أوقعت قرعة الدور الثالث والأخير للتصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018، والتي جرت عشية أمس بمقر الكاف بالعاصمة المصرية القاهرة، المنتخب الجزائري في مجموعة حديدية، الظفر فيها بتأشيرة المرور إلى روسيا لن يكون السهل، في ظل التواجد إلى جانب منتخبات تصنف في خانة «كبار القارة» في صورة الموندياليين الكاميرون ونيجيريا، وزامبيا.
وقد أجمع المتتبعون مباشرة بعد الإطلاع على نتائج عملية القرعة على تسمية الفوج الثاني من هذه التصفيات ب «مجموعة الموت»، لأن القرعة لم تكن رحيمة بالمنتخبات الأربعة التي ستتنافس على تذكرة واحدة، مما يعني بأن الخارطة الكروية الإفريقية ستتغير بصفة أوتوماتيكية، بعدما كان تمثيل القارة في النسختين الأخيرتين من العرس الكروي العالمي ثابتا، و بقي حكرا على منتخبات الجزائر، الكاميرون، نيجيريا، غانا و كوت ديفوار، إلا أن التصنيف الذي إعتمدته لجنة الطوارئ التابعة للفيفا أدرج منتخب الكاميرون في المستوى الثالث، مقابل تدحرج نيجيريا إلى الوعاء الثالث، الأمر الذي نتج عنه مجموعة «نارية»، ستجرد منتخبين على أقل تقدير من المشاركة في المونديال القادم، بعدما كانت 3 منتخبات من هذا الفوج قد إعتادت على إمتطاء نفس الطائرة و المشاركة سويا في تمثيل القارة السمراء في نهائيات كاس العالم خلال دورتي 2010 و 2014.
و لئن كانت المنتخب الوطني يتصدر اللائحة القارية بفضل المركز 32 الذي يحتله في سبورة التصنيف العالمي فإن مشاركته في مونديال روسيا ستكون صعبة التجسيد ميدانيا، و تتطلب عملا جبارا، لأن المنافسين من العيار الثقيل، على إعتبار أن الأمر يتعلق بمنتخب الكاميرون الذي يحتل الصف 58 عالميا، و يدربه البلجيكي هيغو بروس، الذي سبق له تدريب شبيبة القبائل، و قد تهجم على الكرة الجزائرية بمجرد إنتقاله على الكاميرون، و ذلك من خلال إثارته قضية مقتل إيبوسي، و لو أن «الأسود غير المروضة» تبقى أكثر المنتخبات تمثيلا للكرة الإفريقية في المونديال، إذ شارك في 7 دورات سابقة، خاض خلالها 23 مباراة، و أبرز إنجاز له بلوغ ربع نهائي دورة إيطاليا 1990، بصرف النظر عن إستعادة الكاميرون عافيته هذه السنة، بدليل تأهله المبكر إلى «كان 2017».
مونديالي آخر سيكون من بين العقبات التي ستعترض «الخضر» في رحلتهم نحو روسيا، و هو منتخب نيجيريا الذي فقد الكثير من بريقه في السنتين الأخيرين، منذ خروجه من ثمن نهائي مونديال البرازيل، حيث أصبح عاجزا عن ضمان مشاركته في العرس القاري لدورتين متتاليتين، بدليل توديع التصفيات المؤهلة إلى الغابون من أول دور، و مع ذلك فإن «النسور الخضراء» إعتادت على التحليق عاليا في سماء القارة عندما يتعلق الأمر بتصفيات المونديال، لأن نيجيريا تبحث عن مشاركتها السادسة في العرس العالمي، و هي تتواجد في المركز 61 عالميا، و قد خاض في مشاركاتها السابقة في المونديال 18 مباراة، مع إحتفاظها بميزة أنها صاحبة أكبر عدد من الإنتصارات لمنتخب إفريقي يشارك في هذه التظاهرة العالمية، بفوزها في 5 لقاءات، و النجاح في بلوغ ثمن النهائي 3 مرات، آخرها في البرازيل، و لو أن هذا المنتخب يمر بفترة فراغ في النتائج، بسبب سياسة التشبيب المنتهجة، ليبقى هدافه أحمد موسى بمثابة النجم الذي تعلق عليه الآمال، كما أن المواجهة المباشرة بين الجزائر و نيجيريا ستعيد إلى الأذهان ذكريات 36 سنة، لما كسب «الخضر» الرهان بالتأهل إلى مونديال إسبانيا 1982.
و إنطلاقا من هذه المعطيات فإن منتخب زامبيا يمكن أن يصنف في خانة «الحلقة الأضعف» في «مجموعة الموت»، لأن تواجده إلى جانب 3 موندياليين يقلص من حظوظه في تفجير مفاجأة مدوية، و ضمان المشاركة الأولى له في المونديال، سيما و أن كتيبة» الشيبولوبولو» تراجعت بشكل ملحوظ منذ رحيل الثعلب الفرنسي هيرفي رونار عنها، و هو الذي كان قد صنع أمجادها بلقب قاري وحيد، إذ أن منتخب زامبيا يحتل حاليا الصف 79 عالميا، و قد أقصي مبكرا من التصفيات المؤهلة إلى «كان 2017»، و قد سبق له التنافس مع المنتخب الجزائري على ورقة المرور إلى مونديال 2010 في وضعية مماثلة بالتواجد في نفس المجموعة.                 
ص / فرطــاس

الخضر الموندياليون أمام ساعة الحقيقة
سارع المتتبعون وأهل الاختصاص إلى وصف المجموعة الثانية، التي تضم كل من الجزائر، زامبيا، الكاميرون ونيجيريا، بمجموعة الموت أو المجموعة الانتحارية، لكن ومهما تعددت الأوصاف والتسميات، إلا أن ذلك لن يغير في الأمر شيئا.
فمجموعة الموت هذه، هي في حقيقة الأمر المجموعة المحك، لأنها تضم أكبر المنتخبات الإفريقية التي تعودت على التواجد في نهائيات كأس العالم ممثلة للقارة السمراء، والمتنافسة دوما على الصدارة القارية، وبالتالي فإنها ستكون أمام اختبار ميداني جاد للتأكيد على أحقيتها في تزعم القارة، لأن من يريد أن يكون الأول قاريا، عليه أن يكون الأول في هذه المجموعة، ويؤكد جدارته من خلال افتكاك تأشيرة المرور إلى مونديال روسيا، والخضر الذين سيدخلون هذه التصفيات بعد انضمامهم إلى نادي الموندياليين بعد رابع مشاركة لهم في النهائيات، ومرورهم إلى الدور الثاني في نهائيات مونديال البرازيل الأخير، لا خيار أمامهم سوى رفع التحدي ومقارعة كبار القارة، والتربع على عرش هذه المجموعة النارية، والتأكيد على أحقيتهم في تقدمهم منافسيهم في التصنيف العالمي للفيفا، والذي منح لهم الريادة القارية والعربية، حتى ولو يبقى إشكال العارضة الفنية مطروحا، لأن المنتخب الوطني يضم في صفوفه نجوما عالميين، يصنعون أفراح أكبر وأعرق الأندية في القارة العجوز، على غرار النجم العالمي رياض محرز، وثنائي البطولة البرتغالية براهيمي وسليماني، ناهيك عن فغولي غزال وتايدر والقائد مجاني والحارس الظاهرة مبولحي، وهي الأسماء التي سطع نجمها وتألقت في سماء مونديال البرازيل، أين أسالت العرق البارد لأبطال العالم الألمان.
كل هذا لا يسمح لنا أن نندب حضر الخضر، ونتذرع بالقول أن القرعة لم تكن في صالحهم، لأن العنصر البشري متوفر وكل إمكانيات العمل والنجاح متوفرة، وما على مجاني وبقية زملائه سوى التأكيد على علو كعبهم، والبداية بالإطاحة بنسور نيجيريا في أول امتحان، مطلع شهر أكتوبر القادم.        
حميد بن مرابط

الناخب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي
الخضر سيخوضون "كان مصغرة" وإقصاء كبيرين خسارة للكرة الإفريقية
يرى الناخب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي بأن عملية القرعة لم تكن رحيمة بمنتخبنا الوطني، بعد أن أوقعته في مجموعة نارية إلى جانب ثلاثة منتخبات مونديالية وبطل للقارة، معتبرا أن تركيبة المجموعة الثانية خسارة كبيرة للقارة الإفريقية، على اعتبار أن منتخبا واحدا سيقطع الطريق أمام كبيرين آخرين متعودين على المشاركة في المونديال.
مهداوي الذي قاد المنتخب العسكري للتتويج بالميدالية الذهبية في مونديال في المونديال العسكري قال بخصوص المجموعة التي وقعت فيها الجزائر:” هي مجموعة صعبة وقوية للغاية، لضمها ثلاثة منتخبات مونديالية تعودت على الحضور في الدورات النهائية، وللأسف أن نظام التصفيات لا يسمح بتأهل سوى منتخبا واحدا، ما يعد ضربة موجعة للكرة الإفريقية التي تفقد في نهاية السباق ممثلين كبيرين، خاصة أو الخضر كما الكاميرون ونيجيريا شرفوها وحملوا رايتها عاليا في الدورات السابقة”، قبل أن يستدرك مهداوي نفسه ويؤكد بان منتخبنا مطالب بالتفوق على جميع المنافسين لحجز مكانة في مونديال روسيا وهو يملك إمكانات فرض نفسه بغض النظر عن تركيبة المجموعة:” الخارطة الكروية القارية تغيرت في السنوات الأخيرة وأي منافس إفريقي تصعب الإطاحة به، بالنظر للتطور الهائل للكرة في القارة، مع ذلك أرى أن منتخبنا وبالمستوى الذي بلغه والإمكانات المادية والبشرية التي يمتلكها بإمكانه تخطي عقبة جميع المنافسين دون استثناء، كما أننا بلغنا مرحلة أخرى قياسا بالآخرين فنحن نملك مستوى تحضيري عال جدا ومن جميع الجوانب خاصة التنظيمية التي تسمح لها بوضع جميع الأوراق الرابحة في صفنا وتحقيق الانتصارات التي تضع تذكرة التأهل في أيدينا”.
وعلى ذكر التحضير لدخول مجموعة الموت، أكد مهداوي:” الناخب الوطني القادم لا بد أن يكون ذا مستوى عالمي ويعرف المنتخبات الإفريقية، رغم أن الأخيرة صارت تلعب بنفس أسلوب المنتخبات الأوروبية، حيث يتحتم عليه أن يكون ملما بخبايا القارة وخصوصياتها”. وختم مهداوي حديثه بالتأكيد على أن المجموعة نارية تفرض وجود حسابات كبيرة جدا، من عديد الجوانب التكتيكية والتنظيمية وتجعل منتخبنا الوطني يخوض “كان مصغرة”، نسبة الحظوظ فيها متساوية بين المنتخبات المنشطة لها.                      
نورالدين - ت 

كوبر وأبو ريدة فرحا لتجنب الخضر
لم يتوان  مدرب المنتخب المصري الأرجنتيني هيكتور كوبر، في التصفيق مطولا، بعد ابتعاد الجزائر عن مصر في قرعة المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم «روسيا 2018».
وصفق كوبر عقب وقوع الجزائر في المجموعة الثانية التي تضم زامبيا، الكاميرون، نيجيريا، الجزائر»، ما يؤكد سعادة التقني الأرجنتيني بابتعاد الخضر عن طريق الفراعنة، خاصة وأن المصريين حدثوه كثيرا عن موقعة أم درمان.
وفي ذات السياق عبر عضو المكتب التنفيذي للاتحادية الدولية لكرة القدم هاني أبو ريدة، عن سعادته بتجنب المنتخب المصري نظيره الجزائري، كما لم يخف عن رغبته في تأهل المنتخبين الجزائري والمصري سويا إلى مونديال روسيا.

الصحفي النيجيري أولينكا إيبيتي للنصر
كل المنتخبات تملك كامل حظوظها في التأهل
كشف الصحفي النيجيري أولينكا إيبيتي، بأن المجموعة الثانية التي تضم المنتخب الوطني والنيجيري وزامبيا والكاميرون هي المجموعة الأقوى، كما لم يخف في تصريح خص به النصر أمس، مباشرة بعد الانتهاء من عملية القرعة، بأن لكل المنتخبات كامل الحظوظ في التأهل، حيث قال: “المجموع الثانية التي تضم منتخبنا نيجيريا ولجزائر وزامبيا والكاميرون هي الأصعب على الإطلاق، حيث أن جميع المنتخبات لديها سمعة كبيرة وتملك تشكيلة قوية، وعليه أعتقد بأن جميع المنتخبات لديها كامل الحظوظ للتأهل إلى مونديال روسيا، ولا يمكننا التكهن بهوية المنتخب الذي سيتأهل عكس ما هو الحال في بقية المجموعات”.وتابع صحفي موقع “غاو نيوز” حديثه للنصر مؤكدا، بأن منتخب نيجيريا يعيش وضعية صعبة حاليا، حيث قال: “المنتخب النيجيري يوجد في وضعية لا يحسد عليها، حيث لا نملك مدربا في الوقت الراهن، إضافة إلى إقصائنا من كان الغابون، ما سيجعلنا نبحث عن تعويض هذا الإخفاق بالتأهل إلى المونديال”. وختم أولينكا تصريحاته للنصر، وقال: “أعتقد أن المنتخب الذي سيحقق بداية موفقة سيقطع شوطا كبيرا نحو التأهل”.
بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى