لمسات عصرية بأفكار حديثة تبرز جماليات الفن الإسلامي
تتواصل بإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، فعاليات المهرجان الدولي للفنون الإسلامية في نسخته 24 “ تدرجات”، احتضنت باحات بيت الحكمة عملين فنيين هما “أمل” للفنان اليمني ناصر الأسودي، و”هلال” للفنانيّن الأمريكي مات ماكونيل، والدنماركية بيا جنسن، فيما استقبل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عملين آخرين، هما “سيتي سكوب” للفنان الألماني ماركو همرلنغ (أستوديو سبيد)، و”تحكُّم لا تحكُّم” للفنان الكندي دانيال إيريغي (أستوديو إيريجولار).

ومن بيت الحكمة إلى مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، تجوّل الحضور بين الأعمال الفنية الأربعة، حيث تجلّت إبداعات الفنانين من خلال لمسات عصرية بأفكار حديثة مبتكرة، أبرزت جماليات الفن الإسلامي من خلال ترجمة الشعار “تدرجات”، و استمع الحضور إلى شروح مفصلة من الفنانين حول تفاصيل الأعمال.
أفلاطون و الفلاسفة العرب حاضرون بنظرياتهم
ركز الفنان ناصر الأسودي في أعماله، على المبادئ الهندسية التي وضع نظرياتها أفلاطون و الفلاسفة العرب، حيث تُمثّل الدائرة بالنسبة إليه الاكتمال، لأنّها ليس لها بداية و لا نهاية، فهي تحدّد السطح الأقصى ضمن شكل فريد، و تُثري عمل الرسّام بالأقراص، والقباب، وشبه الكرات، والتجمّعات، والسحب. وفي الواقع، لا توضع حروفه على خطّ مستقيم أو بشكل أفقي، بل تكون مكدّسة، وفقاً لكثافتها الديناميكية، أو حتّى متراكبة على بعضها البعض، بل قد تكون حتّى متشابكة ومتماهية في الفضاء الذي أصبح تخيّليا وتجريديا.
و قدّم الفنانان مات ماكونيل وبيا جنسن أعمالا فنية مشتركة، تتمثّل في مزج الشكل السداسي والحلزوني بناء على أسس هندسية، يتمّ التعبير عنها بثلاث موجات ملفوفة في شاشة هندسية، يبلغ طول كلّ منها 12 مترا، و ارتفاعها 3 أمتار، و قد دُمجت سلسلة من تدرّجات الألوان الشفّافة المتناثرة، لإضفاء اللون على القطعة والمناظر الطبيعية.
و مع وجود الشمس أعلى العمل، يتشكّل ظلّ مضاعف، ممّا يؤدّي إلى إنشاء أشكال تشبه الأشرطة تضيف طبقات جديدة إلى العمل عند عرضها في ضوء الشمس الكامل.
وفي عملها الفنّيّ، تسعى بيا جاهدة لخلق تجهيزات تزرع الجمال، وتثري حياة الناس اليومية، حيث تأتي بعض أعمالها الفنية على شكل أوانٍ ملموسة، في حين يكون بعضها الآخر تصوّريّاً. كما تسعى من خلال أعمالها والروح الجمالية المكثّفة، إلى المساهمة في متع الحياة اليومية.
بينما يركّز عمل مات النحتي على التعبير عن القوى الطبيعية، حيث يُعدّ التقاط الشعور بالنموّ و التغيير مع التحوّل والتكرار موضوعا مشتركاً، و في الواقع فإنّ العمل تجريدي في المقام الأول، إلا أنّ العمل غالبا ما يستجيب لتأثيرات المكان و المفاهيم التي تدور حوله، ممّا يسمح للمشاهد بتفسير القطعة بناءً على التجربة الشخصية.
ويتعامل التجهيز الفنّي “سيتي سكوب”، مع التصوّر المجزّأ للبيئة، حيث يمكن النظر إلى الهيكل على أنّه مشهد حضاري، يعكس مناظر مجزّأة للمكان، ويكوّن في الوقت نفسه صورة ثلاثيّة الأبعاد، وأثناء التحرّك حول النحت المعقّد هندسيا، تتغيّر الصور التي تنعكس على الغلاف المثلّث باستمرار، وبهذه الطريقة يصبح المشاهد جزءا لا يتجزّأ من التجهيز وانعكاساته المعقّدة.
 كما يعكس السطح الخارجي المنعكس للنحت الضوء في زوايا مختلفة، اعتماداً على حالة ضوء النهار و موقع المشاهد، وصُمّم العمل الفني “تَحكُّم لا تَحكُّم” بشكل أساسي للمساحات الكبيرة المفتوحة، وهو عبارة عن تجهيز فني تفاعلي واسع النطاق على شكل هيكل هندسي مبسط، طبقاً للأسلوب المميز لأستوديو أريغيولر، جرى إنشاؤه في العام 2011 في مونتريال، و منذ ذلك الحين جرى تقديمه في أكثر من 35 مرة حول العالم.
“تحكم لا تحكم”هو مكعب من ضوء “إل إي دي” كبير يتفاعل مع كل ما يلمسه وكل حركة تحدث على سطحه؛ حيث تظهر الأنماط المبسطة و الصوت التوليدي عند حدوث التفاعل، وهو يسمح لـ 48 شخصاً بالمشاركة في نفس الوقت، حيث تكون التجربة بديهية للغاية، و تؤدي إلى مشاركة سريعة للجمهور و تفاعلات مطولة.    
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى