الشعراء الشعبيون هم قضاة يحلون المشاكل بالكلام الملحون
يحاول الشاعر الشعبي عبد الله برماكي أن ينقل الشعر الشعبي الجزائري من مدينة أفلو بأدرار إلى مناطق الجزائر المختلفة وذلك بنصب خيمة البادية وتوزيع الشاي على المستمعين الذين يجلسون أرضا من أجل الاستمتاع بالكلام الملحون.
الشاعر الذي التقيناه بقاعة العروض الكبرى أحمد باي ضمن الأسبوع الثقافي لأدرار بقسنطينة، اختار قصائدا من ديوانه الأول الموسوم «صور من الواقع على إيقاع المواجع»، عالج من خلالها قضايا اجتماعية مرتبطة بمفهوم الأرض والوطن، حيث حملت كل الأشعار الجميلة ، كلاما إرشاديا وتوجيهيا.
وينتظر عبد الله برماكي أن يصدر كتابه الجديد الذي يحمل عنوان «فنون في الشعر الملحون» والذي يحتوي حسبه على نماذج شعرية للكاتب،  سيبرز من خلالها المحسنات البديعية للشعر الملحون وجماليات الصورة في القصيدة.
الكاتب اعتبر لجوءه لكتابة الشعر الملحون في ديوانه الثاني الذي ينتظر الطبع، بمثابة إعادة التذكير بأهم القواعد التي يرتكز عليها الشعر الشعبي في الجزائر من ناحية البحور والنظم العام للقصيدة، حيث لاحظ في كثير من قصائد الشعراء الشعبيين إهمالهم لجانب تكوين القصيدة مما يضعف الشعر الشعبي باعتباره شعرا غنائيا بامتياز.
ابن مدينة أفلو، يرى بأن اللغة البسيطة هي عمق الشعر الشعبي لكن على الشاعر أن يشكل من بساطتها معنى جديدا ليطور به ذائقة المستمعين ويوسع من الفضاء الإدراكي له، أين تحفظ الشاعر عبد الله على الكثير من القصائد الشعبية التي تتحدث عن اليوميات الجزائرية كالذهاب إلى السوق أو اختيار الزوجة بلغة الشارع العادية والتي لا تحمل أي تجديد يمكن أن يضاف للوعي الجمعي.
وتأسف الشاعر لقيمة الدواوين الشعرية المتخصصة في الشعر الشعبي، واصفا إياها  بالسطحية، حيث يظهر ذلك حسبه من  العنوان قبل قراءة القصائد، وهو ما يوحي له بأن الشعراء لم يستوعبوا البعد الجمالي للشعر الشعبي، مضيفا بأن كثيرا من القنوات الإعلامية تنشر شعرا غير جيد، مما يعطي الانطباع بتوقف الشعر الشعبي في الجزائر عن التطوّر وبقائه محصورا في كلمات ومعان محددة.
محدثنا اعتبر بأن الشعر الشعبي، لم يعد من اهتمامات الجهات المسؤولة وقد تراجع الاهتمام به بشكل كبير وذلك لعدم وعي الكثير من الأطراف بقيمته من ناحية التعليم والترفيه والوعظ الأخلاقي، فالشاعر الشعبي حسب عبد الله برماكي ابن بيئته حيث يمكنه أن يعبر عنها ويقترح حلولا جمالية وهو ما سيساهم في توعية النشء وتثقيفه أكثر ففي كثير من المدن الصحراوية هناك من الشعراء الشعبيين من يتمتعون بمكانة عالية بين الناس، فهم كقضاة يساهمون في حل النزاعات و إسداء النصح بين المتخاصمين، فالشعر الشعبي مرتبط دائما بقيمة الإنسان وقدرته على التغير.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى