عزل الأساتذة المعنيين بإعداد مواضيع البكالوريا ابتداء من 23 ماي
 يدخل الأساتذة والمفتشون الذين ستوكل إليهم مهمة إعداد وانتقاء مواضيع البكالوريا فترة العزل يوم 23 ماي الجاري، وذلك على مستوى المقر الجهوي التابع للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة بالعاصمة، وذلك لمدة أزيد من شهر في ظل انقطاع تام عن العالم الخارجي، لصياغة وانتقاء مواضيع الامتحانات.
ويخضع الفرع الجهوي التابع للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات الكائن مقره بالقبة بالعاصمة إلى إجراءات أمنية صارمة، خلال فترة العزل التي تستغرق أزيد من شهر، إذ تم تجهيزه بكافة الوسائل وظروف المعيشة لفائدة أعضاء اللجنتين المكلفتين بإعداد ومراجعة وانتقاء مواضيع أسئلة البكالوريا، فضلا عن عمال المطبعة الكائنة بنفس المركز، حيث سيتم طباعة ونسخ مواضيع الباك وتوزيعها على مراكز الامتحانات عبر الولايات، وللمرأة الأولى بعد سنوات عدة سيضطر الأساتذة والمفتشين الذين يعملون تحت وصاية الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات لقضاء جزء هام من شهر رمضان وكذا عيد الفطر داخل المركز بعيدا عن الأهل والأقارب، وهي إجراءات تتبناها سنويا وزارة التربية الوطنية من أجل تحصين امتحانات شهادة البكالوريا من شتى التجاوزات التي قد تهدف إلى المساس بمصداقيتها، كما تسخر السلطات العمومية ميزانية معتبرة لضمان السير الحسن لهذا الموعد الهام والمصيري بالنسبة للآلاف من الطلبة.
ويتم إعداد مواضيع البكالوريا على مدى كامل الموسم الدراسي، وتنطلق العملية بالضبط خلال شهر أكتوبر، بانتقاء الأساتذة ذوي الكفاءة فضلا عن المفتشين لصياغة المواضيع، ويتم مراجعتها خلال شهر مارس لتوضع كافة المقترحات على مستوى ما يعرف ببنك الأسئلة، ليتم خلال فترة العزل، التي تنطلق حوالي عشرة أيام قبل حلول موعد الامتحانات عملية مراجعة وانتقاء المواضيع من قبل لجنتين، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى تقدم الدروس على مستوى جميع الولايات، ويتم اختيار ثلاثة مواضيع عن كل مادة، لترسو فيما بعد عملية القرعة على موضوعين اختياريين، وعلى إثر ذلك يشرع في طباعة المواضيع داخل مركز العزل في سرية تامة، دون أن يكون لوزارة التربية الوطنية أي معلومات بشأن ما يجري على مستوى هذا المقر الجهوي التابع لديوان المسابقات والامتحانات.
وبحسب مصادر مقربة من الوزارة فإن التقارير التي شرع في إعدادها قبل أسابيع  بشأن تقدم البرامج الخاصة بأقسام الامتحانات تحت إشراف المفتشين، سترفع إلى الوصاية يوم 15 ماي الجاري، لاعتمادها في اختيار مواضيع الأسئلة، إذ سيتم الأخذ بعين الاعتبار آخر الولايات من حيث تنفيذ البرامج، بالنظر إلى الاضطرابات التي شهدتها بعض المؤسسات التعليمية بسبب إضراب الأساتذة، خاصة بولايات البليدة وبجاية وتيزي وزو، مما اضطر الوصاية إلى تنظيم استفتاء حول تأجيل موعد امتحانات البكالوريا التي ستجري ابتداء من 20 جوان المقبل، قصد تمكين المؤسسات المتأخرة من تدارك ما فاتها من دروس، بغرض سد كافة المنافذ أمام إمكانية رفع مطلب إقرار العتبة من قبل الطلبة.
 وما تزال تطالب نقابات التربية، من بينها «الساتاف» تصر على ضرورة إعادة النظر في البرنامج الدراسي للطور الثانوي، الذي يستحيل إنهاؤه في الوقت المحدد وفق رئيس التنظيم «بوعلام عمورة»، خلافا للطورين الابتدائي والمتوسط بسبب كثافة الدروس، موضحا بأن الاضطرابات التي يشهدها الطور الثانوي لا تعود فقط إلى إضرابات الأساتذة، بل أيضا إلى الحركات الاحتجاجية التي يشنها الطلبة،  لذلك فإن ضمان إنهاء البرنامج يتطلب تقليص الدروس، وإعادة النظر في طريقة التقييم.
وبالموازاة مع ذلك تعقد الوزارة اليوم بثانوية الرياضيات بالعاصمة اجتماعا مغلقا سيضم ممثلين عن نقابات القطاع، للوقوف على الإجراءات التحضيرية للامتحانات الرسمية، في مقدمتها امتحانات شهادة التعليم الابتدائية التي ستجري يوم 23 من الشهر الجاري، أي مع بداية شهر رمضان، إلى جانب عرض أهم التدابير لتحصينها من التسريبات، فضلا عن تناول ومناقشة التدابير المتخذة  مؤخرا في مجال تلبية مطالب القاعدة العمالية، من بينها إجراءات الترقية التي خصت عددا معتبرا من الأساتذة.       لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى