لا يزال سيناريو غرق قوارب المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر المتوسط يصنع الحدث في جميع أنحاء العالم و بالخصوص في أوروبا التي تتجه نحو عقد قمة طارئة لملف الهجرة غير الشرعية، الذي أصبح يشكل هاجسا كبيرا لها ، هذا بعد أن شهدت مياه البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة حوادث غرق عديدة ذهب ضحيتها آلاف الأشخاص الفارين من البلدان الإفريقية في عرض البحر، ففي الوقت الذي لا تزال فيه قوات خفر السواحل الإيطالية تنتشل ضحايا القارب الذي غرق أمس و كان يقل نحو 700 مهاجر، وقعت اليوم الإثنين كارثة إنسانية أخرى في المتوسط حيث غرقت سفينة قرب سواحل اليونان كانت تقل نحو 300 مهاجر غير شرعي، حسب ما أعلنت عنه المنظمة الدولية للهجرة .

و قد نقل ذات المصدر في وقت سابق معلومات تفيد بأن معظم هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القارة الإفريقية جاؤوا من ليبيا وهم سوريون و أفارقة من جنوب الصحراء و ارتريا والصومال و أثيوبيا، كما تفيد عديد وسائل الإعلام بأن قدوم هذا العدد الهائل من المهاجرين غير الشرعيين لم يكن مجرد صدفة و إنما هناك تنظيما يقف وراء هؤلاء في هذا البلد الذي يعيش انفلاتا أمنيا، و المتمثل في ميليشيات فجر ليبيا التي أصبحت تمارس الهجرة غير الشرعية كتجارة تذر عليها بالكثير من الأموال، حيث تفرض على كل مهاجر غير شرعي دفع مبلغ 1000 دولار ليغادر الأراضي الليبية، و قد أصبح يلجأ إليها آلاف الأشخاص الليبيين و المتسللين من دول الجوار، و كذا القادمين من دول المشرق العربي التي تعيش حالة حرب كسوريا و فلسطين عن طريق مطار معتيقة بطرابلس الواقع تحت سيطرة الميليشيات، و من تم يتنقل هؤلاء الأشخاص إلى مدن  كزوارة وصرمان وصبراته ومصراته للترتيب لهجرتهم غير الشرعية عبر قوارب الموت .

و أفادت ذات المصادر بأن ميليشيات فجر ليبيا تستغل عائدات الهجرة غير الشرعية في التسليح وتمويل عملياتها الإرهابية، حيت تقول مصادر ليبية إن أنصار الشريعة وتنظيم الدولة "داعش" في مدينتي صرمان و زوارة يستغلان هذه التجارة لدعم مسلحيهم، و أن هذه الميليشيات تتعاون مع ميليشيات فجر ليبيا في الساحل الغربي الليبي لإيصال المئات من الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، حيث تعتبر مدينة زوارة مركزا لإنطلاق المهاجريين غير الشرعيين من ليبيا إلى أوروبا .

للإشارة فإن الرئيس الراحل معمر القذافي قد وقع في وقت سابق اتفاقية مع إيطاليا تتضمن دعم جهاز حرس الحدود وخفر السواحل لمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث أرسلت آنذاك إيطاليا أربع طائرات استطلاع، لكن في سنة 2011 التي شهدت إنتفاضة شعبية ضد الرئيس معمر القذافي حاول هذا الأخير بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية استخدام الهجرة غير الشرعية للضغط على الدول الأوروبية لوقف مشاركتها في عمليات الناتو ضد نظامه و هو الأمر ذاته الذي تقوم به ميليشيات فجر ليبيا للضغط على إيطاليا من أجل تقديم الدعم لها.

أسماء . بوقرن

الرجوع إلى الأعلى