كتابة التاريخ في الأدب بناء للحاضر و تأسيس للغد
قال الكاتب و الصحفي السابق و المستشار الثقافي لدى وزارة الاتصال، أحمد  بن زليخة، خلال اليوم الأدبي الذي نشطه أمس بقسم اللغة الفرنسية بجامعة قسنطينة 1، أن روايته الأخيرة «ساقية سيدي حسان» التي تعد ثاني أعماله الأدبية، عبارة عن رواية تاريخية مستوحاة من تاريخ الجزائر القديم، و التي يعود فيها إلى سنة 1830 مع بداية الاستعمار الفرنسي، قائلا أن كتابة التاريخ في سياق أدبي تعتبر إعادة بناء للحاضر و تأسيس للغد.وتمحور النقاش خلال هذا اللقاء الأدبي حول إشكالية التاريخ و الرواية، و كيفية تداخل كل منهما مع الآخر بأشكال عديدة و متنوعة، أهمها إعادة استحضار و صياغة التاريخ في شكل مقتطفات تغلفها مخيلة الكاتب و تطغى عليها روح الأدب التي قد تضيف بعض الأحداث أو تقصي البعض الآخر، بما يخدم النص و الحبكة الروائية، كما هو الحال في روايته الأخيرة التي استرجع فيها الكاتب بعض الشخصيات التاريخية المشهورة كأحمد  باي، باي قسنطينة الكوروغلي و الداي حسين داي الجزائر العاصمة، التي اختارها كإطار مكاني لنصه.    كما تعد هذه الرواية حسب مؤلفها، فضاء للعديد من التبادلات الثقافية و الفكرية بين الموروث الفني و الثقافي الجزائري و الأجنبي، و ذلك من خلال شخصية مراد نوي، بطل القصة الذي تربطه صداقة قوية برسام إسباني يعيش في الجزائر، بالإضافة إلى العديد من التساؤلات حول الفن خاصة فيما يتعلق بالفن التشكيلي و تياراته المختلفة، كما تخللت النص بعض الإشارات إلى التصوف و التفكير في فن إدارة الدول، وقال بن زليخة أيضا في سياق حديثه عن هذا النص أنه واع تماما لوجود الكثير من التناص مع بعض الأعمال الأدبية العالمية كرائعة سيرفانتاس
« دون كي شوت» و غيرها.    
 و أثرى هذا النقاش نخبة من أساتذة قسم اللغة الفرنسية الذين عرفوا بن زليخة عندما كان طالبا بنفس القسم، و رافقوه في خطواته الدراسية الجامعية قبل أن يحلق بأجنحة الأدب بعيدا عن قسنطينة و جامعتها ليستقر حاليا بالعاصمة، أين يعمل الآن كمستشار ثقافي بها، بعد أن مارس مهنة الصحافة خلال سنوات التسعينيات، و عبر الكاتب عن سعادته باستضافته خلال هذا اليوم الأدبي الذي نظمته خلية التنشيط العلمي و الإعلامي تحت إشراف الأستاذ رضوان عيساني و عميد كلية الآداب و اللغات حسن كاتب.
    لأحمد بن زليخة العديد من المؤلفات النقدية، النظرية و الأدبية آخرها « ساقية سيدي حسان » التي ستناقش فيها اليوم رسالة « ماستير» بقسم اللغة الفرنسية، الذي غادره بعد أن استرجع فيه لسويعات سريعة ذكريات الدراسة من خلال  الطلبة الذين أمطروه بالأسئلة حول تجربته الأدبية، واعدا إياهم بإطلالة روائية قريبة ستكون حاضرة بمعرض الكتاب المقبل ، و التي تحمل عنوان « رجل يريد أن يتعلم اللغة الاسبانية » ، و التي تحكي قصة رجل لا لغة له.  
أمينة.ج

الرجوع إلى الأعلى