تتجه مديرية الثقافة لولاية قسنطينة نحو فسخ صفقة ترميم الرّسومات الجدارية الموجودة في قصر الحاج أحمد باي بوسط المدينة، حيث وجهت إعذارا ثانيا للمجمع الجزائري الإسباني المكلف بالدراسة والإنجاز بسبب عدم تسوية وضعية المتعامل الأجنبي، في حين ما زالت الورشة متوقفة منذ حوالي 5 سنوات، على عكس ورشة ترميم الجامع الأخضر التي صدر الأمر بالأشغال الخاص بها يوم أمس.
و أعلنت مديرية الثقافة لولاية قسنطينة يوم أمس، نصّ الإعذار الثاني في الصّحف الوطنية، حيث وجه إلى المجمع الجزائري الإسباني المكون من الشركة الجزائرية لترميم التراث الثقافي «آ.أر.بي» والشركة الإسبانية المسماة «آ.إي.إي سايسر كرونوس»، حيث استفاد سنة 2014 من صفقة «دراسة وترميم الرسومات الحائطية لقصر الباي بقسنطينة»، بينما تمحورت التحفظات الواردة في نص الإعذار حول تسوية وضعية المتعامل الأجنبي من خلال حَمْلِ المجمع على تقديم تأشيرة الإقامة سارية المفعول وتأشيرة العمل أو رخصة العمل المؤقتة سارية المفعول بتاريخ إمضاء الصفقة، والاعتماد المؤقت لممارسة مهنة المهندس المعماري الممنوحة من طرف الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين.
وتضمّن الإعذار تهديد مديريّة الثّقافة بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون، و»لاسيما فسخ الصّفقة على عاتق المجمع» في حال عدم الامتثال في أجل ثمانية أيام. وصرّح مدير الثقافة لولاية قسنطينة في اتصال بالنصر، أن مشكلة الوضعية القانونية للمتعاملين الأجانب الذين يشاطرون المتعاملين المحليين مشاريع ترميم المعالم القديمة لمدينة قسنطينة، مسجلة في جميع الصفقات، موضّحا أن المديرية طلبت من المؤسسات المستفيدة من الصفقات تقديم الوثائق التي تثبت قانونية وضعية المتعاملين الأجانب، فيما نبّه أن المجمع المشرف على قصر الحاج أحمد باي مكلف بالدراسة ومتابعة الإنجاز فضلًا عن الإنجاز.
و ذكر نفس المصدر أنه في حال فسخ الصفقة مع المجمع المذكور، فإن مصالح المديرية ستلجأ إلى الخبرة المحلية من أجل مواصلة عملية الترميم بعد إعداد دفتر شروط جديد، مشيرا إلى وجود ما يكفي من الكفاءات الوطنية القادرة على التكفل بعمليات مماثلة، على غرار خبراء المعهد الوطني للفنون الجميلة. وأضاف نفس المصدر أن الرّسومات الجدارية تشمل رحلة حج الباي أحمد وغيرها من الرسومات، فضلا عن بعض أشغال التّرميم الأخرى المسجلة في القصر.
من جهة أخرى، أصدرت المديرية في نفس اليوم الأمر بالأشغال للمؤسسة المستفيدة من صفقة استكمال ترميم الجامع الأخضر بقلب مدينة قسنطينة، حيث استفادت من العملية مؤسسة إنجاز جزائرية، في حين ذكر مدير الثقافة أن جميع ورشات ترميم المساجد ستُبعَثُ بحسب درجة تقدم كل واحدة منها في جانب الإجراءات؛ عسى أن تُستكمل بها الأشغال في أقرب الآجال.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى