جيـش الاحتلال يستعمـل مدنيـين دروعـا و يفخـخ آخريـن بالمتفجـرات  
وثق المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان عدة شهادات لمدنيين في مجمع الشفاء ومحيطه استخدمهم جيش الاحتلال الصهيوني دروعا بشرية من بينهم مرضى وجرحى رغما عنهم والزج بهم في ظروف شكلت خطرا على حياتهم، وذلك لتأمين وحماية قواته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة وفي محيطه، كما تحدث المرصد الحقوقي عن تفخيخ جيش الاحتلال لمدنيين بكميات من المتفجرات وربطها بحبل على خاصرتهم، ووضع كاميرات في رؤوسهم، ثم إنزالهم داخل فتحات أنفاق أو إجبارهم على الدخول إلى مواقع يعتقد جيش الاحتلال أنها تستخدم لأغراض عسكرية.

وأشار تقرير نشره المرصد الأورو متوسطي أمس إلى استخدام جيش الاحتلال مدنيين من المرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي كدروع بشرية واستغلهم سواء لتحصين عملياته العسكرية داخل المستشفى أو لتشكيل ساتر خلف قواته وآلياته العسكرية أو إرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي للطلب من سكانها إخلاءها.
وشدد نفس المصدر على الحظر المطلق لاستخدام المدنيين كدروع بشرية خلال النزاعات المسلحة، باعتبارهم أشخاصا محميين وفقا للقانون الدولي الإنساني بقواعده العرفية والمكتوبة، مشيرا إلى أن استخدام المدنيين كدروع بشرية جريمة حرب تخضع لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية، داعيا إلى تفعيل المساءلة القضائية الدولية لمرتكبي هذه الجرائم وتحقيق العدالة للضحايا، كما أبدى المرصد الحقوقي قلقه العميق إزاء الوضع الجاري في مجمع الشفاء الطبي والمخاطر الماثلة أمام المدنيين، بمن في ذلك المرضى والعاملون الصحيون والنازحون بداخله المحميون بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي السياق ذاته كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتقاء 5 شهداء من الجرحى المحاصرين من قبل جيش الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي لليوم السادس على التوالي دون مياه وطعام و خدمات صحية، وأشارت إلى أن البقية في حالة سيئة جدا وبدأ الدود يخرج من جروحهم، والطواقم الطبية والمرضى المحاصرين يناشدون كافة المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي التدخل العاجل لإنقاذ أرواحهم، كما نددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالمجزرة البشعة المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال في مجمع الشفاء والمناطق المجاورة، وتحاول استغلالها بحجج وذرائع واهية لتدمير كامل مجمع الشفاء الطبي وقتل مئات المدنيين الفلسطينيين واعتقالهم وحرق مئات المنازل وتدميرها، وعبرت وزارة الخارجية عن شديد غضبها واستغرابها من تحول المجتمع الدولي إلى منتدى بارد ينتج التصريحات والمواقف والمطالبات والمراهنات على الاحتلال بشأن حكاية المدنيين وضمان احتياجاتهم الأساسية دون أن يتمكن من ترجمة تلك المواقف إلى إجراءات عملية ملزمة تليق بمكانة الإنسان. كما نددت حركة حماس بقصف المدنيين العزل بالمسيرات ودهس المصابين تحت جنازير الدبابات، وأشار بيان الحركة إلى أن ممارسات الاحتلال تؤكد أن جيشه عبارة عن عصابة من القتلة المتعطشين للدماء والانتقام.
ومع استمرار العدوان الصهيوني على غزة يمعن جيشه النازي في استخدام أبشع الجرائم التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلا، ولم تتحدث عنها الحروب عبر الأزمنة، ويقود المحتل منذ الإثنين الماضي حملة عسكرية واسعة داخل مجمع الشفاء الطبي، وارتكب مجازر مروعة في حق المدنيين من النازحين والمرضى والجرحى والطواقم الطبية، على الرغم من أن هذه المستشفى لم يستخدم لأغراض عسكرية، ولم يستطيع جيش الاحتلال تقديم أي دليل يؤكد ذلك، وما قام به هو الانتقام من الطواقم الطبية والمدنيين الأبرياء، ونفذ في حقهم إعدامات ميدانية، وتجاوز عدد الشهداء الذين سقطوا في هذا المستشفى 100 شهيد منذ الإثنين الماضي، وتجاوز عدد المعتقلين 400 شخص، كما دمر الاحتلال عدد من مباني المستشفى، وأحرق عشرات المنازل المحيطة به في جرائم مروعة يحاول من خلالها الاحتلال تقديم انتصارا وهميا من عدوانه المستمر على قطاع غزة، في حين هذا الانتصار لم يتجاوز قتل المدنيين والنساء والأطفال، وتدمير البيوت والمرافق العمومية والخدماتية، واستهداف المنظومة الصحية، بالمقابل المقاومة الفلسطينية لا تزال تكبد الاحتلال المزيد من الخسائر منذ بداية العدوان، ولا تزال على جاهزيتها، وتخوض يوميا معارك ضارية ضد قوات الاحتلال.
وفي سياق متصل كشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المتواصل لليوم 167 الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 7 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 65 شهيدا و92 إصابة خلال 24 ساعة الأخيرة، كما ارتفعت حصيلة العدوان منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 31988 شهيد و74188 إصابة.
وفي الإطار ذاته يواصل جيش الاحتلال الصهيوني استخدام سلاح التجويع ضد المدنيين العزل خاصة بشمال القطاع، وكشف بيان لوكالة الأونروا أمس عن منع الاحتلال وصول قافلة غذائية إلى شمال غزة للمرة الثانية هذا الأسبوع، وأشار بيان الوكالة إلى أن آخر مرة تمكنت من إرسال مساعدات غذائية إلى الشمال كانت منذ حوالي شهرين، وحذرت من تفاقم المجاعة بشمال قطاع غزة واستمرار موت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى