"التكنولوجيا حوّلت المواطن إلى صحفي والمال خطر على الاعلام"
قال محمد كورسي، مدير تحرير يومية المجاهد الناطقة بالفرنسية، أن المواطن  تحول إلى صحفي بفضل التكنولوجيات الحديثة، من خلال نشره المعلومة بسرعة و بفعالية من المصدر و بعين المكان، ما جعل مهام الصحفي تنحصر أكثر و تجعله يبحث في الميدان، لكي يقدم المعلومة الذكية و الدقيقة، من أجل تلبية فضول الزبون دون الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.
و ذكر مدير تحرير يومية المجاهد  خلال تقديمه لمحاضرة، في إطار الندوة الثامنة، المندرجة ضمن سلسلة الندوات المتعلقة بالتعرف على وسائل الإعلام، المرتبطة أساسا بحق المواطن في المعلومة الموثوقة، احتضنتها قاعة المحاضرات بجامعة فرحات عباس سطيف 1 أمس تحت إشراف وزير الإتصال حميد قرين بأن توفر الفرد على هاتف نقال و ربطه بالأنترنت يجعله يقوم بتقمص مهمة الصحفي، موضحا بأنه بات يطرح مئات المعلومات بتدفق هائل، لكنه وصف هذه الظاهرة بالمضرة، لغياب الرقابة والاحترافية وعدم تدقيق مصدر المعلومة، مشيرا بأن توفر المناخ الديمقراطي، عزز من هذه الوفرة المعلوماتية، وأبدى ذات المصدر تخوفه من استغلال الإعلام من طرف أباطرة المال و  تجار الأسلحة.
وأوضح المحاضر قائلا  هناك "سبعة مليارديرات من فرنسا، متخصصون في تجارة الأسلحة والهواتف النقالة و الموضة يتحكمون في 90 بالمئة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، مما يهدد مصداقيتها و يضر بالتعددية الإعلامية، كما يحوّل رسالتها لخدمة هذه المصالح"، ذات الأمر ينطبق على واقع الإعلام بالولايات المتحدة الأمريكية التي استعملت وسائل إعلام متطورة للدعاية المضادة، تسمح لها بالتحكم في الرأي العام وتوجيهه و تبرير تصرفات هذه الدول المدمرة.
و اعتبر السيد محمد كورسي أن  "تحكم المال في الإعلام ذو عواقب و خيمة و يهدد بتراجع الأخير". كما لخص تطور الحقل الإعلامي في السنوات الأخيرة ببلادنا  في ثلاث عوامل أساسية، تتمثل في التكنولوجيا، الديمقراطية و سرعة الاتصال والمعرفة.
و خلال النقاش، تطرق المتحدث إلى أهمية معرفة المواطن لمفاتيح قراءة الخبر الإعلامي بغرض انتقاء المعلومة الموثوقة  و مثّل الاحترافية بعقد معنوي يربط المواطن بالصحفي، الذي هو مطالب بالتحلي بالموضوعية و إبعاد العناصر الشخصية والحكم المسبق.
و ألح مدير تحرير يومية المجاهد على أهمية الابتعاد عن التطرق لأمور شخصية تضر بمن يسعى الصحفي للكتابة عنه، و ذكر بأنه لا فرق بين واقع الإعلام في سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي  و وقتنا الحالي معبرا عن أمله في تحسن واقع الإعلام في المستقبل.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى