احتفى عديد النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالذكرى 39 ، لرحيل أحد ألمع نجوم الكوميديا الجزائرية و هو الحاج عبد الرحمان، الشهير باسم و دور المفتش الطاهر، بنشر صوره و مقاطع من أعماله، و كذا أشهر العبارات التي كررها في أدواره، مؤكدين بأنه ظاهرة فنية لا تتكرر.
الفقيد و هو كاتب سيناريو و فنان مسرحي و سينمائي و تليفزيوني، ولد في 12 أكتوبر 1940  بالجزائر العاصمة، و توفي في 5 أكتوبر 1981 بباريس، أي أنه توفي و هو  في ريعان شبابه، لكنه بقي خالدا في ذاكرة أجيال من الجزائريين من خلال أدواره المميزة التي أداها باللهجة الجيجلية.
كانت انطلاقة «الانسبكتور» في عالم الفن في ستينات القرن الماضي، كمصور و تقني، ثم سحرته الخشبة، فقدم عدة أعمال مسرحية، بمعية العديد من الممثلين ومن بينهم رفيق دربه الفني يحيى بن مبروك، على غرار مسرحية «مونسيرا» و مسرحية «بنادق أم كرار» لكاتب ألماني، و قام بجولات مسرحية عبر الوطن و قدم عديد الاسكاتشات، بعد أن قرر تبني اللهجة الجيجلية في أعماله، كما نصحه أحد أصدقائه، و كان الأمر بسيطا بالنسبة إليه، لأنه ينحدر من المنطقة.
في البداية أثار ذلك حفيظة الجيجليين، لكنهم سرعان ما تقبلوها و تعودوا عليها على لسانه، لأنهم أحبوا أعماله الفكاهية.
حقق الفنان الراحل شهرة أكبر في السينما و التليفزيون،  حيث قام ببطولة عديد الأعمال، من بينها فيلم «الفأر «في 1968 مع قاسي القسنطيني و فيلم «عطلة المفتش الطاهر «في1972 و كذا «المفتش الطاهر يسجل الهدف» في 1977 مع يحيى مبروكي و قد أخرج الفيلمين موسى حداد، و حقق بهما الحاج عبد الرحمان  نجاحا مدويا لا يزال متواصلا لحد اليوم، حيث يعرضان من حين لآخر عبر التليفزيون الجزائري و يتابعهما بشغف رواد مواقع التواصل من خلال يوتيوب،  و يعتبر فيلم «القطط» الذي كتب السيناريو الخاص به و قام ببطولته الفقيد ، آخر أعماله.
في ذكرى رحيل الفنان الحاج عبد الرحمان ، خصص له ناشطون من مختلف الفئات العمرية، عبر الفضاءات الافتراضية وقفة للذكرى و العبرة، مخلدين أعماله و أقواله ، داعين الممثلين الشباب إلى التعلم منه ، فقد كان مدرسة حقيقية للكوميديا، و كان يعيش أدواره و يستعمل كل أشكال التعبير الجسدي و الإيماءات و العبارات لتقديم أعمال خالدة تتحدى الزمان بصدقها و عفويتها و جمالها و قدرتها على افتكاك ضحكات من شفاه و قلوب أجيال متتالية.
إ.ط

الرجوع إلى الأعلى