تــسجيــل 56 ألــف حــالة عــنــف ضــد الأطــفــال في ســنــة
كشف أمس مختصون في ملتقى دولي حول الطفولة المعنفة عن تسجيل56 ألف حالة عنف ضد الأطفال  خلال السنة الماضية، كما تم تسجيل أزيد من 06 آلاف اعتداء على الأطفال وفي مقدمتها الاعتداء الجسدي بحوالي3500حالة، والعنف الجنسي بحوالي 1600 حالة. كما سجلت الجزائر 930 حالة اختطاف للأطفال في الفترة مابين 2001 و2015. و أشار المشاركون في الملتقى بأن هذه الأرقام خاصة حالات تعنيف الأطفال لا تعبر عن الواقع، بحيث الكثير من الأطفال المعنفين مسكوت عنهم وغير مصرح بهم  ويمارس تكتم شديد بشأنهم من طرف عائلاتهم.
دقّ المشاركون في الملتقى الدولي حول الطفولة المعنفة « نحو فهم ورعاية ووقاية» الذي نظمه قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البليدة02 ناقوس الخطر أمام تزايد الظاهرة في الجزائر التي صنفت وفق تقرير لمنظمة اليونيسيف في سنة 2014 ضمن 07 دول عربية تحتل الصدارة في العنف الأسري على المستوى العالمي، كما أشار التقرير الذي اعتمد على بيانات 190 دولة إلى أن دول شمال وشرق إفريقيا احتلت المرتبة الثالثة عالميا بعد أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي.وفي ذات السياق، كشفت الأستاذة إسماعيلي اليامينة من جامعة المسيلة في مداخلتها حول انعكاسات تعنيف الأطفال على نموهم النفسي والاجتماعي، بأن هذه الظاهرة في تزايد وتطور مفهوم العنف الممارس ضد الأطفال من اللفظي والجسدي إلى العنف الجنسي والقتل وغيرها، و كشفت في هذا السياق، عن تعرض 95 ألف طفل للقتل في العالم خلال سنة 2012، وأضافت بأن أجواء الطفل الأسرية والعاطفية والأخلاقية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية هي التي تحدد سلوكه ومشاعره وانفعالاته ومهاراته والمشكلات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها، وركزت نفس المتحدثة على المعاملة في الأسرة التي تنعكس هي الأخرى على سلوك الطفل، بحيث كلما كانت هذه العلاقات قوية أكسبت ثقة كبيرة في الطفل، وإذا كانت هذه العلاقات ضعيفة وممزقة يظهر ذلك سلوكا عنيفا لديه.وفي سياق متصل، أوضح الأستاذ بن مختار محمد رضا المختص في علم النفس التربوي بأن ظاهرة تعنيف الأطفال في تزايد مخيف، ولهذا وجب الوقوف عندها بالدراسة وفهم أسبابها التي جعلتها تنتشر في المجتمع، خاصة وأن الطفولة فئة حساسة وتحتاج إلى حماية واهتمام أكبر، والأمر لا يقتصر حسبه على المعالجة الأمنية فقط، بل لا بد من البحث عن الجوانب البنائية والسيكولوجية للظاهرة حتى نستطيع التحكم فيها.
كما تطرق نفس المحاضر إلى الطفولة المسعفة المتخلى عنها والتي تتعرض للتعنيف والاعتداءات بشكل أكثر، وأشار إلى أن مؤسسات رعاية الطفولة تتكفل بهذه الفئة قبل مرحلة سن الرشد، وبعد هذه المرحلة لا تجد هذه الفئة سبيلا للإدماج أين يتم التخلي عنها وتوجه إلى الشارع، ويكون بذلك تحولها نحو الانحراف أسرع، ودعا نفس الأستاذ إلى إعادة النظر في الوظيفة الاجتماعية والبيداغوجية لمؤسسات رعاية الطفولة المسعفة التي يجب عليها أن تساعد هذه الفئة في الاندماج الاجتماعي بعد سن الرشد من خلال إبرام اتفاقيات مع وزارت ومؤسسات أخرى لمرافقة هذه الفئة ومساعدتها في الاندماج، خاصة وأن هذه الفئة حسبه لا تملك من المهارات والسلوكيات التي تمكنها من الاندماج بعد سن الرشد ومغادرتها لمؤسسات حماية الطفولة.  كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الدولي الذي يدوم يومين وعرف مشاركة أساتذة مختصين من لبنان والسودان ناقش عدة محاور منها العنف من الأبوين نحو الأطفال، التحرش الجنسي، العنف اللفظي والجسدي نحو الأبناء، ختان البنات، العنف المدرسي، اختطاف الأطفال، الاتجار بالأطفال والعمل المبكر لدى هذه الفئة، إلى جانب المخدرات والأطفال .
نورالدين-ع   

الرجوع إلى الأعلى