أسعار النفط تواصل الارتفاع وتقفز فوق 52 دولارا
تواصل أسعار النفط ارتفاعها في الأسواق الدولية حيث تجاوزت أمس الجمعة، سقف 52 دولارا للبرميل ، فيما يتوقع مراقبون تعافي الأسعار أكثر في الأسابيع المقبلة وذلك بعد النجاح الذي حققه اجتماع دول «الأوبك» بالجزائر مؤخرا بالتوصل إلى قرار يقضي بتخفيض الإنتاج ، إضافة إلى الانخفاض المسجل في المخزونات الأمريكية.
سجلت أسعار النفط الخام ، أمس، ارتفاعا لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال أربعة أشهر، بعد الإعلان عن اجتماع جديد غير رسمي لـ»أوبك» وروسيا للتباحث حول تثبيت الانتاج و استقرار الأسعار و يأتي هذا الارتفاع في ظل انخفاض مخزونات الخام الأمريكية وقد ارتفع سعر برميل الخام الأمريكي الخفيف «غرب تكساس الوسيط» صبيحة أمس بنسبة 0.26 بالمئة متجاوزا عتبة الـ50 دولارا ليصل إلى 50.57 دولارا، كما صعد سعر برميل النفط الخام العالمي مزيج «برنت» بنسبة 0.25 بالمئة ليصل إلى 52.64 دولار وهو أعلى مستوى منذ جوان الماضي وقد قفزت أسعار النفط مدعومة بتصريحات لوزير الطاقة نور الدين بوطرفة، الذي كشف عن لقاء مرتقب بين أعضاء «أوبك» وروسيا على هامش مؤتمر للطاقة في اسطنبول التركية، لبحث مستويات الإنتاج المزمع عقده بين 8 إلى 13 أكتوبر الجاري وأفاد نور الدين بوطرفة أن «أوبك « قد تقرر خفض الإنتاج في اجتماعها المقبل المقرر في فيينا في نوفمبر المقبل بنسبة 1 بالمئة إضافية وذلك أكثر من الكمية التي تم الاتفاق حولها في اجتماع الجزائر المنعقد نهاية الشهر الماضي في حالة إذا رأى المنتجون أن هناك حاجة لذلك. ومن جانبه اعتبر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك المباحثات التي ستجري في إسطنبول بأنها خطوة هامة أخرى في طريق التوصل الى اتفاقيات حول فرض قيود على حجم إنتاج النفط ويأتي ارتفاع أسعار النفط حسب المتتبعين بعد عودة منظمة «الأوبك» إلى لعب الدور المنوط بها فيما يخص استقرار الأسعار في الأسواق ونوه مراقبون بالمسعى الكبير الذي قامت به الجزائر في الأشهر الماضية والذي كلل بقرار تاريخي اتخذه اعضاء «الأوبك» في اجتماعهم في الجزائر نهاية الشهر الماضي يقضي بخفض الإنتاج الإجمالي للأوبك إلى ما بين 32.5 و 33 مليون برميل يوميا ما سمح بارتفاع الأسعار الى ما فوق 50 دولارا للبرميل.
 ومن المتوقع أن يستمر التحسن في الأسعار مستقبلا خصوصا بعد إعلان روسيا استعدادها للمشاركة في تخفيض الإنتاج إلى جانب دول «الأوبك» ، وفضلا عن التزام أعضاء «الأوبك» بتخفيض الانتاج، فقد تلقت الأسعار دعما من انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي .
وقد شهدت سوق البترول اضطرابات قوية خلال السنتين المنصرمتين و تميزت باختلال في التوازن بين العرض و الطلب ، ما أدى إلى تهاوي الأسعار في السوق الدولية إلى معدلات منخفضة جدا بعدما كانت تتجاوز سقف 100 دولار للبرميل وهو ما إثر على اقتصاديات العديد من الدول المنتجة للنفط ومنها الجزائر.
و كانت روسيا والمملكة العربية السعودية قد وقعتا اتفاقا على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة العوامل الأساسية في سوق النفط وتقديم توصيات بخصوص الإجراءات والخطوات اللازمة لضمان الاستقرار في سوق الخام.
ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور محمد حميدوش، أن أسعار النفط ستواصل الارتفاع في المستقبل حيث توقع أن تصل إلى حدود 58 دولارا للبرميل قبل نهاية السنة الجارية وذكر في تصريح للنصر، أمس، أن الأسعار من المرتقب أن تتجه فوق سقف 55 دولارا للبرميل في الأسابيع المقبلة، معتبرا أن الموقف الروسي في الاجتماع المقرر في اسطنبول التركية بين «الأوبك» وروسيا سيكون مهما لتحسن الأسعار في الأسواق الدولية.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى