التهبت أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء عشية حلول شهر رمضان و وصلت إلى مستويات قياسية بعد أشهر من الإستقرار،  وسط  إقبال وتذمر من طرف المواطنين ، فيما وصف الإتحاد الوطني للتجار والحرفيين ارتفاع الأسعار بالمحسوس وأرجع الأسباب إلى تهافت المواطنين وشجع بعض التجار.
فككل عام وجد المواطنون أنفسهم أمام وضع صعب، نتيجة الإرتفاع الكبير في بورصة أسعار الخضر واللحوم عشية شهر رمضان، أين استغل تجار التجزئة والوسطاء حاجة المواطنين وإقبالهم على اقتناء المواد الإستهلاكية في المواسم، من أجل تحصيل أرباح وعائدات مالية إضافية، في شهر يفترض فيه أن تكون أكثر انخفاضا.
وبحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض أسواق قسنطينة والمدينة الجديدة علي منجلي، لاحظنا أن سعر البطاطا من النوعية المتوسطة تراوح في مختلف الأسواق ما بين 45 و50 دينارا ، كما تأرجحت أسعار الطماطم فيما بين 110 و120 دينارا،  فيما  بلغ ثمن الفلفل عتبة 100 دينار  بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز 70 دينارا، لتصل أسعار الفاصولياء الخضراء «الزليقو» والبصل إلى 150  و 70 دينارا على التوالي، فيما لامس سعر الجزر سقف المائة دينار.
ووصلت أسعار الخس والقرعة «الجريوات» مستويات قياسية،  حيث وصل سعر الأولى إلى 120 دينارا في سوق فيرندو، بينما تراوح سعر الثانية بين 120 و 140 دينارا للكلغ، ما أثار استياء المواطنين الذين استهجنوا تكرار هذه الممارسات في كل موسم دون أي حسيب أو رقيب، في الوقت الذي برّر فيه التجار الإرتفاع الحاصل إلى ارتفاعها في أسواق الجملة،  فيما، سجلت أسعار الفواكه أيضا ارتفعا محسوسا حيث بلغ سعر التفاح 450 دينارا والموز 200 دينار بعد أن كان لا يتجاوزا 300 و 150 دينارا على التوالي.
وخلافا لما يحدث بأكبر سوقين بوسط المدينة، سجلت أسعار الخضر والفواكه بسوق العصر الشعبي وببعض طاولات وشاحنات البيع الفوضوية، انخفاضا نسبيا مقارنة بباقي الأسواق، حيث لمسنا فارقا في الأسعار، ما يوحي باستغلال بعض التجار لهذه الفترة، كما وقفنا على توافد عدد كبير من المواطنين على اقتناء مختلف السلع.وسجلت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا قياسيا بعد أشهر من الإستقرار، حيث تراوح سعر الكيلوغرام من الدجاج ما بين 305 و 320 دينار، ارتفاع برره تجار التجزئة باستغلال المربين لهذه الفترة، لتعويض خسائرهم التي تكبدوها في الأشهر الماضية، مشيرين إلى أن أسعارها في سوق الجملة قد وصلت 290 دينار كما أنهم لم يتجاوزوا هامش الربح المعتاد، فيما عرفت أسعار اللحوم الحمراء استقرارا.
ويتوقع رئيس الإتحاد الوطني للتجار والحرفيين صالح صويلح ، بأن الأسعار ستنخفض بشكل ملحوظ بعد مرور ثلاثة أيام من الشهر الفضيل، بعد أن سجلت ارتفاعا محسوسا خلال هذه الأيام، كما أوضح بأن تهافت المواطنين على اقتناء السلع من أجل تخزنها وجشع بعض التجار، يعدان حسبه السببين الرئيسين في ارتفاعها، مشيرا إلى أن مختلف السلع والمنتوجات متوفرة في أسواق الجملة، مفسرا قفزة  أسعار اللحوم البيضاء بأنها جاءت  كنتيجة لارتفاع حجم الطلب مقابل العرض الذي يوفره المربون، بحسب قوله.
 كما ذكر رئيس فيدرالية تجار الجملة الخضر  و الفواكه في تصريح سابق للنصر، بأنه قد تم تسجيل وفرة غير مسبوقة و بأسعار منخفضة عكس الأعوام السابقة، حيث أكد أن سعر البطاطا و الخس مثلا، لا يتجاوز 25 دينارا و الفلفل في حدود 50 دينارا، و البطيخ الأحمر لا يتجاوز سعره 35 دينارا، و هي أسعار قال بأنها أحسن بكثير من العام الماضي، إلا أنه أكد بأن سعر بعض المواد قد يتحكم فيه قانون العرض و الطلب، مثل الطماطم التي قال بأنها تشهد بعض الندرة و ثمنها مرشح للارتفاع حيث وصل سعرها في التجزئة إلى 120 دينارا و البصل كذلك، و في هذا الشأن حذر المستهلكين من اللجوء إلى اقتناء كميات أكبر من حاجتهم، مؤكدا بأن هذه التصرفات تؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار.
لقمان/ق

من المواد الغذائية و الأواني إلى شراء كسوة العيد
إنزال بشري بالأسواق و المراكز التجارية عشية رمضان
تشهد  الكثير من المراكز التجارية و محلات بيع الأواني و الأجهزة الكهرومنزلية و حتى الملابس، إنزالا بشريا عشية رمضان، حيث سجلت الكثير من المراكز و بشكل خاص الجديدة تهافتا قياسيا على كل أنواع السلع رغم الارتفاع المحسوس للكثير من المواد و بشكل خاص الخضر و الفواكه و حتى ملابس الأطفال التي أوحى الإقبال شرائها بأن موعد عيد الفطر غدا.
المراكز التجارية و إن كانت تعرف حركة مكثفة يومية من قبل الزبائن بعد أن جعلها  الكثيرون مكانا للتجوّل و الترويح عن النفس، تحوّلت في الأيام القليلة التي تفصلنا عن شهر الصيام، إلى أماكن يطبعها الاكتظاظ و التدافع و بشكل خاص على محلات و أجنحة بيع الخضر و الفواكه و المواد الغذائية العامة، التي اكتسحها المواطنون رغم ارتفاع الأسعار الذي وقفت عليه النصر خلال جولتها الاستطلاعية ببعض المراكز التجارية بكل من بلديتي قسنطينة و الخروب، أين سجلت تهافت الزبائن على كل ما تطاله أيديهم و هو ما عكس انتشار ثقافة الاستهلاك السلبي و غياب ثقافة الادخار المالي و التحكم العقلاني في الميزانية الأسرية، الأمر الذي  أكده أيضا الإقبال الكبير للزبائن على ما يصنف عادة ضمن متطلبات الحياة الثانوية و التي يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها إلى ما بعد هذه المناسبة التي بات يميّزها الارتفاع الفلكي في أسعار كل السلع.
ذكر عدد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم ببعض أسواق الخضر و الفواكه بأن سعر بعض الخضر تضاعف بمعدل مرتين عما كان عليه منذ أسبوع و بثلاث مرات مما كان عليه منذ شهر ، و علّق أحد الزبائن قائلا بأن الباعة المتنقلين الذين كانوا ملاذ أغلب المواطنين من ذوي الدخل البسيط و حتى الميسورين، طالتهم هم أيضا حمى رفع الأسعار و لم يعد ثمة فرق كبير بينهم و بين الباعة داخل الأسواق النظامية و كذا المراكز التجارية.
سعر الفواكه هو الآخر لا زال في ارتفاع مستمر و ذلك منذ انطلاق موسم الأفراح حسب عدد من الباعة مما جعل الكثيرون يلجأون للفواكه الموسمية التي لم تستثنها هي الأخرى حمى رفع الأسعار.
تدافع و طوابير بالمساحات الكبرى
مشهد الاكتظاظ و الطوابير الطويلة أمام صناديق المحاسبة تكرّر تقريبا بكل المراكز التجارية التي زرناها خلال هذا الاستطلاع، الذي حملنا إلى أربعة مراكز اثنين ببلدية قسنطينة و آخر بمدينة علي منجلي و كذا بمدينة الخروب، أين وقف العشرات بعربات تبضع ممتلئة عن آخرها، فيما كان زبائن آخرون يجمعون كل ما يقع تحت أيديهم بين رفوف المواد الغذائية المتنوعة و كذا مواد و مستحضرات التنظيف التي استقطبت الكثير من ربات البيوت و كأنهن على موعد  مع ندرة خانقة في هذه المواد مستقبلا، حيث ذكرت إحدى الزبونات بمركز بمدخل مدينة الخروب، بأنها تعوّدت على شراء المؤونة قبل كل شهر رمضان تحسبا لارتفاع الأسعار من جهة و لتجنب الخروج يوميا إلى السوق، لكنها اعترفت بعدم تحكمها في عملية التموين وغالبا ما تقع في دوامة التبذير مثلما قالت، لأنها تضطر لرمي الكثير من المواد الغذائية السريعة التلف لأنها لا تستعملها بسبب كثرة مقتنيات أبنائها للأطباق التي يشتهون أكلها تحت وطأة "وحم رمضان" على حد تعبيرها، مضيفة بأنها حاولت هذه السنة شراء المواد الأساسية التي تحتاجها يوميا في إعداد الطعام فقط،  كالطماطم المعلبة و الزيت و البهارات و السمن و قهوة و الذرة و بعض العجائن.
و أكد أحد الباعة بمركز بعلي منجلي بأن مركزهم يعرف يوميا إقبالا كبيرا لكنه في الأيام الأخيرة، شهد إنزالا بشريا منقطع النظير مثلما قال، مما اضطرهم إلى تمديد ساعات العمل، مشيرا إلى المحلات و الأجنحة التي تسجل إقبالا أكثر من غيرها كمحل بيع الأواني و محل الأجهزة الالكترومنزلية الذي قال أنه ضاعف نسبة طلبيته على العجانة الكهربائية لكثرة طلب الزبائن عليها، فضلا عن العصارات الكهربائية.
مراطون بين محلات بيع الأواني و ملابس الأطفال
و أكثر ما جذب انتباهنا هو الاكتظاظ الذي عرفته محلات بيع الأواني بكل أنواعها، حيث كانت النساء من مختلف الأعمار منكبات و منهمكات في انتقاء الأواني الفخارية و الزجاجية، و غيرها من الأغراض سيّما ذات الأسعار المغرية التي لا تتجاوز 50 دج من ملاعق و آلة بشر الخضر، و صحون السلطة و السكاكين وغيرها من السلع التي غالبا ما ترمى لعدم نجاعتها.
محلات بيع ملابس الأطفال سجلت هي الأخرى تهافتا ملفتا للزبائن الذين اختاروا اقتناء كسوة العيد شهرا قبل موعد عيد الفطر لأسباب قالت بعض الزبونات التي التقيناهن بمحل في حي ديدوش مراد المعرف باسم  شارع فرنسا بأنهن مجبرات لتسبيق العملية أملا في حظ و اختيار أكبر و ليس كما في الأيام الأخيرة لرمضان، حيث يتم استخراج السلع القديمة بعد تسويق السلع الجديدة من جهة و الخوف من سوء الانتقاء تحت وقع التعب و الإرهاق الذي يعانونه عموما في نهاية شهر الصيام، و تجنب التسوّق ليلا لتفادي شراء أشياء غالبا ما تلعب إنارة المحل في استقطاب و إثارة إعجاب الزبون الذي يدرك في الصباح أو عند وصوله إلى البيت بأن اللون ليس هو الذي جذبه مثلما ذكرت إحدى الزبونات.  و اعتبرت الأخصائية النفسانية خديجة مومن بأن تزايد هوس الشراء عشية المناسبات، خاصة عند النساء، ناجم  ربما عن حالة نفسية كئيبة يريد صاحبها التخلص  منها  باصطناع حالة سارة و سعادة مؤقتة، من خلال اقتناء كل ما يقع تحت اليد حتى لو لم يكن ذي أهمية و يتجاوز قدراته المادية، و اعتبرته اضطرابا نفسيا خاصة إذا قام الفرد بشراء أشياء يندم عليها فيما بعد. و أضافت بأن الوسطية في الشراء هي الفعل السوي لأنها تقوم على مبدأ الحاجة الفعلية لأي شيء يراد اقتناؤه و ذلك من خلال تصنيف الحاجيات حسب ضرورتها بدء من المواد الأساسية إلى الثانوية و هو ما يجنب الإنسان لوم نفسه فيما بعد على التبذير و الإسراف و عدم المحافظة على ميزانية الأسرة.                                         

مريم.ب

 

الرجوع إلى الأعلى