسن في إدارة الشؤون العامة والإحساس بالواجب والانتماء إلى المجتمع.
كما دافع من جانب أخر، عن دور الجالية الجزائرية بالخارج، وقال بأن الجزائر "ملك للجزائريين الذين يعيشون فيها كما هي ملك للجزائريين المقيمين في الخارج". مضيفا بأن البلاد لا يمكنها الاستغناء عن الرعايا المقيمين بالخارج، داعيا إلى إشراكها في الجهد لإعادة التأسيس الوطني. وقال بأن الجالية يمكن أن تشكل حلا في هذه الظروف المتميزة بتراجع وتدهور قطاع التكوين والثورة الرقمية.
  أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى