الأمـــــــــــم المتحـــــــــدة تحـــــذر من مذبحــــة في رفـــح
حذر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من مذبحة في رفح في حال تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكري برية، وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة « يانس لاركيه» في مؤتمر صحفي عقد في جينيف، أمس، إلى أن أي عملية برية في رفح ستشل العمل الإنساني المنقذ للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة، إلى جانب المزيد من المعاناة والموت للسكان المدنيين والنازحين البالغ عددهم 1.2 مليون فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مضيفا بأن رفح هي قلب العمليات الإنسانية في غزة، حيث تخزن فيها العشرات من منظمات الإغاثة الإمدادات التي تقدمها للمدنيين في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الغذاء والمياه ومستلزمات الصحة والصرف الصحي والنظافة، وأكد ممثل الأمم المتحدة بأن هذه الأخيرة لن تشارك في أي أمر بإجلاء غير طوعي للناس، مضيفا بأن الأمم المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان استمرار العملية الإنسانية تحت أي ظروف.

وفي السياق ذاته حذرت منظمة الصحة العالمية من أي عملية عسكرية برية في رفح والتي ستؤدي إلى موجة جديدة من النزوح، والمزيد من الاكتظاظ وانخفاض فرص الحصول على الغذاء الأساسي والمياه والصرف الصحي، إلى جانب المزيد من تفشي الأمراض، وعبرت منظمة الصحة العالمية عبر أحد مسؤوليها عن أملها في ألا يحدث التوغل العسكري في رفح، وقالت بأنها ستتحرك نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وتجدر الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني كثف خلال الأيام الأخيرة من عمليات القصف الجوي على منطقة رفح مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين من المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال، بعد أن استهدف منازل المواطنين وخيام النازحين، وربط محللون بين هذا التصعيد الصهيوني على رفح، وبوادر الهجوم البري، خصوصا وأن المفاوضات الجارية عن طريق الوسطاء المصريين والقطرين لم تصل إلى أي نتيجة، وتلويح أكثر من مرة رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو بنقل المعركة إلى رفح مهما كانت نتائج المفاوضات الجارية لوقف النار، وتعكس هذه التصريحات مراوغة قادة الكيان الصهيوني وتهربهم من توقيع أي اتفاق لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أمس عن انتهاء جولة المفاوضات الجارية في القاهرة لوقف إطلاق النار، وأشار بيان للحركة عن مغادرة وفد حماس القاهرة ليلة أمس للتشاور مع قيادة الحركة، وأوضح في هذا السياق ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان في تصريح صحفي أمس أن الحركة تتعامل مع هذه الجولة من المفاوضات بنفس الجدية التي تعاملت فيها مع كل جولات المفاوضات السابقة، مؤكدا بأن الحركة تركز على وقف دائم للعدوان، وقال هذا الموقف جوهري ومنطقي في إطار اتفاق إطلاق النار ونهاية هذا العدوان على الشعب الفلسطيني، بما يؤسس لمستقبل هذه المنطقة وتحقيق الاستقرار فيها، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من غزة، مشيرا إلى أن العالم أصبح رهينة لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة التي ارتكبت الكثير من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مضيفا بأن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يخترع المبررات لاستمرار العدوان، ظنا منه بأن بتوسيع دائرة النيران يطيل أمد بقاؤه في الحكومة، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال هي التي تخرب جهود الوسطاء للوصول إلى صفقة، وأضاف بأن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مؤهلة لتتحدث عن من الذي يعطل إجراءات ومفاوضات وقف إطلاق النار، وقال أمريكا هي من تدعم الاحتلال وتزوده بالقنابل التي يستخدمها في إبادة الشعب الفلسطيني، داعيا إدارة الرئيس الأمريكي بايدن للضغط على رئيس حكومة الاحتلال ليتم هذه الصفقة، وأكد الحركة لا تزال حريصة على اتفاق شامل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب التام ويحقق صفقة تبادل جادة للأسرى في سجون الاحتلال، مضيفا بأن المقاومة لا تفاوض من ضعف، ويدها على الزناد ولا يمكن للاحتلال أن ينتزع بالسياسة ما لم ينتزعه بالنيران.
وعلى صعيد تطورات الوضع الميداني في قطاع غزة كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني 3 مجازر خلال 24 ساعة الأخيرة أدت إلى استشهاد 29 شخصا وإصابة 110 آخرين بجروح،  لترتفع بذلك حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان إلى 34683  شهيد و78018 إصابة، كما كشفت الوزارة عن استشهاد أمس 6 مواطنين بنيهم 3 أطفال وامرأتان إثر قصف طائرات جيش الاحتلال الصهيوني لمنزل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
من جانب آخر أعلنت أمس حكومة الكيان الصهيوني غلق مكتب قناة الجزيرة ومنعها من العمل والتغطية الصحفية، وصفت عدة منظمات وهيئات هذا القرار بالانتهاك الفاضح لحرية الصحافة، وإجراء قمعي وانتقامي من دور قناة الجزيرة في فضح جرائم الاحتلال.
نورالدين ع  

الرجوع إلى الأعلى