مسرحة الرواية يخرجها من الروتين و العيش داخل نصوص مستهلكة
أكد مساء أول أمس الأديب أمين الزاوي، بأن مسرحة الرواية يخرجها من الروتين و العيش داخل نصوص مستهلكة، و على الروائي التنازل عن نرجسيته و الانفتاح على مجالات إبداعية أخرى،
و أن يتمنى نجاح روايته عندما تتحول إلى عالم آخر بأدواته وفضائه و ممثليه ولغته، و نجاحها على الركح، كما قال، ينعكس على الرواية ككل.

و قال الزاوي في مداخلة بعنوان " مسرحة الرواية الجزائرية ـ  السرد مقابل الفعل، من ينتصر؟" في العدد الأول من منتدى ليالي المسرح الافتراضي التي ينظمها المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، بأن مغامرة العلاقة بين المسرح و الرواية ستفتح المسرح على تجديد ذاته، من خلال هذه العلاقة مع السردية الروائية، مضيفا بأن المبدع مهما كان روائيا، مسرحيا، فنانا تشكيليا، موسيقيا، و سينمائيا لا يعتقد أنه يكون جميلا و جادا وعارفا وعميقا، إذا ظل فقط في مجال اختصاصه أو بوتقته، ولا يقدم جديدا في أي مجال من هذه المجالات من الموسيقى، الرواية، الشعر، السينما.
و قال الزاوي على المسرحي أن ينصت إلى الطاقات الإبداعية الأخرى كالرواية، الشعر، السينما، الفن التشكيلي، ونفس الشيء بالنسبة للروائي الذي لا يعرف أروقة الفنون التشكيلية ولا يعرف المسرح و السينما و الموسيقى، فلا يمكن تخيله يكتب رواية متجددة طموحة، لإعطاء نفس جديد للسرد و النص الذي يكتبه.
و أكد بأن الخروج من نفق أي إبداع يمر عبر هذا التعارف بين الفنون والتلاقح والقراءات المتبادلة التي هي شرط أساسي لتكريس ما يسمى بالتجديد و الحداثة في الفنون، مشيرا إلى أن في الجزائر ظلمت العديد من النصوص المسرحية التي لم تتم مسرحتها، و منها رواية " الحمار الذهبي" و نص " مدينة الله" .
و أضاف بأن المسرحيتين كان بالإمكان تحويلهما إلى الركح بطريقة مبدعة، مشيرا إلى أنه بمسرحة النصوص يتشكل مجتمع الثقافة و مجتمع الإبداع و أسواق الفن والإبداع، و دعا الزاوي إلى ضرورة التفكير في ذلك من الجانب السوسيولوجي و الاقتصادي و التجاري.
و في السياق ذاته أوضح الكاتب بأن الرواية عندما تنتقل إلى المسرح، فإنها تغير تماما خاصيتها الجمالية و شكلها، وتعتمد أساليب جديدة في الوجود، مضيفا بأنه ما هو مطلوب من الروائي، رغم أنانيته ونرجسيته ليس تحويل تفاصيل الرواية كاملة على ركح المسرح، وإنما طرح قضية أو قضيتين، ويقوم المسرحي بأبدعة النص من جديد، و يجب، حسبه، على الروائي التنازل عن نرجسيته و ما يطلبه هو النجاح للمسرحية عندما تتحول إلى عالم آخر بأدواته وفضائه و ممثليه ولغته، و هذا النجاح ، كما قال أمين الزاوي، يعود على الرواية ككل.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى