الاحتـلال يراهـن على كسـب المزيـد من الوقـت لتدميـر ما تبقى من غـزة
يراهن الكيان الصهيوني على كسب المزيد من الوقت لتدمير ما تبقى من غزة، وكثف الاحتلال خلال شهر رمضان من ارتكاب المجازر المروعة في حق المدنيين الأبرياء، والنساء والأطفال واستهداف ما تبقي من المنظومة الصحية، ويواصل استباحة دماء المرضى والجرحى في مجمع الشفاء الطبي بعد اقتحامه من جديد منذ أسبوع، ليبحث عن نصر وهمي، بعد أن عجز عن تحقيق هدف واحد من أهداف العدوان خاصة تحرير أسراه وتفكيك المقاومة في غزة، كما يتهرب الكيان الصهيوني من أي اتفاق سياسي وشيك لوقف العدوان وإمضاء صفقة لتحرير الأسرى الصهاينة، رغم المرونة التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات، ويراهن بذلك الاحتلال على كسب المزيد من الوقت بارتكاب المزيد من المجازر وتجويع المواطنين، لعله يستطيع أن يحقق عبر المفاوضات ما عجز عن تحقيقه عن طريق ضباطه وجنوده في أرض المعركة بعد أن غرقوا في أوحال غزة، وأمعنوا في قتل النساء والأطفال.

وأشارت في هذا السياق وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأن إصرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال على الحل العسكري في غزة بديلا للحلول السياسية يكشف حقيقة أهدافه في تدمير القطاع وتفريغه من سكانه، ولفت بيان الوزارة أمس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يؤكد على التمسك باستمرار حرب الإبادة التي يذهب ضحيتها المدنيون الفلسطينيون، ويكشف النوايا الخبيثة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال، وغير المعلنة والتي لا يستطيع أي اتفاق سياسي لوقف الحرب تحقيقها، بل يحققها حسب بيان الوزارة من خلال كسب المزيد من الوقت لارتكاب المزيد من المجازر وتعميق مظاهر الإبادة الجماعية وتدمير كامل قطاع غزة وتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة ودفع سكان القطاع للهجرة عنه. وعبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن استغرابها الشديد ورثائها لحالة المجتمع الدولي والدول التي تدعي الحرص على حماية المدنيين وإدخال المساعدات لهم، وهي تبدو عاجزة عن طرح مبادرات سياسية تسقط القناع عن أهداف الاحتلال الإسرائيلي من الحرب وتؤدي هدف حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم بأقصر الطرق السياسية، ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار أممي ملزم  يعتمد من خلاله صيغة سياسية يتم التوافق عليها بين الأطراف كافة لوقف حرب الإبادة فورا.  وفي سياق متصل يواصل جيش الاحتلال الصهيوني جرائمه وارتكاب المزيد من المجازر في مجمع الشفاء الطبي، بالرغم من أن هذا المستشفى يقدم خدمات للمدنيين ولجأ إليه آلاف النازحين مع بداية العدوان، وقدمت أمس وسائل إعلام شهادات صادمة لما يقوم به المحتل من جرائم في حق المدنيين العزل، وتحدث شهود عن تعرض نساء للاغتصاب، منهن سيدة حامل تعرضت للاغتصاب من طرف جنود الاحتلال، كما تحدثت شهادات مواطنين عن قيام جيش الاحتلال الصهيوني النازي بحرق مواطنين أحياء في منازلهم، ناهيك عن عمليات الإعدام الميداني التي نفذها في حق مواطنين وطواقم طبية داخل المستشفى، من بينهم طبيب رفض مغادرة المستشفى وترك المرضى والجرحى، ليقوم جيش الاحتلال بإعدامه رميا بالرصاص.
ولم يكتف جيش الاحتلال الصهيوني بجرائمه المروعة في مجمع الشفاء وانتقل أمس إلى مستشفى الأمل بخانيونس المحاصر منذ أسابيع، حيث أمر النازحين والمرضى والجرحى بإخلائه والخروج منه عراة متجردين من ثيابهم، كما اغتال الاحتلال أحد كوادر الدفاع المدني في ذات المستشفى، وفي نفس الوقت يواصل المحتل استخدام سلاح التجويع بمناطق شمال غزة واستهداف المدنيين الجوعى من منتظري المساعدات، حيث استشهد ليلة أول أمس 19 مواطنا وأصيب العشرات في استهداف قوات الاحتلال لتجمع مواطنين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية.
وأوضح أمس رائد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة في تصريح صحفي أن طواقم الدفاع المدني باتت تستجيب للحد الأدنى من نداءات المواطنين، بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي معظم مقدراتها من مركبات ومعدات وآلات ثقيلة، وبفعل رفضه إدخال الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى من هذه المركبات، وأكد  نفس المصدر بأنهم يضعون المجتمع الدولي بأكمله لاسيما المؤسسات الحقوقية ومنظمة الحماية المدنية الدولية التي تدعي العمل الإنساني أمام مسؤوليتها وواجبها الذي نص عليه القانون الدولي الإنساني، بأن من واجبهم حماية مقدمي الخدمات الإنسانية ودعمهم بما يساعد في أداء عملهم. وعلى صعيد التطورات الميدانية في غزة كشف أمس التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 170 على قطاع غزة الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتكاب جيش الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 84 شهيدا و106 إصابة، ليرتفع العدد الإجمالي للعدوان الإسرائيلي إلى 32226 شهيدا و74518 إصابة منذ السابع أكتوبر
 الماضي.             
                         نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى