قضية استرجاع جماجم المقاومين من متحف باريس متكفل بها من طرف الدولة
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، على الأهمية البالغة التي يوليها قطاع المجاهدين لكتابة التاريخ وتبليغه بمختلف الطرق والوسائط  داعيا الباحثين إلى المثابرة ومواصلة الجهد من أجل حماية ذاكرة الأمة، كما دعا الأجيال الصاعدة إلى الاقتداء بتضحيات الشهداء والمجاهدين ، مؤكدا من جهة أخرى أن قضية استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين بمتحف باريس متكفل بها من طرف الدولة.
وأبرز وزير المجاهدين في كلمة له خلال ندوة حول الذكرى ال171 لمحرقة  أولاد رياح في جبال الظهرة بولاية مستغانم أول أمس بالعاصمة  الدور الذي يقوم به قطاع المجاهدين، من أجل صيانة الذاكرة الوطنية من خلال إيلاء أهمية بالغة لكتابة التاريخ وتبليغه بمختلف الطرق والوسائط تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية مشيرا في هذا الصدد إلى ما تم إنجازه من الأشرطة الوثائقية والأفلام التاريخية التي تبرز مسيرة رموز المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر المجيدة إلى جانب تسليط الضوء على محطات وأحداث تاريخية هامة من الكفاح المسلح و أضاف أن هذا الجهد يدخل في إطار الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتقريب مضامينها من الأجيال المتعاقبة وشحذ همم الباحثين والمهتمين لاستجلاء معالمها وملاحمها على درب إشاعة الثقافة التاريخية ومحاربة ثقافة النسيان، داعيا الباحثين إلى المثابرة ومواصلة الجهد لتعميق العمل من أجل حماية ذاكرة الأمة، مذكرا في هذا الإطار بالأهمية الكبيرة التي أولاها التعديل الدستوري الأخير لحماية الذاكرة ، كما حث الوزير على ضرورة التفكير في إصدار كتاب حول الثورة التحريرية لفائدة المتمدرسين من الطور الابتدائي ليعمم بعد ذلك على  الطورين المتوسط والثانوي ثم على الجامعة .
وأكد الوزير بالمناسبة، أن الاقتداء بالأسلاف الذين ضحوا في سبيل تحرير الوطن سيساهم بلا شك في الارتقاء بالجزائر إلى مدارج التقدم وكسب رهانات الازدهار ورفع تحديات النماء.  ودعا الأجيال التي أثبتت دوما وعيها الوطني -كما أضاف- أن تبقى في تواصل مستمر بذاكرتها وتستحضر باستمرار حجم التضحيات التي كابدها الأسلاف في سبيل استعادة الحرية والكرامة وتحقيق مكسب الاستقلال.
من جهة أخرى، أكد الوزير، أن  المحرقة الرهيبة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي ضد سكان قبيلة أولا د رياح بجبال الظهرة في 1845 بأنها جريمة من بين تلك الجرائم العديدة التي ارتكبها الاستعمار في عدة مناطق من الوطن لإبادة الشعب الجزائري. وقد أدت هذه المجزرة التي اقترفها الاحتلال إلى سقوط أزيد من ألف شهيد .
من جانب آخر أكد وزير المجاهدين، أن قضية استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية والذين يحتفظ برفاتهم في متحف الإنسان بباريس متكفل بها من طرف الدولة.
وأفاد الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الندوة ،أن قطاعه يسعى حاليا بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية من أجل التكفل الأنجع بهذه المسألة التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن.
للإشارة، كان الأستاذ الجامعي إبراهيم السنوسي قد بادر بإطلاق عريضة إلكترونية لجمع التوقيعات من أجل المطالبة بإعادة رفات هؤلاء المقاومين إلى الجزائر.
وتعود هذه الرفات التي هي أغلبها جماجم صلبة لبعض الشهداء من بينهم ، محمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف «بوبغلة» والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قويدر التيتراوي. كما توجد هناك الرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان من ضباط شريف بوبغلة وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبد القادر.         
         
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى