تأكيد على أهمية تعزيز قيمة القراءة لدى الطفل
أكد متدخلون في ندوة ثقافية، نظمت في نهاية الأسبوع بقسنطينة، على ضرورة تعزيز حب القراءة و المطالعة عند الطفل منذ الصغر، خصوصا في ظل التكنولوجيات الحديثة المنتشرة، و قدموا مجموعة من الحلول و الاقتراحات العملية و المنهجية، موجهة للأولياء بدرجة أولى، ليكون الكتاب خير جليس، وخير رفيق للطفل، باعتباره رجل الغد.

نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بباب القنطرة، بالتنسيق مع الجمعية القسنطينية للموهوبين و المتفوقين، ندوة ثقافية توعوية بعنوان "التربية و التنشئة بالكتاب"، حضرها مجموعة من المثقفين، تناولت عدة محاور، تتمثل أساسا في دور الكتاب في التنشئة الأخلاقية و الاجتماعية للطفل، و أساليب الكتابة الهادفة والصحيحة  الموجهة للطفل، مع التطرق بشكل مفصل إلى أهمية الأسرة في تنشئة و تشجيع الأطفال على القراءة و المطالعة، و اتخاذ الكتاب الرفيق الأمثل، في ظل هيمنة مختلف وسائل الترفيه التكنولوجية و شبكات المعلومات الرقمية.
رئيسة الجمعية القسنطينية للموهوبين و المتفوقين، و الأستاذة المتقاعدة، و  مؤلفة عديد من الكتب التعليمية التربوية والتنموية حبيبة نقوب، أكدت في مداخلتها، أن المجتمعات ترتقي و تتطور بالمعرفة، و تتراجع بالجهل و التخلف و الابتعاد الكلي عن الكتاب، مشيرة إلى أن الأسرة هي الوحدة الأساسية و البيئة الأولى للطفل التي ينشأ و يترعرع فيها، فتؤثر  في شخصيته و تحديد ملامح هويته و قيمه، باعتبارها تضم المؤثرات و الدعامات التي تساهم بشكل مباشر، في توجيه نمو الطفل.
و شددت المتدخلة بأن الأولياء يعتبرون المرشدين الأوائل للأبناء، في سنواتهم العمرية الأولى، حيث يتلقون قيم و أفكار وأفعال والديهم، دون مناقشة، و من هذا المنطلق على الوالدين، أن يكونا أفضل قدوة لأطفالهم، مع الأخذ بأسلوب التشجيع والمدح وتقديم الهدايا والمكافآت، كلما نجح الأبناء في دراستهم أو أي نشاط مفيد. و تطرق ثلة من الكتاب الحاضرين، بينهم الكاتب و الشاعر فضيل عبد الناصر دردور و الكاتبة آمال قنادز، إلى أدب الطفل و طرق الكتابة المثالية لهذه الفئة،  قائلين أن أطفال اليوم ذواقون جدا، لما يقدم لهم وليس من السهل أبدا إرضاءهم ببعض الكلمات، خصوصا الذين يعشقون المطالعة، فهم أعمق بكثير من غيرهم، فالكتابة لهم تحتاج جهدا و تركيزا أكبر، مع ضرورة استخدام قاموس مناسب لهذه الشريحة من المجتمع، التي تتطلب استعمال لغة بسيطة ذات مفردات مفهومة، من أجل إيصال الأفكار المرغوب فيها، مع التركيز  على عنصري الجذب و التشويق، و استعمال مختلف المؤثرات البصرية من رسوم و ألوان.
و أضاف المتدخلون أن العناية بكل هذه التفاصيل، تساهم بشكل كبير في الارتقاء بفكر الطفل وتوسيع خياله، وتنمية ملكاته ومهاراته اللغوية والأدبية والعلمية والتاريخية والفنية، فتصبح لديه القدرة على التعبير عن أفكاره ومشاعره، بكل طلاقة وأريحية، ما يزيد حماسه للمطالعة و يجعله أكثر انفتاحا على العالم.
و قدمت الدكتورة في فلسفة العلوم و الروائية نبيلة عبودي، مداخلة حول مستقبل الطفل في ظل طغيان الجانب التقني و الحلول الممكنة لمعالجة مخلفات و نتائج الرقمنة، التي هيمنت على الكبار و الصغار، و لم يعد، حسبها، من السهل التحكم في البراعم المنفتحة على العولمة المتذوقة لها.و أكد من جهته رئيس نادي الصخر العتيق للثقافة و الأدب نبيل لاغة، أنه لا يمكن إجحاف الدور الكبير الذي تلعبه الرقمنة في هذا العصر، و التطورات التي يشهدها العالم في ظلها، و من الأحسن، حسبه،  استغلالها لتشجيع الطفل على المطالعة و القراءة بشكل أكبر، من خلال الاستخدام الجيد لها لتعود بالنفع على جيل اليوم و للبشرية جمعاء، مشيرا إلى توفر التكنولوجيات الحديثة، على العديد من البرامج و التطبيقات التي تساهم في تنمية مختلف المهارات المعرفية و الإدراكية السمعية و البصرية عند الطفل.
جدير بالذكر أنه تم تنظيم على هامش الندوة الثقافية، جلسة بيع بالتوقيع لآخر إصدارات مجموعة من الكتاب، على غرار فضيل ناصر دردور الذي عرض كتابه "بعض الرؤى" و عبد الرحمن قيطوني الذي قدم مؤلفه" حكمة رجل مجنون" و جمال سفيان الذي قدم" شمشون و فلسطين".
و كان الحضور النسوي قويا في ذات الجلسة، حيث قدمت كل من الأديبات حبيبة نقوب، مسعودة مصباح، نبيلة عبودي، آمال قنادز، ليندة و منال شلوف، و أمينة طبوش، إبداعاتهن الجديدة.
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى