نشطــاء و نــواب يطالبــون بإحالـــة مضطهـدي الروهينغــا علـى المحكمـــة الدوليـــة
دعا نشطاء في حركة المجتمع المدني ونواب في البرلمان، الهيئات الدولية على رأسها جامعة الدول العربية ومنظمة  التعاون الإسلامي ومجلس الأمن لممارسة الضغط السياسي  لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها شعب الروهينغا المضطهد، وإحالة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والتقتيل والتهجير على محكمة العدل الدولية، ومحاكمتهم كمجرمي حرب.
وجاء هذا النداء خلال ندوة نشطتها رئيسة المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والمصالحة الوطنية فاطمة بوصبع  في فوروم يومية المجاهد، بحضور رؤساء جمعيات ونواب سابقين وحاليين بالمجلس الشعبي الوطني ورؤساء أحزاب سياسية، الذين أجمعوا على ضرورة أن يقوم الإعلام بإسماع صوت الجزائر المعروفة بمساندتها للقضايا العادلة وكفاحها لمؤازرة الشعوب المضطهدة، وكشف الجرائم المرتكبة في حق شعب الروهينغا المسلم، واستنكر المتدخلون الصمت المطبق للمجتمع الدولي حيال ما يقع في إقليم ميانمار، من تقتيل وتنكيل وذبح وحرق لأناس أبرياء، ومن جرائم استمرت على مدى أزيد من قرنين كاملين، دون أن يحرك من يتغنون بالدفاع عن حقوق الإنسان ساكنا.
ونددت من جهتها المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والمصالحة الوطنية، بالمجازر الوحشية التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وبعمليات التهجير التي طالت ما تبقى من الناجين بحثا عن حياة أأمن، ووصفت المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام بالهمجية ولا إنسانية، بسبب غياب الضمير العالمي واندثار الأخلاق والقيم الإنسانية، ما حول المواثيق الدولية التي تنادي بالدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المستضعفين إلى مجرد شعارات، وناشدت المنظمة نيابة عن المشاركين في المنتدى، المجتمع الدولي ممثلا في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وكافة الهيئات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان  عبر العالم، للتحقيق في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها إلى محكمة العدل الدولية، ومحاكمتهم كمجرمي حرب، جزاء ما قاموا به من أفعال وحشية من شأنها أن تشجع الأنظمة الإرهابية، محذرة من استمرار التجاهل الدولي لهذه الأزمة وتأثير ذلك على الأمن والسلم العالمي. واعتبر من جهته الدكتور عمار طايبي المختص في علم الاجتماع أن ما يحدث في ميانمار ليس حالة سياسية بل إنسانية محضة، تتطلب الدفاع عن شعب مظلوم، مذكرا بأن الجزائر التي تزخر بتاريخ عريق في الدفاع عن الحق، هي مستعدة اليوم لتقدم الدعم والمساعدة لغيرها في إطار ما تقتضيه القيم الإنسانية، لكونها لم تصمت يوما أمام الظلم، مضيفا أننا لسنا شعبا يخلط ما بين الحق والمنفعة السياسية، وأنه من واجب الجزائر أكثر من أي دولة أخرى أن تستثمر موروثها في التضامن الإنساني لصالح شعب الروهينغا.
ويرى المتخص في علم الاجتماع أنه على الجزائر من خلال وزارة الخارجية إطلاق عملية واسعة في إطار العلاقات الدبلوماسية لفائدة الروهينغا، معتقدا أيضا بأنه هناك تقصيرا من قبل وسائل الإعلام الجزائرية، لأنها لم تعط حسبه مسلمي البورما المضطهدين حقهم في المؤازرة والمناصرة، كما لم تقم بواجبها في إيصال صوت وصورة الجزائر التي لم تتأخر في مد يد المساعدة لهذه الأقلية المظلومة، مصرا على ضرورة أن يواكب الإعلام الجهود المبذولة من قبل الدولة، على غرار ما تقوم به باقي وسائل الإعلام عبر بلدان مختلفة، مناشدا المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والمصالحة الوطنية للقيام باتصالات مع الخارج، لإسماع صوت الجزائر والترويج للعمل الإنساني الذي تساهم به لفائدة الروهينغا، الذين انتصروا بالسلم، ما يؤكد أن الضمير الإنساني بدأ يتطور، بدليل أن دولا أوروبية عدة بدأت تتحرك.
وفي شرحه لحقيقة ما يحدث في ميانمار، قال الدكتور طايبي إن ذلك يعد تمهيدا لتحول منطقة آسيا الوسطى إلى مسرح للصراع العالمي، بعد أن تحولت إلى فضاء ينتج أكبر قيمة من المنتوج الصناعي، والبداية حسبه ستكون بغرس بذور الصراع والفتن لتهيئة الصراعات التي ستحدث مستقبلا، بين الغرب الذي بدأ يتشكل من جديد مدعما بالولايات المتحدة، ودول أسيا التي حققت تطورا قياسيا، على رأسها الصين مدعومة بدورها بروسيا، وأضاف المصدر أن الأمر يتعلق بمشروع جيوسياسي، باستغلال الفتن الطائفية ما بين المسلمين والبوذيين، قصد توسيع رقعة الحركات الإرهابية في آسيا الوسطى، ومحاصرة الصين والبريكس، أي البلدان صاحبة أسرع نمو اقتصادي التي تقودها روسيا.   
                         لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى