أشرفت أمس، وزيرة الثقافة و الفنون مليكة بن دودة، على تنصيب المجلس الاستشاري للتراث الثقافي، مؤكدة بأن هذه الهيئة موجهة للتفكير والإجراء في آن واحد، و قد تم استحداثها لمساعدة مصالح وزارة الثقافة و الإسهام في آليات الوقاية المستعجلة.
  و ذكر بيان نشر عبر الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والفنون، عبر موقع فيسبوك، بأن  الوزيرة نصبت أعضاء مساء الثلاثاء المنصرم، بدار الأوبرا بوعلام بالسايح، وقالت في كلمة بذات المناسبة، بأن التخريب والتشويه  والإهمال الذي طال بعض المواقع مؤخرا استوجب استحداث هذه الهيئة، التي حثت أعضاءها على الاضطلاع بمهامهم في حماية التراث و حفظه و إشراك المجتمع المدني وتقريبه من فهم وتقدير تراثه والمساهمة في جرد الممتلكات الثقافية و تصنيفها وطنيا ودوليا، مضيفة، بأن أمامهم فرصة لتقديم وجه جمالي بمراقبة النصب التذكارية والتماثيل و الشواهد الفنية المعدة للفضاءات العمومية، إذ يعد هذا المجلس هيئة استشارية منحت الصيغة الرسمية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 21ـ 124، المؤرخ في 15 شعبان عام 1442 و الموافق لـ 29 مارس 2021، حيث يبدي المجلس في إطار مهامه آراء و توصيات و اقتراحات بشأن حماية التراث الوطني المادي و غير المادي ناهيك عن ممارسة الحفظ و التثمين.
ويعتبر المجلس الاستشاري للتراث والثقافة، الأول من نوعه في تاريخ الجزائر  و يأتي في إطار  الانتقال إلى مستوى آخر من الإجراءات  التنظيمية والوسائل الحمائية التي تمس التراث الثقافي، كما أنه يأتي ليثمن مساعي الوزارة للنهوض بالتراث الثقافي نحو مكانته الطبيعية و دوره المؤثر في حماية الوحدة الفكرية و الحضارية الأمر الذي لا يتم إلا  بمشاركة الجميع، بحكم أن التراث ملكية سيادية عامة، علما أن المجلس يعد أيضا دافعا للارتقاء بالأداء  من خلال أهدافه التي تم الحرص على أن تراعي  جميع المحاور العامة للتراث الثقافي بجميع تصنيفاته مع اعتبار الشراكة أمرا محوريا يعزز من صيغ المحافظة والتثمين و الحماية.
و يضم المجلس اثنتي عشرة شخصية، بينهم فؤاد سوفي وهو مؤرخ و وثائقي ، ونذير معروف دتور و عضو مؤسس بوحدة البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وعبد الرحمان خليفة دكتور في التاريخ وعلم الآثار بالإضافة إلى  الأساتذة والباحثة زبيدة معمرية و المهندسة المعمارية فاطمة الزهراء قرباي و الباحث في التراث غير المادي  حاج ملايني زيادة على عبد القادر دراجي وهو أستاذ بمعهد الآثار بجامعة الجزائر و سليم دريسي أستاذ بمعهد الآثار و كذا المختص في المخطوطات والأرشيف محمد بن     باحمد امناس و عزز الدين قوقي  وهو مختص في دراسة تاريخ موقع إمدغاسن وكذا قودير متاير رئيس جميعة بيلاوريزون للحفاظ على التراث.