مراد بوكرزازة و نور الدين درويش يقدمان آخر إصداراتهما
قدم أمس الكاتبان مراد بوكرزازة و نور الدين درويش ، آخر إصداراتهما وهما «لو»  و»وميس»على التوالي، في أمسية أدبية احتضنها المقهى الثقافي حليمة تواتي، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي الفني دورة محمد ديب، كما ألقى مجموعة من الشعراء قراءات شعرية، ليتم في الختام توقيع اتفاقية بين الفائز بالجائزة الأولى لمسابقة العلامة عبد الحميد بن باديس، الشاعر شوقي ريغي و دار النشر نوميديا.
احتضنت أمس دار الثقافة مالك حداد أول أمسية أدبية لهذا الموسم، و قد دشنها الشاعر نور الدين درويش بإصدار جديد يعد الأول له في مجال الرواية، باعتباره شاعرا له عديد الدواوين الشعرية،  حيث قال بأن رواية «وميس»  هي أولى كتاباته في عالم الرواية و قد تكون الأخيرة، موضحا بأنه قضى سنوات طويلة في كتابتها، بحكم انشغالاته المهنية، و خرجت إلى النور بعد تقاعده من منصب أمين عام بالجامعة.
و قال المتحدث عن الرواية «إنها طفولتي و شبابي و حاضري و ربما مستقبلي ، و كل الطموحات التي يمكن أن يختزلها الإنسان و يقولها في بيت شعري، و أشبه ما تكون بالسيرة الذاتية»، مؤكدا بأنه سجل فيها مجموعة من الأحداث التي عاشها البطل هلال الذي تقمصه في البداية، و يعد من أبناء الجزائر المستقلة و ينتمي إلى أسرة محافظة متشبعة بالقيم الدينية و الثورية و الوطنية، له من الكبرياء و عزة النفس ما يمنعه من الوقوع في دائرة الذل و الخضوع ، و يتسم بالشجاعة و الحكمة و الاعتدال.
و أضاف بأن هلال عاش كل الأحداث التي عايشتها الجزائر منذ الصحوة الإسلامية و أحداث الربيع القبائلي، إلى أحداث الحراك، مرورا بالمأساة الوطنية عشرية الدماء،  فقد نشأ بطل الرواية  في جو دراسي تنافسي، حيث كان يحلم هو و زملاؤه بغد أفضل مقبلين على الحياة ، و اختصر  حبهم للدين و الدنيا و الوطن في وميس، التي اعتبرها الزميلة المدللة التي تشع عليهم كل صباح، و تمدهم بالطاقة الايجابية و تملأهم  بالغيرة و الحقد النافع، غير أنهم تفرقوا بعدها في الحياة كل سار في دربه، لتحقيق أحلامه، لكن منهم من جن قبل بلوغ الهدف و منهم من فر بجلده و هاجر و منهم من تعثر، فداسته الأقدام، و منهم من جبن و خان القضية، و منهم من لم يبال بالعثرات و واصل المشوار، هلال كان شاهدا على كل ما جرى و يجري، أما وميس فهي الشاهد الأكبر، مشيرا في الختام إلى أن الرواية صادرة عن دار الأوطان و تقع في 192 صفحة.
من جهته قدم الكاتب مراد بوكرزازة  آخر إصدار له بعنوان «لو» عن دار نوميديا  للنشر و التوزيع، قائلا بأن قارئ إصداره الجديد ، في المرة الأولى، يعتقد أنها قصة حب بين مراهقة و طالب جامعي، غير أن الرواية في الحقيقة تحاول مناقشة عدة قضايا انطلاقا من طفولة بطلة القصة، كما تبرز عديد المحطات عبر الانتقال بين مدن جزائرية حاول أن يبرزها تاريخيا و تراثيا، و يتعلق الأمر بقسنطينة و عنابة و وهران و الصحراء الجزائرية، و تحديدا بشار و تاغيت و كل الضواحي القريبة منهما، مشيرا إلى أن الرواية تضم عديد التفاصيل المثيرة و رفض الكشف عنها ليترك مهمة ذلك للقارئ.
و أضاف الأديب بوكرزازة بأن له عديد الأعمال التي كتبها في فترة الحجر الصحي، كاشفا عن إحداها و هي رواية «صديقي الذي قتلني» و يتصور الكثيرون أنه عمل بوليسي ، غير أنه عكس ذلك، قائلا بأنه دخل من خلال هذا العمل   إلى قسنطينة من زوايا كثيرة من السويقة و رحبة الصوف و سوق العاصر، كما ناقش فيه قضية الفقيرات و البنوتات  و الصوت النسائي، و مر على إقامة صالح باي و غيرها من المحطات المهمة .
ذات المتحدث قدم في الختام جلسة بيع بالتوقيع لثلاثة أعمال هي، «الخواتم القاتلة» و هي قصة حب بين رجل و امرأة، نهايتها مأساوية على يد زوجها الذي لم يحب في الواقع  سوى مالها و الإرث الذي تركته لها عائلتها، العمل الثاني عبارة عن رواية بعنوان «ميراث الأحقاد» تسرد قصة شاب جزائري يهاجر إلى فرنسا ليقيم هناك، غير أنه يتعرض للتصفية الجسدية ،   أما ثالث عمل فيحمل عنوان   «الأغنية المبتورة» حاول من خلاله الكاتب أن يسلط الضوء على حياة طفلة صغيرة عاشت بمركز للطفولة المسعفة، و واجهت الكثير من المفاجآت غير السارة. و تم خلال الأمسية تقديم قراءات شعرية لعديد الشعراء، نذكر منهم عبد الله حمادي و ليلى لعوير، و عبد السلام يخلف و غيرهم، على إيقاع آلة العود للمبدعة الصغيرة سيرين زرارطة ، ليتم في الختام توقيع اتفاقية بين الفائز بالجائزة الأولى لمسابقة العلامة عبد الحميد بن باديس الشاعر شوقي ريغي، و دار النشر نوميديا.                      أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى