قسنطينة شهدت أزيد من ألف عملية فدائية إبان الثورة
كشف، أمس، أساتذة في التاريخ أن المنطقة التاريخية الخامسة بقسنطينة، قد شهدت طيلة سنوات الثورة التحريرية، أزيد من ألف عملية فدائية ضد أفراد الجيش الفرنسي و المعمرين.
و في الملتقى الثامن عشر للفداء المصادف لذكرى استشهاد البطل «مسعود بوجريو»، قال أستاذ التاريخ بثانوية ابن تيمية ، هشام كمال في مداخلة ألقاها بجامعة الأمير عبد القادر، أن عاصمة الشرق كان لها دور هام في مسار الثورة التحريرية و مواجهة الاستعمار، منذ الدخول الفرنسي إلى الجزائر و إلى غاية الاستقلال، كما تحدث عن هجمات 20 أوت التي فكت الخناق على ثوار جبال الأوراس، و أضاف أن مركز المنطقة بعد اندلاع الثورة كان على مستوى مدينة قسنطينة، حيث قسمت الأخيرة إلى ثلاثة نواحي هي وسط المدينة، ناحية المنظر الجميل و ناحية سيدي مبروك.
و قال الأستاذ أن فدائيي قسنطينة قاموا بالمئات من العمليات الفدائية ضد الجيش و المعمر الفرنسي، و هي عمليات لا تزال أحياء المدينة القديمة شاهدة على تفاصيلها، حيث أكد المتحدث أن عدد العمليات الفدائية وصل إلى حوالي 1174 عملية من الفترة الممتدة ما بين بداية 1955 و 1962، و التي كانت بدايتها بالتفجير الذي استهدف ما كان يعرف آنذاك «بالكازينو» و الذي كان موقعه بالقرب من مندوبية سيدي راشد حاليا، في حين تم قتل ثلاثة معمرين قبل ثلاثة أيام عن إعلان وقف إطلاق النار و الاستقلال.
الملتقى شهد العديد من المداخلات حول تاريخ الثورة و العمل الفدائي للمجاهدين و الشهداء على مستوى المنطقة الخامسة بقسنطينة، كما تم عرض شريط وثائقي تضمن لقطات من فيلم مصطفى بن بولعيد، حول إعداد بيان أول نوفمبر، ليختتم الملتقى بعرض ملحمة قدمها تلاميذ من متوسطة قربوعة عبد الحميد بالخروب، جسدت حكاية واقعية رواها أحد الفدائيين و جرت أحداثها في 01 نوفمبر 1955، حين هاجم 3 فدائيين 3 فرنسيين بإطلاق الرصاص لكن المعنيين نجوا من الموت، حيث تم إلقاء القبض على الفدائيين و ثلاثة أشخاص آخرين لمجرد الاشتباه في علاقتهم بالعملية من قبل الاستعمار سنة 1956، و أعدم منهم إثنان بينما حكم على الثالث بالسجن المؤبد.   
خالد ضرباني

الرجوع إلى الأعلى