مختصـــون يدعــون لتحريـر الإعــلام من قبضة التجـارة

دعا أول أمس المشاركون في تنشيط فعاليات الملتقى الوطني الأول حول الإعلام الثقافي بولاية بومرداس، إلى تحرير الإعلام من قبضة التجارة، معتبرين الإعلام الثقافي بشكل خاص، ضحية لتغليب ما أسموه بالبعد التجاري للمؤسسات الإعلامية، مشددين على ضرورة تفعيل كل قنوات الاتصال لتسويق الثقافة المحلية الجزائرية لمواجهة ما وصفوه بالتهديدات الداخلية و الخارجية القادمة عبر وسائل الإعلام الوطنية و الأجنبية.
و أجمع المشاركون في الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه جمعية صحفيي ولاية بومرداس، بالتعاون مع دار الثقافة رشيد ميموني التي احتضنته، أن الأحداث الثقافية لا تحظى بالتغطية و الاهتمام الإعلامي الكافي من طرف وسائل الإعلام الوطنية و خاصة المحلية، حيث لا تتم تغطية النشاطات الثقافية، مشيرين إلى أن الإعلام الثقافي وقع ضحية توجه خاطئ، ألغى حق المواطن في إعلام متوازن، بلغ درجة وصفوها بالخطيرة ، عندما قررت بعض الجرائد المحلية إلغاء الأركان الثقافية من صفحاتها.
و قالت الدكتورة فطيمة بوهني ، أستاذة محاضرة في كلية الإعلام و الاتصال بجامعة الجزائر 3، و ممثلة الأكاديمية البريطانية الدولية للتدريب و التطوير بالجزائر ، بأنه بات من الضروري تفعيل قنوات الاتصال بأي شكل من الأشكال من أجل تفعيل الإعلام المحلي و الثقافي لتسويق الثقافة الجزائرية، مضيفة في تصريح خصت به النصر، بأن الإعلام المحلي ظهر لمجابهة ما أسمته بالتهديدات الداخلية و الخارجية التي تسوق عبر بعض القنوات الخاصة لضرب الهوية الثقافية الجزائرية.
كما انتقدت الدكتورة اهتمام الإعلام الثقافي الجزائري بتوجهات بعينها، كالرقص و الغناء، إضافة إلى الجانب الإشهاري الذي اعتبرت بأنه غلب على الاهتمام بالنشاطات الثقافية، بالخصوص من طرف بعض القنوات الخاصة، مما جعلها تخفق في تسويق الصورة الثقافية الجزائرية، مشيرة إلى أن الاهتمام بالثقافة المحلية، يقع في ذيل اهتمامات هذه القنوات التي أهملت بعدا يستغل اليوم في إطار إستراتيجية الحرب أو المؤامرة الإعلامية التي ترسخ لغزو ثقافات أجنبية، في ظل غياب شبه كلي لتسويق الثقافة المحلية ، حسب تعبيرها.
كما دعا المشاركون في الملتقى الذي نظم في إطار إحياء اليوم الوطني للصحافة، إلى تفعيل دور الإعلام الثقافي المحلي الذي قالوا بأنه سينجح بنسبة أكبر إذا اهتم كل صحفي بثقافة، عادات و تقاليد منطقته، معتبرين بأن ذلك يساعد في التنمية الثقافية المستدامة للمجتمع، كما أشارت الدكتورة بوهني إلى دوره الفعال في نشر الثقافة المحلية عبر نشر ثقافة الوحدة و التضامن و التطور، معتبرة إنشاء القنوات الإذاعية  المحلية الوسيلة الأنجع لذلك، لأنها تساهم في جلب المواطن المحلي لفهم أمور كثيرة في المجتمع منها السياسة، الاقتصاد، الثقافة.
و شددت المتدخلة بأن الإعلام المحلي الجواري يهتم بكل الشؤون المحلية للمنطقة من خلال التحدث بلهجة المواطن و طرح مشاكله و شؤونه و قضاياه، مما يعمل على وحدة و تماسك الوطن و الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال المحافظة على الثقافة المحلية.
من جانب آخر، قالت الدكتورة فاطمة حواس بأنه لا يمكن شن حرب ميدانية نعتمد فيها على قوة السلاح، دون أن نعتمد على قوة الأفكار و قوة نشر مبادئ الثورة الجزائرية و القضية إلى الرأي العام الدولي، لذلك استطاع الإعلام الجزائري أثناء الثورة التحريرية، أن يروج  لحقوق الشعب الجزائري و لهمجية فرنسا و لطرق تعذيبها، و مارس الإعلام المضاد للإعلام الفرنسي الذي كان يقول بأن الجزائر الفرنسية، ليؤكد بأن الجزائر جزائرية.
يذكر أن أساتذة جامعيين و اعلاميين متخصصين، شاركوا في تنشيط فعاليات الملتقى الذي ينتظر أن يتحول إلى تقليد سنوي إحياء لليوم الوطني للصحافة، قصد إعطاء دفع للإعلام الجزائري.
إ.زياري 

الرجوع إلى الأعلى