انخـفــاض الإنــتـــاج و الـمضـاربــة يلــهبـــان أســعـار الـفـواكـــه
تشهد منذ عدة أيام أسعار مختلف أنواع الفواكه المحلية و المستوردة، ارتفاعا غير مسبوق على مستوى جميع أسواق الوطن، حيث قفز سعر الموز إلى أكثر من 500 دج للكيلوغرام، فيما تجاوز ثمن التفاح المحلي 400 دج، فيما بلغ سعر التمر 700 دج، و هو ما أثّر على القدرة الشرائية للمواطنين، فيما يرجع اتحاد التجار الأمر إلى انخفاض سعر صرف الدينار و كذا ارتفاع الطلب مقارنة بالعرض، إضافة إلى المضاربة و الاحتكار.و الملاحظ أن الأسعار عرفت ارتفاعا متزايدا خاصة خلال هذا الشهر، أين قفزت أثمان بعض الفواكه إلى معدلات لم تشهدها الأسواق من قبل، فعلى مستوى مدينة قسنطينة و خلال جولة عبر عدد من الأسواق و محلات بيع الخضر و الفواكه، سجلنا ارتفاعا كبيرا للأسعار و استياء لدى الباعة و المواطنين على حد سواء، حيث أن أثمان الموز تراوحت أمس بين 450 و 520 دج، فعلى مستوى سوقي بطو و بومزو بوسط المدينة استقر سعر هذه المادة عند 480 دج، فيما فاق 500 دج على مستوى الأحياء القريبة، و بالنسبة للتفاح المستورد فقد تراوح سعره بين 450 و 550 دج، أما التفاح المحلي فهو معروض مقابل 350 إلى 450 دج، فيما يباع البرتقال و اليوسفي «المندرين» من إنتاج محلي بين 150 و 300 دج، و قد قفز سعر التمر أو «الدقلة» إلى 700 دج للكيلوغرام.و يعترف معظم التجار الذين تحدثنا إليهم، بأن الارتفاع المسجل غير مبرر و غير مفهوم، مؤكدين بأن الزيادات قد بدأت من أسواق الجملة، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين إلى رفع الأثمان، ما أدى إلى تراجع الطلب عليها، على حد تأكيدهم، من جانبهم ذكر الكثير من المواطنين أنهم تفاجأوا لهذا الارتفاع الذي وصفوه بالجنوني، و قالوا إنه أثر على القدرة الشرائية، فمن غير المعقول، حسبهم، اقتناء كيلوغرام من الموز بأكثر من 500 دج، و هو المبلغ الذي كان يتيح شراء 3 كيلوغرامات من هذه الفاكهة قبل أشهر قليلة فقط، و ذكر أحد المواطنين صادفناه و هو بصدد اقتناء كمية كبيرة من الفاكهة من أجل إعداد وليمة خاصة بحفل زفاف، أنه كان يفكر في شراء التفاح و الموز، غير أنه اصطدم بأسعارها الملتهبة، فقرر شراء البرتقال و «المندرين».
رئيس فيدرالية تجار الجملة بسوق البوليقون بقسنطينة، أكد أن ارتفاع أسعار الفواكه المنتجة محليا، يرجع إلى ضعف الإنتاج و قلة العرض مقارنة بارتفاع حجم الطلب، و هو ما يفسر، حسبه، السعر المرتفع للبرتقال المنتج بولاية البليدة و كذا تفاح ولاية باتنة، كما أرجع السعر الجنوني الذي بلغته الفواكه المستوردة و خاصة الموز، إلى ضعف الرقابة على المستوردين الذين يحتكرون السوق و يتحكمون في الأسواق.من جهة أخرى، يرى رئيس الجمعية الوطنية للتجار و الحرفيين الجزائريين، أن ارتفاع الأسعار يتلخص في ثلاثة أسباب، أولها انخفاض سعر الصرف الخاص بالدينار الجزائري مقارنة بالعملة الصعبة من اليورو و الدولار، و كذا انخفاض الإنتاج المحلي بشكل كبير، و هو ما أدى إلى تجاوز الطلب للعرض، أما السبب الثالث فأرجعه إلى المضاربة و الاحتكار اللذين يقوم بهما مستوردون يتحكمون، حسبه، في الأسعار و يرفعونها بشكل كبير.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى