غالـي يدعو الـمجتمع الـدولي إلى تحرك عاجل لإنهـــاء مأساة الشعــب الصحــراوي
التصعيد المغربي يعرض المنطقة برمتها للتوتر و اللا استقرار
دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليزاريو، إبراهيم غالي، أمس، المجتمع الدولي إلى التحرك ‹› الجاد و العاجل›› لإنهاء مأساة الشعب الصحراوي بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، مؤكدا بأن الصحراويين دعاة سلام وتفاهم وتعايش.
مبعوث النصر إلى المخيمات: عبد الحكيم أسابع
وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على انطلاق الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 41 للوحدة الوطنية الصحراوية التي احتضنها مخيم الداخلة للاجئين الصحراويين، طالب غالي، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في تنفيذ قراراته بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي وقال ‹› إن العالم أجمع يشهد بأننا دعاة سلام وتفاهم وتعايش، وهو ما لن يتحقق إلا بالامتثال لمقتضيات الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، ليعيش مع شعوب المنطقة، في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، في ظل الاحترام المتبادل والتعاون وحسن الجوار››، مؤكدا بأن الشعب الصحراوي سوف يمضي على درب الكفاح والنضال وبكل السبل المشروعة  في كنف الوحدة والالتحام لنيل حقه في الوجود والحرية وإقامة دولته المستقلة، فيما شدد على ضرورة إطلاق المعتقلين الصحراويين في إكديم ازيك وفي السجون المغربية.
كما شدد الرئيس الصحراوي في هذا السياق، بأنه «لا شيء في العالم سيردع إرادة صادقة وصارمة لبلوغ أهداف نبيلة وسامية للشعب الصحراوي الذي سيمضي على درب الكفاح والنضال والوفاء لعهد الشهداء  وبكل السبل المشروعة  في كنف الوحدة والالتحام  بقيادة جبهة البوليزاريو  لنيل حقه في الوجود والحرية وإقامة دولته المستقلة  الجمهورية الصحراوية  على كامل ترابها الوطني».
وبعد أن أشار إلى أن الوحدة الوطنية الصحراوية، كانت وستبقى الصخرة الشامخة التي تتكسر عليها أمواج العدوان وخطط الإبادة، ندد إبراهيم بالجرائم ‹›المتتالية›› التي تقترفها دولة الاحتلال المغربي في حق الشعب الصحراوي بدءا – كما قال - بشنها حربا توسعية ظالمة عبر اجتياحها للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975 و احتلالها اللاشرعي للبلاد بالقوة العسكرية رغم نداءات و قرارات الأمم المتحدة والمطالبة بانسحابها الفوري من أرض وطننا.
كما أدان غالي شروع القوات المغربية المحتلة في محاولة إبادة حقيقية في حق المدنيين الصحراويين العزل، بما ترتكبه – كما ذكر - من تقتيل جماعي بالحرق والدفن والرمي من الطائرات العمودية وبالرصاص وتحت التعذيب الأمر الذي أكدته – يضيف - المقابر الجماعية المكتشفة للضحايا الصحراويين.
وأثناء تطرقه للحديث عن اختراق المغرب لاتفاقية وقف إطلاق النار خاصة في بندها العسكري الأول، في منطقة الكركرات، حذر الرئيس الصحراوي من تعريض المنطقة برمتها للتوتر و اللااستقرار، معربا عن أسفه ‹›أن نجد بلدا مثل فرنسا التي ترفع صوتها عاليا للدفاع عن القانون و حقوق الإنسان في العالم، تقف إلى جانب الطرف المغربي الظالم،  المعتدي››، مسجلا بهذا الخصوص بأن القضية الصحراوية  تعرف هذه الأيام تطورات عديدة بطبعها توجه دولة الاحتلال المغربي التصعيدي الخطير و خاصة في منطقة الكركرات حيث قامت بخرق سافر لوقف إطلاق النار، بعد أن طردت المكون المدني لبعثة المينورسو و جعلت المنطقة برمتها عرضة للتوتر و اللااستقرار و إنه لمن المؤسف أن نجد بلدا مثل فرنسا التي ترفع صوتها عاليا للدفاع عن القانون و حقوق الإنسان في العالم، تقف إلى جانب الطرف المغربي الظالم،  المعتدي››.وأشار في ذات السياق، إلى أن دولة الاحتلال المغربي التي تحظى بحماية فرنسية في مجلس الأمن الدولي ‹› أجرمت في حق الشعب الصحراوي باستخدامها للأسلحة المحرمة دوليا من قنابل النابلم و الفوسفور الأبيض و القنابل العنقودية و إقامة جدار من الموت يقسم الصحراء الغربية أرضا و شعبا، مدجج بملايين الألغام المضادة للأفراد التي ما تزال إلى اليوم تحصد أرواح الأبرياء و تفتك بالحيوانات و البيئة››.وندد إبراهيم غالي في ذات الوقت بالانتهاكات المغربية ‹›الجسيمة ‹› لحقوق الإنسان من خلال ما وصفه بعمليات الاختطاف و الاعتقال التعسفي والتعذيب والتنكيل والمحاكمات الصورية بما فيها العسكرية الجائرة بل وعمليات اغتيال غادرة مع دفن الضحايا دون استكمال التحقيق الشفاف، وفي غياب ذويهم، ناهيك عن النهب اليومي للثروات الصحراوية الطبيعية.
من جهة أخرى، ندّد غالي بالجرائم الأخرى التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي في حق الشعب الصحراوي والمغربي وشعوب المنطقة بصفتها كأكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، من خلال ‹› حربها القذرة الجديدة ‹› التي تقوم بها من خلال إغراق المنطقة بالمخدرات التي تخلف آثار اجتماعية واقتصادية وأمنية وتشجع وتمول العصابات الجريمة المنظمة والعصابات الإرهابية.
وخلال ترحيبه بالوفود المشاركة في إحياء اليوم الذكرى الـ 41 للوحدة الوطنية الصحراوية، حيا إبراهيم غالي ‹› بحرارة ‹› الحضور الجزائري المتميز الذي يتقدمه والي تيندوف، وقال ‹›أحيي بحرارة الحضور الكبير من الجزائر الشامخة التي قدمت للجزائر أروع دروس التضامن ونصرة المظلوم بوقوفها إلى جانب الشرعية الدولية واحتضانها لعشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من بطش القوات الملكية المغربية.

الرجوع إلى الأعلى