إجتماع تنسيقي لولاة المناطق الحدودية الشرقية   مع نظرائهم التونسيين بتبسة
من المرتقب أن يحل وفد تونسي هام منتصف الأسبوع الداخل، من أجل عقد إجتماع تنسيقي مع عدد من ولاة المناطق الحدودية والتباحث في سبل تنمية المناطق المجاورة للبلدين و تعزيز الأمن على الحدود، و التي ظلت تعاني من ضعف في التنمية مقارنة بالولايات الأخرى.
 ويأتي الإجتماع التنسيقي لولاة المناطق الحدودية بنظرائهم التونسيين تنفيذا لتعليمات قيادتي البلدين في هذا المجال، و إستكمالا لسلسلة الإجتماعات التي سبق وأن عقدت في أكثر من مناسبة، بين المسؤولين التونسيين والجزائريين.و استنادا إلى مصادر قريبة من الملف، فانه من المقرر أن يستعرض المشاركون من ولاة البلدين، واقع التنمية بالشريط الحدودي وكذا الاستراتيجية المقترحة من الجانبين لتحقيق الإقلاع التنموي المنشود.
 كما يتوقع أن يعلن الجانبان عن مشاريع مشتركة موجهة لسكان هذه المناطق التي تعد تنميتها هاجسا وتحديا للمسؤولين الجزائريين والتونسيين، وتتطلب تعاونا وثيقا بينهما. وسيكون اللقاء الذي أحيط بسرية تامة، فرصة للولاة المعنيين بالبلدين للإحتكاك ووضع التصورات الكفيلة بميلاد مشاريع حقيقية تعمق العلاقات الثنائية وتحسن الإطار المعيشي لسكان هذه الجهات التي تتقاسم الجوار والتاريخ واللغة، وكذا روابط المصاهرة والقرابة، مثلما تتقاسم كذلك هشاشة التنمية وصعوبة العيش والحاجة لإستثمارات في هذا المجال.
 ولإنجاح هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الجزائرية التونسية دخل مسؤولو البلدين في سباق مع الزمن للتحضير الجيد لهذا الحدث. وحسب ما أستفيد من مصادرنا فإنه يتوقع أن يجري الإجتماع بمدينة تبسة وبمشاركة ولاة توزر، قفصة القصرين والكاف أين سيتم تبادل الآراء والمقترحات الممكن رفعها كأرضية مشاريع لقيادة البلدين لتبنيها في إطار المشاريع المشتركة ذات الصلة بتنمية المناطق الحدودية، مع العلم أن ولاية تبسة، سبق لها أن احتضنت في 22 جويلية 2014، قمة جزائرية ـ تونسية برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال وضيفه رئيس الحكومة التونسي السابق مهدي جمعة، وشكل آنذاك التعاون الأمني صلب المباحثات بين المسؤولين وبحث الطرفان قضايا أخرى تهم البلدين، و تم الاتفاق على عقد المزيد من اللقاءات والتنسيق لخلق تنمية حقيقية تكون قادرة على امتصاص التهميش والحرمان ومن ثم تقليص العوامل المشجعة على التطرف والإرهاب. ويراهن سكان المناطق الحدودية بالبلدين على مثل هذه الإجتماعات التي ستسمح ببعث مقاربات تنموية حقيقية في عدة مجالات كتفعيل مشاريع بعض خطوط السكة الحديدية وتزويد بعض المدن بالغاز ودعم المعلوماتية الرقمية والتجوال الهاتفي الدولي ومكافحة التهريب وغيرها.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى